الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مدرسة أبي رغّال بقلم:د.رائد ناجي

تاريخ النشر : 2019-07-29
مدرسة أبي رغّال بقلم:د.رائد ناجي
عمود اشارة حمراء

د.رائد ناجي

مدرسة أبي رغّال

تفتح التلفاز حينا وتتصفح مواقع الانترنت والجرائد حينا آخرا، تجد كل الحديث عما يدور في دهاليز السياسية الامريكية اليهودية وبعض الدول العربية "المطبعة الخاضعة" كخضوع الأرنب تحت يد ذابحه عن صفقة القرن، وربما تجد تصريحات لمسؤولين عرب يتحدثون عن السلام بعد صفقة القرن، كأنه يتكلم عن فتح مبين" هذا  المسطول".

وربما هذا البعبع ابو كرش منفوخ كالمنضاد وابو عقل فارغ الذي ينطبق عليه قول المثل "الطول طول نخلة والعقل عقل سخلة "معزة"، نسخة محدثة "عصرية" من شخص ابي رغال، وفجأة تذكرت حكاية أبي رغال لا بارك الله فيه؛ يقال بأنه أول خائن عربي، وهو أول من استن قواعد الخيانة للامة والوطن وتتلخص قصة أبي رغال أن حاكم الحبشة أمر واليه في اليمن بأن يـبنى للعرب كنيسة ضخمة غاية في الجمال أسماها "الـقُـليس" ويجبر العرب على الحج إليها بدلا عن الكعبة المشرفة، فجاء أعرابي وتسلل إلى الكنيسة وأحدث فيها كنوع من التدنيس فعلم حاكم الحبشة وأمر أبرهة الأشرم أن يُسير جيشا مهولاً لهدم الكعبة وطعن العرب في أقدس مقدساتهم.

 وبالفعل جهز أبرهة جـيشا عظيما وسيّر في مقدمته الفيلة وقرر غزو العرب في عقر دارهم وتدمير كعبتهم، ولأنه لا يعرف الأرض فقد استـخدم عربـياً اسمه "أبو رغال" كدليل يخبره بتـفاصيل المـسير وأسرار ارض العرب وناسها وقبائلها والطريق إلى مكة وبعد هزيمة الأحباش ظلت عرب الجاهلية تلعن أبي رغال ليل نهار وترجم قبره بالنعال لمجرد انه عمل "معاونا" لجـيش الغزاة.

وعلى خطى أبي رغال ولكن بعد استحداث اساليب جديدة في الخيانة، بل والتفوق على أبي رغال الذي اصبح تلميذا عند أبي عقال، يظهر لنا "المسطول" خدماته الخيانية التي يقدمها "لأصحاب البقرة" بل ويتفاخر بها أمام الاعلام ويسميها "عملية سلام" فمهما اختلفت الاسماء والمصطلحات يبقى المعنى واحدا، وهو "الخيانة".

ولكن الفرق الواضح بين ابي رغال وبين أبي عقال، أن ابا رغال كان دليلا لأصحاب الفيل في الطريق بين اليمن ومكة ، بينما أبو عقال تجاوز موضوع الدليل إلى مساعدة اصحاب الفيل بكل الوسائل وادخال العدو إلى بيوتنا، بل والتبجح أمام الإعلام بهذه "الخيانة" التي اختلفت مسمياتها، وتقول كتب التاريخ أن ابا رغال عاش ذليلا تهجره الناس ولكن اصحاب العقال يتبجحون بهذه العلاقة، وتعتبر لديهم "شجاعة" كما يصفهم بعض الزعماء الغربيين. كما يشار إلى أبي رغال في كتب التاريخ العربي باحتقار وازدراء لأنه لم يعرف عن العرب في ذلك الحين من يخون قومه مقابل أجر معلوم، ولكن يا كاتب التاريخ اختلف الوضع اليوم واصبحنا ندفع للاخر من اجل أن نصبح خائنين.

والحدث بين القصتين متشابه جدا حيث أن أبا رغال اراد  أن يدل ابرهة لهدم الكعبة "اول بيت وضع للناس"، وابو عقال يريد أن يسلم بيت المقدس "اول قبلة للمسلين"، فتشابه الهدف مع اختلاف العدو، وتقارب وجهات نظر الخائنين.

لا يزال احفاد أبي رغال إلى يومنا هذا مخلصين للفيل الأبيض ولأصحاب البقرة ومنهم تعلم ابو عقال وطور طرقا أخرى تحت مسميات مختلفة والنتيجة واحدة، وحين نرجع إلى اعلامنا العربي وما يذاع وما يبث وما يقول كل يوم من "مسطول" إلى "أبله" إلى "مزطول" نجلعنا نترحم على أبي رغال، ونتمنى لو كان بيننا ابو رغال بدلا من أعراب اليوم.

"رحم الله ابا رغّال"
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف