الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي الحسني:
مكيافيلي وعملية استئصال لغة القرآن من الجسد المغربي
ينصح ميكيافيلي تلامذته من حكام العالم بأن يقوموا بجرائمهم في حق شعوبهم، وينفذوا جميع قراراتهم المرفوضة شعبيا، مفاجأةً وبحسم وقسوة وسرعة بالغة، وألا يتأثروا بصيحات الاحتجاج والاستغاثة والرفض وردود الفعل التي تصدر من الضحايا والمتعاطفين معهم، لأن شعوبهم لم تبلغ من الرشد ما يسمح لها بالتمييز من بين ما يضرها وما ينفعها، ولأن عامل الزمن وغلبة المصالح الفردية والحزبية والفئوية سرعان ما تمسح آثار هذه الجرائم وتلك القرارات الفردية الاستبدادية.
إن حكمة مكيافيلي هذه كثيرا ما تحقق ما وضعت له، كما وقع في كل الانتفاضات السابقة، انتفاضات الدار البيضاء وجرادة والريف وما قبلها وما بعدها، لافتقادها إلى القيادات الواعية، والإرادات التي لا تكل ولا تضعف ولا تنخدع، وإلى بعد النظر في تحديد الأهداف والسعي لها، وإلى البرنامج التغييري المستمد من حاجات الشعب وآماله وآلامه، إذ سرعان ما تذيب صيحاتِ الاحتجاج الشعبي فظائعُ القمع، وينصرف المتألمون والمحتجون إلى نشاطهم اليومي المألوف، وينسون ما ألم بهم، وسببَ ما ألم بهم، بل ينسون حتى ضحاياهم.
تذكرت هذه الحكمة الشيطانية التي قدمها مكيافيلي لحكام الاستبداد، وأنا أستعرض ردود فعل العامة وجمعٍ من المثقفين، احتجاجا على العملية القيصرية التي أجراها النظام المغربي لاستئصال لغة القرآن الكريم وتعاليمه بالتدريج من الجسد المغربي، تقربا وتزلفا للدولة الفرنسية واحتماء بها.
ذلك لأن شبه الانتفاضة التي طبعت ردود الفعل الشعبية الحالية سرعان ما تنطفئ، وتتحول في نظر السلطة إلى مجرد شغب عفوي، وتعود حليمة لعادتها القديمة في محاولاتها الدؤوبة لاستئصال ما بقي من العقيدة في الجسد المغربي، وينصرف من حاول إثارتها إلى أشغالهم اليومية، وترتاح فرنسا وطابورها يتغنى منتشيا بقول الشاعر:
أمــــــــس انتهينا فلا كنا ولا كان يا صاحب الوعد خلِّ الوعد نسيانا
مكيافيلي وعملية استئصال لغة القرآن من الجسد المغربي
ينصح ميكيافيلي تلامذته من حكام العالم بأن يقوموا بجرائمهم في حق شعوبهم، وينفذوا جميع قراراتهم المرفوضة شعبيا، مفاجأةً وبحسم وقسوة وسرعة بالغة، وألا يتأثروا بصيحات الاحتجاج والاستغاثة والرفض وردود الفعل التي تصدر من الضحايا والمتعاطفين معهم، لأن شعوبهم لم تبلغ من الرشد ما يسمح لها بالتمييز من بين ما يضرها وما ينفعها، ولأن عامل الزمن وغلبة المصالح الفردية والحزبية والفئوية سرعان ما تمسح آثار هذه الجرائم وتلك القرارات الفردية الاستبدادية.
إن حكمة مكيافيلي هذه كثيرا ما تحقق ما وضعت له، كما وقع في كل الانتفاضات السابقة، انتفاضات الدار البيضاء وجرادة والريف وما قبلها وما بعدها، لافتقادها إلى القيادات الواعية، والإرادات التي لا تكل ولا تضعف ولا تنخدع، وإلى بعد النظر في تحديد الأهداف والسعي لها، وإلى البرنامج التغييري المستمد من حاجات الشعب وآماله وآلامه، إذ سرعان ما تذيب صيحاتِ الاحتجاج الشعبي فظائعُ القمع، وينصرف المتألمون والمحتجون إلى نشاطهم اليومي المألوف، وينسون ما ألم بهم، وسببَ ما ألم بهم، بل ينسون حتى ضحاياهم.
تذكرت هذه الحكمة الشيطانية التي قدمها مكيافيلي لحكام الاستبداد، وأنا أستعرض ردود فعل العامة وجمعٍ من المثقفين، احتجاجا على العملية القيصرية التي أجراها النظام المغربي لاستئصال لغة القرآن الكريم وتعاليمه بالتدريج من الجسد المغربي، تقربا وتزلفا للدولة الفرنسية واحتماء بها.
ذلك لأن شبه الانتفاضة التي طبعت ردود الفعل الشعبية الحالية سرعان ما تنطفئ، وتتحول في نظر السلطة إلى مجرد شغب عفوي، وتعود حليمة لعادتها القديمة في محاولاتها الدؤوبة لاستئصال ما بقي من العقيدة في الجسد المغربي، وينصرف من حاول إثارتها إلى أشغالهم اليومية، وترتاح فرنسا وطابورها يتغنى منتشيا بقول الشاعر:
أمــــــــس انتهينا فلا كنا ولا كان يا صاحب الوعد خلِّ الوعد نسيانا