دون أدنى شك، إنًّ الكتابَ الذي تعيش مع وقائعه، وترقب أحداثه وتسلسله سطرًا بسطر بل حرفًا بحرف، هو كتاب قفز من دائرة النجاح وصولًا لدائرة الإبداع التي تُنسب في ذالك الحين إليه ولكاتبه.
سعادة غامرة تٌشعل الفكر والوجدان حينما تجد كتابًا يجيب على تساؤلات أخذت ما أخذت من وقتها كي تصل إلى إجابات مُقنعة وحلول وسطية يرضاها العقل والقلب معًا.
إنه الكتاب المعجزة" الإسلام بين الشرق والغرب"
في بداية الأمر دخلت المكتبة ولم يكن لدي أي نية باسم الكتاب الذي سوف أقتنيه ولا نوعه حتى، إلا حين لمعت عيناي حينما وجدت عنوان كتاب يحمل اسم الإسلام بين الشرق والغرب.
في قرارة نفسي شعرت أن هذا الكتاب سيكون محل تغيير أفكار ومبادئ خاطئة تربت عليها عقولنا، محل تغيير مصطلحات خاطئة غزت عقولنا منذ الطفولة وترعرت بدواخلنا.
الكتاب يحتوي على جزئين فقط وكل جزء يحمل فكرة فلسفية مختلفة لكنهما يكملان بعضهما البعض.
الجزء الأول يتحدث عن نظرات حول الدين
والفصل الثاني حمل عنوان الإسلام: الوحدة ثنائية القطب.
اعتمد بيجوڤيتش على النموذج الثنائي الذي يرعى الجانب المادي والروحي معًا، وذلك بعرض إخفاقات المبادئ والمدارس والديانات التي اتخذت مسارًا واحدًا دون الآخر. حيث أنه اعتمد في أسلوبه اللغوي على المجاز والتورية وهذه نتيجة طبيعية لنموذجه الثنائي الذي يؤمن به، نموذج يخلط بين المادي واللامادي، بين الطبيعة وما وراء الطبيعة بين الظاهر والباطن بين المادة والإنسان.حيث أنه قال بلغة مجازية بحثة ما يؤكد نموذجه الفلسفي العقلاني: "إنه صعود الجبل المقدس، الذي تظل قمته بعيدة المنال.. إنه سيرٌ في الظلام بواسطة شمعة مضيئة يحملها الإنسان".
كان دومًا بيجوڤيتش من المهتمين بقضية أصل الإنسان وتفسير ظاهرته وارتباطه بالطبيعة إذ يقول: قضية أصل الإنسان هي حجر الزاوية لكل أفكار العالم، فأي مناقشة تدور حول: كيف ينبغي أن يحيا الإنسان؟ تأخذنا إلى الوراء حيث مسألة أصل الإنسان".
في بداية كتابه طرح النظرية الداروينية، النظرية المادية الوضعية التي تُرجع أصل الإنسان أنه نتاج عملية طبيعية كيمائية ليتخذ شكل الأمبيا ومن ثم يتطور إلى حيوان! أي أن الإنسان آلة تنتج تعمل تأكل تنام دون قلب دون مشاعر دون عدالة. أي الفرق بين الإنسان والحيوانات فرق في الدرجة والمستوى والتنظيم وليس النوع..
ولكن أين الدور الروحي النفسي دور التفكر والتأمل؟!
هكذا تساءلت إلى حين أن تبين لي نقص هذه المعادلة وعدم إشباعها لحاجات الإنسان الروحية الضرورية..
فالإنسان دومًا يفكر فيما وراء القبور، فيما وراء الطبيعة.!
وبعد ذلك بدأ الكاتب بعرض العديد من المصطلحات التي تفنذ نظرية داروين كالحرية مثلًا، فلا يمكن أن تقابل الحرية الإنسان المادي، لأن الثاني إنسان آلي يرفض حرية الاختيار ويقوم بوظائف أشبه بوظائف الآلة، أما الشخص الحر فله حرية الاختيار بين أن يكون إنسانًا أم حيوانًا..!!
وبعدها ينتقل كاتبنا إلى عرض بعض من المصطلحات المتناقضة التي تهدف كل واحدة منها إلى تبني نموذج آحادي الجانب إما مادي أو روحي:
الأداة والعبادة ، التعليم والتأمل، التعليم التقني والكلاسيكي، الثقافة الجماهيرية، الدين والثورة، الفن والعلم، الأسلوب والوظيفة، النية والعمل، الفن والتاريخ.
وسأتناول في مقالي هذا مصطلح: الثقافة الجماهيرية، كونه أسلوب نعاني منه في وقتنا الحالي
العديد منا يفهم أن هذا المصطلح يتساوى مع الحضارة المجتمعية، ولكن ثمة اختلاف بين الثقافة الجماهيرية وبين الثقافة الشعبية، حيث الأخيرة قائمة على الإجماع والمشاركة، بينما الأخرى فهي مفهوم تم استغلاله لأهداف خفية تخدم جماعة معينة وغالبًا ما تكون جماعة الدولة وأجهزتها.
ودور وسائل الإعلام الجماهيرية كالصحافة والتليفزيون خير دليل ومثال على التعبئة الجماهيرية والتلاعب بالحقائق لصالح فئة معينة أو هدف معين.
فوسائل الإعلام الجماهيرية للثقافة عندما تحتكرها الحكومة تستخدمها وسائل لتضليل الجماهير كأسوأ ما يكون التضليل.
وقد وضح لنا بيحوڤيتش الفارق بين الدين المجرد والإسلام..
الدين المجرد تجتمع فيه اليهودية والمسيحية بالفن والتأمل بالبحث ما وراء الأشياء فهو جانب روحي بحث لا يرجع للعلم ويتجاهل مظاهر التقدم والحضارة، على النقيض الآخر وعلى الاتجاه الآخر هنالك مجتمعات مادية بالدرجة الأولى، مجتمات تكفر بالحب والشعر والموسيقى، مجتمعات تبحث عن المعلوم والمادي الواضح، وتجهل جميع الأمور الحسية والشعورية وكمثال لهذه النماذج: الفكر الماركسي الاشتراكي وما يعادله الفكر الطوبي، العدمي الوضعي.
وفي كلا الحالتين لا يجد الإنسان راحته الكاملة دون الأخر، لذا كيف نفسر تفكك وانهيار الاتحاد السوڤيتي الاشتراكي ؟
وكيف يمكن تفسير حقيقة أن عدد حالات الانتحار والأمراض النفسية تتناسب مع مستوى الحضارة ؟
فكانت الثنائية التي وضعها بيجوڨيتش في كتابه هذا، بمثابة علاج لجميع التساؤلات والتناقضات وتفسير لجميع التجارب الفاشلة.
وهي الثنائية التي تجمع بين المادة والروح، بين العلم والفن، بين الثقاقة والحضارة.
ويعود سوء الفهم للإسلام لدي الغرب سوء فهم واستخدام لمصطلحات معدومة في الثقافة الغربية
وأخيرًا نأتي للجزء الثاني والأخير الذي ركز فيه الكاتب على الفرق بين تاريخ المسيحية منذ زمن المسيح وما بعده والفرق بين المسيحية المجردة ودين الإسلام الوسطي..
ووصولًا للفصل الأخير يبن لنا أصل وماهية المجتمع الأنجلوسكسوني الذي ينحدر من أصل إنجليزي، وهو مجتمع قريب من وسطية الإسلام لكنه لم يصله بعد، مجتمع أكد على فشل اتخاد جانب واحد وحقيقة اتخاذ الثنائية التي تربط بين الشيء وما وراء الشيء.
وفي الفصل الأخير يُنهي لنا بيجوڤيتش كتابه المعجزة "نظرة أخيرة، التسليم لله"
حقًا إنه الكتاب الذي يجمع بين العقلانية والفلسفة ومنهج الحب والتجريب..
وهذا ما أخبرني به بيجوڨيتش في كتابه الإسلام بين الشرق والغرب.
سعادة غامرة تٌشعل الفكر والوجدان حينما تجد كتابًا يجيب على تساؤلات أخذت ما أخذت من وقتها كي تصل إلى إجابات مُقنعة وحلول وسطية يرضاها العقل والقلب معًا.
إنه الكتاب المعجزة" الإسلام بين الشرق والغرب"
في بداية الأمر دخلت المكتبة ولم يكن لدي أي نية باسم الكتاب الذي سوف أقتنيه ولا نوعه حتى، إلا حين لمعت عيناي حينما وجدت عنوان كتاب يحمل اسم الإسلام بين الشرق والغرب.
في قرارة نفسي شعرت أن هذا الكتاب سيكون محل تغيير أفكار ومبادئ خاطئة تربت عليها عقولنا، محل تغيير مصطلحات خاطئة غزت عقولنا منذ الطفولة وترعرت بدواخلنا.
الكتاب يحتوي على جزئين فقط وكل جزء يحمل فكرة فلسفية مختلفة لكنهما يكملان بعضهما البعض.
الجزء الأول يتحدث عن نظرات حول الدين
والفصل الثاني حمل عنوان الإسلام: الوحدة ثنائية القطب.
اعتمد بيجوڤيتش على النموذج الثنائي الذي يرعى الجانب المادي والروحي معًا، وذلك بعرض إخفاقات المبادئ والمدارس والديانات التي اتخذت مسارًا واحدًا دون الآخر. حيث أنه اعتمد في أسلوبه اللغوي على المجاز والتورية وهذه نتيجة طبيعية لنموذجه الثنائي الذي يؤمن به، نموذج يخلط بين المادي واللامادي، بين الطبيعة وما وراء الطبيعة بين الظاهر والباطن بين المادة والإنسان.حيث أنه قال بلغة مجازية بحثة ما يؤكد نموذجه الفلسفي العقلاني: "إنه صعود الجبل المقدس، الذي تظل قمته بعيدة المنال.. إنه سيرٌ في الظلام بواسطة شمعة مضيئة يحملها الإنسان".
كان دومًا بيجوڤيتش من المهتمين بقضية أصل الإنسان وتفسير ظاهرته وارتباطه بالطبيعة إذ يقول: قضية أصل الإنسان هي حجر الزاوية لكل أفكار العالم، فأي مناقشة تدور حول: كيف ينبغي أن يحيا الإنسان؟ تأخذنا إلى الوراء حيث مسألة أصل الإنسان".
في بداية كتابه طرح النظرية الداروينية، النظرية المادية الوضعية التي تُرجع أصل الإنسان أنه نتاج عملية طبيعية كيمائية ليتخذ شكل الأمبيا ومن ثم يتطور إلى حيوان! أي أن الإنسان آلة تنتج تعمل تأكل تنام دون قلب دون مشاعر دون عدالة. أي الفرق بين الإنسان والحيوانات فرق في الدرجة والمستوى والتنظيم وليس النوع..
ولكن أين الدور الروحي النفسي دور التفكر والتأمل؟!
هكذا تساءلت إلى حين أن تبين لي نقص هذه المعادلة وعدم إشباعها لحاجات الإنسان الروحية الضرورية..
فالإنسان دومًا يفكر فيما وراء القبور، فيما وراء الطبيعة.!
وبعد ذلك بدأ الكاتب بعرض العديد من المصطلحات التي تفنذ نظرية داروين كالحرية مثلًا، فلا يمكن أن تقابل الحرية الإنسان المادي، لأن الثاني إنسان آلي يرفض حرية الاختيار ويقوم بوظائف أشبه بوظائف الآلة، أما الشخص الحر فله حرية الاختيار بين أن يكون إنسانًا أم حيوانًا..!!
وبعدها ينتقل كاتبنا إلى عرض بعض من المصطلحات المتناقضة التي تهدف كل واحدة منها إلى تبني نموذج آحادي الجانب إما مادي أو روحي:
الأداة والعبادة ، التعليم والتأمل، التعليم التقني والكلاسيكي، الثقافة الجماهيرية، الدين والثورة، الفن والعلم، الأسلوب والوظيفة، النية والعمل، الفن والتاريخ.
وسأتناول في مقالي هذا مصطلح: الثقافة الجماهيرية، كونه أسلوب نعاني منه في وقتنا الحالي
العديد منا يفهم أن هذا المصطلح يتساوى مع الحضارة المجتمعية، ولكن ثمة اختلاف بين الثقافة الجماهيرية وبين الثقافة الشعبية، حيث الأخيرة قائمة على الإجماع والمشاركة، بينما الأخرى فهي مفهوم تم استغلاله لأهداف خفية تخدم جماعة معينة وغالبًا ما تكون جماعة الدولة وأجهزتها.
ودور وسائل الإعلام الجماهيرية كالصحافة والتليفزيون خير دليل ومثال على التعبئة الجماهيرية والتلاعب بالحقائق لصالح فئة معينة أو هدف معين.
فوسائل الإعلام الجماهيرية للثقافة عندما تحتكرها الحكومة تستخدمها وسائل لتضليل الجماهير كأسوأ ما يكون التضليل.
وقد وضح لنا بيحوڤيتش الفارق بين الدين المجرد والإسلام..
الدين المجرد تجتمع فيه اليهودية والمسيحية بالفن والتأمل بالبحث ما وراء الأشياء فهو جانب روحي بحث لا يرجع للعلم ويتجاهل مظاهر التقدم والحضارة، على النقيض الآخر وعلى الاتجاه الآخر هنالك مجتمعات مادية بالدرجة الأولى، مجتمات تكفر بالحب والشعر والموسيقى، مجتمعات تبحث عن المعلوم والمادي الواضح، وتجهل جميع الأمور الحسية والشعورية وكمثال لهذه النماذج: الفكر الماركسي الاشتراكي وما يعادله الفكر الطوبي، العدمي الوضعي.
وفي كلا الحالتين لا يجد الإنسان راحته الكاملة دون الأخر، لذا كيف نفسر تفكك وانهيار الاتحاد السوڤيتي الاشتراكي ؟
وكيف يمكن تفسير حقيقة أن عدد حالات الانتحار والأمراض النفسية تتناسب مع مستوى الحضارة ؟
فكانت الثنائية التي وضعها بيجوڨيتش في كتابه هذا، بمثابة علاج لجميع التساؤلات والتناقضات وتفسير لجميع التجارب الفاشلة.
وهي الثنائية التي تجمع بين المادة والروح، بين العلم والفن، بين الثقاقة والحضارة.
ويعود سوء الفهم للإسلام لدي الغرب سوء فهم واستخدام لمصطلحات معدومة في الثقافة الغربية
وأخيرًا نأتي للجزء الثاني والأخير الذي ركز فيه الكاتب على الفرق بين تاريخ المسيحية منذ زمن المسيح وما بعده والفرق بين المسيحية المجردة ودين الإسلام الوسطي..
ووصولًا للفصل الأخير يبن لنا أصل وماهية المجتمع الأنجلوسكسوني الذي ينحدر من أصل إنجليزي، وهو مجتمع قريب من وسطية الإسلام لكنه لم يصله بعد، مجتمع أكد على فشل اتخاد جانب واحد وحقيقة اتخاذ الثنائية التي تربط بين الشيء وما وراء الشيء.
وفي الفصل الأخير يُنهي لنا بيجوڤيتش كتابه المعجزة "نظرة أخيرة، التسليم لله"
حقًا إنه الكتاب الذي يجمع بين العقلانية والفلسفة ومنهج الحب والتجريب..
وهذا ما أخبرني به بيجوڨيتش في كتابه الإسلام بين الشرق والغرب.