الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نعم للتطبيعِ.. لا للمقاطعة بقلم:طلال بدوان

تاريخ النشر : 2019-07-30
نعم للتطبيعِ..  لا للمقاطعة بقلم:طلال بدوان

أنا أدعوكَ للتطبيع، وعدم المقاطعة، لا تستغرب، نعم بالضَّبط كما قرأت في العنوان، أن أقومَ بالتمويهِ هذه المرة.
هل تعلمُ عزيزي المواطن أن العدو المُحتل أيضًا يربحُ من بضائع الدول الأخرى التي نستهلكها والتي لا يصنعها، بالرسوم الجمركية وغيرها وكأنهُ قد صنَعها! فكل شيء نتناوله ونستخدمهُ هنا لهُ فيهِ عوائد.
حتى الخضارُ المزروعة لدينا، سمادها وبذورها ومبيداتها الحشرية، من صنعِ يديهِ!
حتى مصانعُ البسكويت والألبان الوطنية، وصيانة آلاتها وقطع غيارها تتم من خلاله.
حتى أن اسرائيل مثلاً تُصدر لبعض الدول منتجاتها بتغييرِ الاسم ومكانِ الصنعِ ثم تعودُ لنا هنا باسم آخر!
الأجدى من مقاطعة منتجات العدو، هو البحثُ عن الأسباب الجذرية لما نحنُ فيه، وهو كيف جعلنا الغربُ واسرائيلُ وتركيا والصين، نعتمدُ عليهم كل هذا الاعتماد؟
لا حصار يُمكنهُ أن يُفرضَ على العقل، سوفَ يعمل مع وجود إرادة ووعي ونية وثقافة وعلم ومعرفة، حتى لو كانَ مالِكه في غرفة مُغلقة، أو في سجن، أو تحت حكم نظام دكتاتوري، أو في مكان مُحاصر مُحتل مغلق المعابر، أو في جمجُمة!
هذا العقلُ سوفَ يُبدعُ ويبتكرُ ويُنتج ولو بعدَ حين، النتائجُ لن تكون سريعةً، بل تدريجيةً تراكمية.
المقاطعةُ وعدمُ التَّطبيعِ مع العدو من وجهة نظري:
-هي مقاطعةُ غرائزنا أولاً قدرَ المستطاعِ، والمؤديَّة للكسلِ وكره قراءةِ الكُتب، وعدم الميلِ للتَّعلم المستمرِّ، وعدم الجديَّة، والميل للتقليدِ الأعمى، وإدمان النَّميمة، والسُّخرية من المثقفين والمعلمين، والثناء على المغنيين ولاعبي كمال الاجسام!
-هي مقاطعة حبنا للغذاء غير الصَّحي، ومقاطعة إضاعةِ الوقتِ، والجلوسِ في الطرقاتِ، والاتجاه نحو التَّطبيع مع رياضة المشي، وعدم التطبيع مع الأفكار السَّائدة الخاطئة أو الناقصة التي يحملها القطيع!
من هنا تبدأ المقاطعة وعدم التطبيع بمفهومهما الأعمق والأشمل.
كذلكَ الجِهاد.
ـــــــــــ
طلال بدوان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف