الألفاظ المهملة في اللغة العربية!
بقلم: مرام مهدي
أن للإسلام والنهضة الفكرية التي جاء بها القران الكريم تأثيرُ على اللغة العربية, كما آثرت على الجوانب الفكرية الأخرى, كالمنطق, والفلسفة الإسلامية,
حيث يذكر عالم اللغة العربية الأستاذ جرجي زيدان في كتابه (اللغة العربية كائن حي) "أن الإسلام احدث ألفاظا جديدة للتعبير عن معان جديدة، اقتضاها الشرع الجديد والعلم الجديد,
فقد محا من اللغة ألفاظا قديمة، ذهبت بذهاب بعض اعتقادات الجاهلية وعاداتهم, منها قولهم "المرباع" وهو ربع الغنيمة الذي كان يأخذه الرئيس في الجاهلية, و"النشيطة" وهي ما أصاب الرئيس قبل أن يصير إلى بيضة القوم، أو ما يغنمه الغزاة في الطريق قبل الوصول الى الموضع الذي قصدوه, و"المكس" وهو دراهم كانت تؤخذ من بائعي السلع في الأسواق في الجاهلية,
وكذلك الإتاوة ، والحلوان ومما أبطل قولهم "أنعم صباحا وأنعم ظلاما"
وقولهم المملك "أبيت اللعن" وقول المملوك لمالكه "ربي" وتسمية من لم يحج "صرورة" وغير ذلك.
وهناك ألفاظ جاهلية أحيا ذكرها القران الكريم بما يتناسب مع التشريعات الدينية الجديدة.
ويعود زيدان ذاكرا "قد نرى بعض هذه الألفاظ مستعملاً في اللغة الآن, فهو إما مستعمل في غير معناه الأصلي وإما أنه قد أرجع أليه بعد إهماله, على أننا لا نشك في إهمال كثير من الألفاظ العربية في القرنين الأولين للهجرة، ولا سبب لذلك غير ما يقتضيه النمو من التجدد والدثور يكفي لتحقيق ذلك.
مراجعة المعاجم وتدبر الفظاها، فإنك ترى فيها مئات وألوفا من الألفاظ التي بطل استعمالها، ولا نظنهم جمعوها في صدر الإسلام، إلا لأنها كانت شائعة على ألسنة العرب, وقد يعترض على ذلك ان تلك الالفاظ إنما أهملت في العصور الاخيرة, فلا ننكر إهمال بعضها في هذه العصور، ولكن جانبا كبيرا منها أهمل في العصور الأولى،كما وان هناك كلمات عربية أُهملت لغرابتها
ووحشيتها, ولتطور الفكر العربي بعد مجيء القران الكريم وما فيه من معاني لغوية, وجمال البيان, وروعة البديع, أصبح من غير المستساغ التداول بهذه المفردات ومن هذا المفردات :
( تكأكأتم , افرنقعوا ) من قول عيسى بن عمر النحوي , وقد سقط عن دابته , فاجتمع الناس حوله فقال : ( مالكم تكأكأتم علىّ كتكأكئكم على ذي جنه افرنقعوا )
فمعنى " تكأكأتم " اجتمعتم ومعنى " افرنقعوا " انصرفوا
يقول متعجباً : مالكم اجتمعتم علىّ كأجتماعكم على ذي جنون تنحوا عني .
ومنه أيضاً لفظ ( رَخاخ ) فى قولهم : نحن في رَخاخ من العيش , أي في سعة ورغد
- ( نُقاخ ) وتعني الماء العذب في قول الشاعر
وأحمق ممن يكرع الماء قال لي دع الخمر واشرب من نُقاخ مبرد
-( الجرشى ) وتعني النفس في قول أبي الطيب المتنبي يمدح سيف الدولة :
مبارك الاسم أغرّ اللقب .:. كريم الجرشى شريف النسب
- ( المثعنجر ) وتعني البحر ومن ذلك قوله نقنق الضفدع في المثنعجر
- ( العرين , والصُمادح ) العرين تعني اللحم والصُمادح تعني الماء الخالص ومنه قول القائل
أكلت العرين وشربت الصُمادح
- ( اطلخم ) اشتد ومن ذلك قوله اطلخم الأمر
- ( السمادج ) وتعني اللبن ومن ذلك قول القائل " أسمع جعجعة وأنا أشرب السمادج "
- ( عصبصب , هِلَّوف , السجسج ) العصبصب تعني شديد الحر , والهِلَّوف هو الذي يستر غمامه شمسه , والسجسج الأرض ليست سهلة ولا صلبة ومن ذلك قول القائل
" يوم عصبصب وهِلّوف ملأ السجسج طلا " .
ومما يلاحظ في هذه الكلمات صعوبتها وتقارب مخارج حروفها مما جعلها سمجة غير مستساغة وانتهت هذه الكلمات بانتفاء الحاجه اليها ولم تعد تستعمل في العصر الحديث
بقلم: مرام مهدي
أن للإسلام والنهضة الفكرية التي جاء بها القران الكريم تأثيرُ على اللغة العربية, كما آثرت على الجوانب الفكرية الأخرى, كالمنطق, والفلسفة الإسلامية,
حيث يذكر عالم اللغة العربية الأستاذ جرجي زيدان في كتابه (اللغة العربية كائن حي) "أن الإسلام احدث ألفاظا جديدة للتعبير عن معان جديدة، اقتضاها الشرع الجديد والعلم الجديد,
فقد محا من اللغة ألفاظا قديمة، ذهبت بذهاب بعض اعتقادات الجاهلية وعاداتهم, منها قولهم "المرباع" وهو ربع الغنيمة الذي كان يأخذه الرئيس في الجاهلية, و"النشيطة" وهي ما أصاب الرئيس قبل أن يصير إلى بيضة القوم، أو ما يغنمه الغزاة في الطريق قبل الوصول الى الموضع الذي قصدوه, و"المكس" وهو دراهم كانت تؤخذ من بائعي السلع في الأسواق في الجاهلية,
وكذلك الإتاوة ، والحلوان ومما أبطل قولهم "أنعم صباحا وأنعم ظلاما"
وقولهم المملك "أبيت اللعن" وقول المملوك لمالكه "ربي" وتسمية من لم يحج "صرورة" وغير ذلك.
وهناك ألفاظ جاهلية أحيا ذكرها القران الكريم بما يتناسب مع التشريعات الدينية الجديدة.
ويعود زيدان ذاكرا "قد نرى بعض هذه الألفاظ مستعملاً في اللغة الآن, فهو إما مستعمل في غير معناه الأصلي وإما أنه قد أرجع أليه بعد إهماله, على أننا لا نشك في إهمال كثير من الألفاظ العربية في القرنين الأولين للهجرة، ولا سبب لذلك غير ما يقتضيه النمو من التجدد والدثور يكفي لتحقيق ذلك.
مراجعة المعاجم وتدبر الفظاها، فإنك ترى فيها مئات وألوفا من الألفاظ التي بطل استعمالها، ولا نظنهم جمعوها في صدر الإسلام، إلا لأنها كانت شائعة على ألسنة العرب, وقد يعترض على ذلك ان تلك الالفاظ إنما أهملت في العصور الاخيرة, فلا ننكر إهمال بعضها في هذه العصور، ولكن جانبا كبيرا منها أهمل في العصور الأولى،كما وان هناك كلمات عربية أُهملت لغرابتها
ووحشيتها, ولتطور الفكر العربي بعد مجيء القران الكريم وما فيه من معاني لغوية, وجمال البيان, وروعة البديع, أصبح من غير المستساغ التداول بهذه المفردات ومن هذا المفردات :
( تكأكأتم , افرنقعوا ) من قول عيسى بن عمر النحوي , وقد سقط عن دابته , فاجتمع الناس حوله فقال : ( مالكم تكأكأتم علىّ كتكأكئكم على ذي جنه افرنقعوا )
فمعنى " تكأكأتم " اجتمعتم ومعنى " افرنقعوا " انصرفوا
يقول متعجباً : مالكم اجتمعتم علىّ كأجتماعكم على ذي جنون تنحوا عني .
ومنه أيضاً لفظ ( رَخاخ ) فى قولهم : نحن في رَخاخ من العيش , أي في سعة ورغد
- ( نُقاخ ) وتعني الماء العذب في قول الشاعر
وأحمق ممن يكرع الماء قال لي دع الخمر واشرب من نُقاخ مبرد
-( الجرشى ) وتعني النفس في قول أبي الطيب المتنبي يمدح سيف الدولة :
مبارك الاسم أغرّ اللقب .:. كريم الجرشى شريف النسب
- ( المثعنجر ) وتعني البحر ومن ذلك قوله نقنق الضفدع في المثنعجر
- ( العرين , والصُمادح ) العرين تعني اللحم والصُمادح تعني الماء الخالص ومنه قول القائل
أكلت العرين وشربت الصُمادح
- ( اطلخم ) اشتد ومن ذلك قوله اطلخم الأمر
- ( السمادج ) وتعني اللبن ومن ذلك قول القائل " أسمع جعجعة وأنا أشرب السمادج "
- ( عصبصب , هِلَّوف , السجسج ) العصبصب تعني شديد الحر , والهِلَّوف هو الذي يستر غمامه شمسه , والسجسج الأرض ليست سهلة ولا صلبة ومن ذلك قول القائل
" يوم عصبصب وهِلّوف ملأ السجسج طلا " .
ومما يلاحظ في هذه الكلمات صعوبتها وتقارب مخارج حروفها مما جعلها سمجة غير مستساغة وانتهت هذه الكلمات بانتفاء الحاجه اليها ولم تعد تستعمل في العصر الحديث