الهواء يُداعب خلايا وجهي ويغلقُ جفنيّ بلُطف .. أشعرُ بثقلٍ في عينيّ وأظنها منتفخة من فرطِ النوم ، في عقلي زحمةٌ غيرَ مُرحب بها ، والنسمات تتوالى من النافذة على يمينِ سريري .. رأسي المُثقل بالخيبات يؤلمني كثيراً ، وإنني إلى الآن لا أدري كيف انتزعته عن الوسادة بكلِّ هذا الثقل !
ُدقائق أستوعب بها فكرة استيقاظي ثم أتجِه إلى يسار سريري وألتفت إلى المرآة ، هذا الانعكاس ملّني حقاً ، لو أنه ينطق لأخبرني أنه لم يعد يحتملني وأنني شخصٌ أحمق على الأرجح ،
رغم أنني تغيرت بعض الشيء إلا أن هذا الانعكاس ثابت يأبى التبدل
أُلملمُ شعري المبعثر وأربطه بطريقة سريعة ، لا زلتُ أفلت شعري إلى جانبي أثناء نومي ولكنّني لم أعد أكترث لوجود وسادتي البيضاء المعشقة برائحتي ، مجرد وجود وسادة فوقَ السرير أصبح كافياً ،
هذا الصباح بنسماته الأخّاذة يفوز بأجمل صباحاتي ، لا زلت أُحب شكل الستائر عندما يحركُها الهواء ، ولكنني لم أعُد أفلتها كلما أحسست باقة هواء قادمة ، لأتمعن تمايلَها أمامه ،
رائحة الخبر المصحوبة بصوت بائع الكعك في الأسفل لا تزال تبعث الطمأنينة داخل صدري ، ولكنني لم أعد أقف على الشرفة كلما سمعته لأهديه نظرة امتنان على وجوده ،
ولم أعد أنام فور التصاق رأسي بالوسادة ، يأكلُ التفكير رأسي مطولاً بطريقة سوقية بحتة ثم يرمي ما تبقى مني للنوم !
حتى أن الصباح الخالي من فيروز لم يعد صباحاً سيئاً كما كان ..
لا أزال أحدِّقُ في انعكاسي ، رغم أنه يملّني إلا أنني أحبه ، هذا الانعكاس هو الشموع والموسيقى ووجه المحبوبة الذي يخلق جواً شاعرياً لشاعرٍ مُحِب ، إنه يلهمني بطريقة غريبة ! ..
لا أحد يعلم أين أنا وماذا أفعل وأيّ حرب أخوض ، عشتُ انتصاراتي وهزائمي وزلاتي وحدي ،
لا أحد يعلم كم من السنوات كلّفني أمرُ صلابتي هذه ، ولم يسألني أحدهم إن كنت بخير أم لا
ٌإنني صلبٌ أمام العامة وهشٌ في الكواليس ، في الكواليس مهازل أعيشها لوحدي ، ودموعي هي الصديق الجيد الذي يربتُ على كتفي ،
إنني أَسمع ولا أُسمع ، إنني كتفٌ متاح للاتكاء ولكنني لم أجد كتفاً صالحاً لاتكائي وبكائي عليه بعيداً عن جفاء الوسائد ، ومن فرط اتكائهم أميلُ لخللٍ في التوازن ، أظن أنه حتى أبقى على ذلك ينبغي أن يتساوى الضغط من الاتجاهين ، أُصدِرُ ضغطاً مساوٍ في المقدار ومعاكس في الاتجاه للضغط الذي يُمارس عليّ ، وإلا أسقطُ من فرطِ الثقل وأضِل طريقَ النهوض ،
تُعلِّمني هذه الأيام كيف أكون أنانياً ، تعلِّمني أن أمتهن الأنانية قدر استطاعتي ، إنها تجترني نحو التغيير وتُقسم مراراً أن تصنع مني شخصاً آخر ..
لا يزال وجه أمي المؤنب يُصاحبني كل صباح ، تُعاتب استيقاظي المتأخر على حدوثِه ، وأُخبِرها أنا : ما الشيء الجميل الذي يستحق استيقاظي لأجلِه باكراً ، هل أستيقظ لأزيد ساعات تأملي لوجه العالم الشاحب !
بُقعة اللعنة تتسع كلما فكرت بهذا أكثر ، لا أُخفي أن استيقاظي المتأخر هو نِتاج سهري الأحمق عبثاً ، أكتب كثيراً ومعظم ما أكتب يكون سخيفاً يصلح لأن يُلقى في القمامة ، أسهر دون سبب ، أسهر من فرط الفراغ ، من فرط التفكير ، وفرط الأرق !
العقارب تتسابق أيها يفوز بالأسرع تارة وتارة تمشي كسلحفاة ضلّت طريقَها !
أضعُ سماعة الهاتف في أذني لأهرب من هذا بسماع ما كتبه الشاعر أحمد مرزوق وغناه رامي جمال ،
بداية الأغنية لم تستدرجني كثيراً ، إلى أن جاء المقطع :
"ومين يا قلبي ليك دموعي بين أحضانه تسيل ، هتجنن من الوحدة على الحال دا بقالي مدة ولا بهرب ولا بهدا ولا في بديل.. عمالة ترميني السنين على وجع الناي والأمنيات
أنا موجة رماها الحنين في صخور أقسى ذكريات
أوقات بتكون الآهات هية الي بتداوي الآهات
لما تحرمنا الحياة من أغلى أغلى حاجات "
ويكرر "جمال" المقطع دون أي شفقة على دموعي المنهارة !
#أسيل
ُدقائق أستوعب بها فكرة استيقاظي ثم أتجِه إلى يسار سريري وألتفت إلى المرآة ، هذا الانعكاس ملّني حقاً ، لو أنه ينطق لأخبرني أنه لم يعد يحتملني وأنني شخصٌ أحمق على الأرجح ،
رغم أنني تغيرت بعض الشيء إلا أن هذا الانعكاس ثابت يأبى التبدل
أُلملمُ شعري المبعثر وأربطه بطريقة سريعة ، لا زلتُ أفلت شعري إلى جانبي أثناء نومي ولكنّني لم أعد أكترث لوجود وسادتي البيضاء المعشقة برائحتي ، مجرد وجود وسادة فوقَ السرير أصبح كافياً ،
هذا الصباح بنسماته الأخّاذة يفوز بأجمل صباحاتي ، لا زلت أُحب شكل الستائر عندما يحركُها الهواء ، ولكنني لم أعُد أفلتها كلما أحسست باقة هواء قادمة ، لأتمعن تمايلَها أمامه ،
رائحة الخبر المصحوبة بصوت بائع الكعك في الأسفل لا تزال تبعث الطمأنينة داخل صدري ، ولكنني لم أعد أقف على الشرفة كلما سمعته لأهديه نظرة امتنان على وجوده ،
ولم أعد أنام فور التصاق رأسي بالوسادة ، يأكلُ التفكير رأسي مطولاً بطريقة سوقية بحتة ثم يرمي ما تبقى مني للنوم !
حتى أن الصباح الخالي من فيروز لم يعد صباحاً سيئاً كما كان ..
لا أزال أحدِّقُ في انعكاسي ، رغم أنه يملّني إلا أنني أحبه ، هذا الانعكاس هو الشموع والموسيقى ووجه المحبوبة الذي يخلق جواً شاعرياً لشاعرٍ مُحِب ، إنه يلهمني بطريقة غريبة ! ..
لا أحد يعلم أين أنا وماذا أفعل وأيّ حرب أخوض ، عشتُ انتصاراتي وهزائمي وزلاتي وحدي ،
لا أحد يعلم كم من السنوات كلّفني أمرُ صلابتي هذه ، ولم يسألني أحدهم إن كنت بخير أم لا
ٌإنني صلبٌ أمام العامة وهشٌ في الكواليس ، في الكواليس مهازل أعيشها لوحدي ، ودموعي هي الصديق الجيد الذي يربتُ على كتفي ،
إنني أَسمع ولا أُسمع ، إنني كتفٌ متاح للاتكاء ولكنني لم أجد كتفاً صالحاً لاتكائي وبكائي عليه بعيداً عن جفاء الوسائد ، ومن فرط اتكائهم أميلُ لخللٍ في التوازن ، أظن أنه حتى أبقى على ذلك ينبغي أن يتساوى الضغط من الاتجاهين ، أُصدِرُ ضغطاً مساوٍ في المقدار ومعاكس في الاتجاه للضغط الذي يُمارس عليّ ، وإلا أسقطُ من فرطِ الثقل وأضِل طريقَ النهوض ،
تُعلِّمني هذه الأيام كيف أكون أنانياً ، تعلِّمني أن أمتهن الأنانية قدر استطاعتي ، إنها تجترني نحو التغيير وتُقسم مراراً أن تصنع مني شخصاً آخر ..
لا يزال وجه أمي المؤنب يُصاحبني كل صباح ، تُعاتب استيقاظي المتأخر على حدوثِه ، وأُخبِرها أنا : ما الشيء الجميل الذي يستحق استيقاظي لأجلِه باكراً ، هل أستيقظ لأزيد ساعات تأملي لوجه العالم الشاحب !
بُقعة اللعنة تتسع كلما فكرت بهذا أكثر ، لا أُخفي أن استيقاظي المتأخر هو نِتاج سهري الأحمق عبثاً ، أكتب كثيراً ومعظم ما أكتب يكون سخيفاً يصلح لأن يُلقى في القمامة ، أسهر دون سبب ، أسهر من فرط الفراغ ، من فرط التفكير ، وفرط الأرق !
العقارب تتسابق أيها يفوز بالأسرع تارة وتارة تمشي كسلحفاة ضلّت طريقَها !
أضعُ سماعة الهاتف في أذني لأهرب من هذا بسماع ما كتبه الشاعر أحمد مرزوق وغناه رامي جمال ،
بداية الأغنية لم تستدرجني كثيراً ، إلى أن جاء المقطع :
"ومين يا قلبي ليك دموعي بين أحضانه تسيل ، هتجنن من الوحدة على الحال دا بقالي مدة ولا بهرب ولا بهدا ولا في بديل.. عمالة ترميني السنين على وجع الناي والأمنيات
أنا موجة رماها الحنين في صخور أقسى ذكريات
أوقات بتكون الآهات هية الي بتداوي الآهات
لما تحرمنا الحياة من أغلى أغلى حاجات "
ويكرر "جمال" المقطع دون أي شفقة على دموعي المنهارة !
#أسيل