الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ماذا بعد أوسلو؟ بقلم: المحامية اسلام أبو معيلق

تاريخ النشر : 2019-07-30
بقلم المحامية اسلام أبو معيلق ...... ماذا بعد أوسلو؟؟؟. 

في ظل الواقع الحالي الذي فرضه الاحتلال لن يكون هناك اتفاقا مع الجانب الاسرائيلي في المستقبل أعلى سقف من  أوسلو وبالتأكيد سيكون أقل وأدنى بكثير من تطلعات الفلسطينيين وليس هذا لأننا نعترف  فقط بالقوة التي تملكها اسرائيل ودعم الولايات المتحدة وميل بعض الأطراف في ظل زغزغة التطبيع في الموجة الأخيرة التي تراهن عليها اسرائيل كتحالف ضد أي شيء ضده ....بل لأننا متمسكون وبقوة بتقسيم المقسم والمهود والمحتل من قبل الاحتلال ونريد تقسيمه نحن في ظل تمسك حماس بالسيطرة على قطاع غزة وفي عدم تبني القيادة رؤية استراتيجية تتغلب على خلافات ملف المصالحة بمحتوياته ، وعلى مدار كل سنوات النضال الفلسطيني لم تتركنا الخلافات الفكرية والحزبية وبات لكل منا نهج يرى فيه كيف يمكن تحرير فلسطين بعيدا عن احتواء الأخر وتقبل فكره  وهذه المناكفات أرهقت شعبنا الفلسطيني وكلفته وكبدته الخسائر ولكن عندما جاء اتفاق اوسلو يعيب علينا وبعد مرور خمس سنوات من هذا الاتفاق الذي لم يعجب البعض أو الغالبية ، اذا ما عدنا للوراء لو كنا التففنا حوله وشكلنا كلنا ضغطا لإنجاحه لكان  انتزعنا حقنا كاملا في ظل  الرعاية الدولية والأمريكية وأحرجناهم ، ولكن هذا مضى لأننا آثرنا الاختلاف والمناكفة وهذا كانت تعلمه اسرائيل وعليه بنت رؤيتها لهدم أوسلوا وكأنها لم تكن في التوقيت المناسب وهذا أيضا لا يعني العودة  للمربع الأول قبل اوسلو وهي تحمل الاحتلال تبعات الأراضي المحتلة  وخاصة قطاع غزة ليس هناك أفضل من هذا الوقت حيث نضجت كل الوجبات المعدة لاعداد السفرة الشهية وذلك بعد عمليات طويلة في المطبخ الصهيوني ونذكر منها عرقلة حلول الملفات النهائية بعد خمس سنوات اتفاق أوسلوا ، تذويب المصالح الشخصية  في الجوانب السياسية للبعض في السلطة الفلسطينية وغض نظر المانحين عن الفساد ومن ثم استشهاد ياسر عرفات بعد اغتياله بالسم ومن ثم عدد من القيادات الوطنية مثال الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي رحمهم الله جميعا ودخول شارون وبداية التطرف اليميني وخطة الانسحاب احادية الجانب واخلاء قطاع غزة من المستوطنات ومن ثم الانتخابات الفلسطينية وفوز حماس والتجاذبات التي هيئة الانقسام وانقلاب كلا منهما على الأخر في ظاهرة شكلت نكبة ثانية في تاريخ النضال الوطني والمستمرة حتى يومنا هذا ، ومن ثم الأحداث التي تلت في الدول العربية من انقسامات أيضا سميت بالربيع العربي ومن ثم التحالفات الجارية لمواجهة خطر ايران في المنطقة  ومن ثم تحضير طبق خاص هو الأساسي في كل هذه المائدة الطويلة وهو ما أطلق عليه صفقة القرن التي انتهت بورشة المنامة في دولة البحرين العربية وحضور عدد من الدول العربية للاطلاع على خلطتها السرية ... وفي النهاية وضح تماما أنها مشروع تصفية للقضية الفلسطينية وقد رأى الكيان الاسرائيلي أن هذا التوقيت الأنسب لتنفيذ مخططه الذي مشى حتى الأن بكل نجاح قابله في الجانب الفلسطيني صفر كبير على المستوى السياسي الرسمي والغير رسمي وبالرغم من فهم الفلسطينيين لهذه الحقائق ألا أن الحزبية والمصلحة الشخصية غلبت على المصلحة الوطنية  وطاب لحماس فكرة الاستحواذ وحكم قطاع غزة  .. دون اكتراث للموقف الوطني الطبيعي الذي يجب أن يتخذ في هذا التوقيت وهو مد يد الصلح للمصالحة الوطنية عبر الاتفاقات الأنسب واستعادة اللحمة،  برأي هذا سيعطيهم حاضنة شعبية كبيرة  أكثر بكثير لو اعتقدت حماس ان تطوير التفاهمات وزيادة عدد الاموال من قطر وادخال المشاريع وتحسين أوضاع الناس كبديل عن حماية المشروع الوطني بالمصالحة وتجديد الشرعيات ومن ثم سيأتي كل ما سبق في سياق اتفاق يناسب الموقف الفلسطيني الموحد والمبني وفق رؤية استراتيجية تناسب تطلعات الفلسطينين وتضحياتهم وهذا ليس مستحيلا خاصة  بعد اعلان حماس ميثاقها  الأخير وليس المطلوب من حماس مخاطبة المجتمع الدولي بعيدا عن منظمة التحرير بل الايمان بأن الدخول في المنظمة هو جزء من الشراكة في الرؤية الوطنية وبدعم الحاضنة الشعبية في الداخل والخارج وبالتالي الحالة السائدة حتى الآن لا تدل على أي رؤى استراتيجية لحركة حماس سوى بقاء وضع اليد على قطاع غزة بالقوة حتى لو فقدت شعبيتها من المحكومين الذين يتطلعون الى حياة أفضل في كافة المستويات ، قد تكون أيضا الحالة الحرجة التي وصلت اليها القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية فرصة سانحة لاحتواء الأزمة الداخلية قبل فوات الأوان أكثر  مما فات خاصة أن ضم الضفة للسيادة الاسرائيلية والتحرك المرن  في مناطق أ وب وج من قبل الاحتلال لا يشير الى سلطة فعلية تخطو نحو الدولة بل تراجع سياسي أحبط تطلعات القيادة السياسية ومن باب هذا التلاقي فكلا الأطراف في غزة والضفة عليها اتخاذ خطوات وطنية تصب في مصلحة القضية مباشرة ...وغير ذلك يمكنني أدرك أن هناك واقعا صعبا وأكثر سوءا من الأسوأ الحالي ما بعد أوسلو .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف