
**هواجس عابرة للقارات -أدباء قتلة* *
قد يستغرب القارئ من هذا العنوان الصادم،فالأديب إنسان حساس،ذو مشاعر صادقة،يتألم لآلام الآخرين حتى أبطال قصصه ورواياته يكن لهم الحب ويحزن لما يصيبهم من أحداث أليمة ولكن الحقيقة غير ذلك قد يفقد بعض الكتاب إنسانيتهم ويتحولون إلى مجرمين عتاة غلاظ القلوب وهذا ما حدث منذ مدة قصيرة فقد أدين مؤلف صيني "ليو يونغ بيا"بقتل أربعة أشخاص،أوسعهم ضربا حتى الموت في نزل عام سنة 1995 وفي مقدمة روايته عام 2010 بعنوان "السر الآثم " نوه ليو إلى أنه بصدد كتابة رواية أخرى تدور قصتها حول مؤلفة ترتكب سلسلة من جرائم بشعة وتهرب من العدالة وفي نهاية المطاف لم يقدر له أن يكتب تلك الرواية وكان يفكر أن يطلق عليها اسم "الكاتبة القاتلة الحسناء".
وفي سنة 1991 أيضا ارتكبت جريمة قتل بشعة وكان بطلها الكاتب الهولندي "ريتشارد كلينكهامر " الذي قتل زوجته بدم بارد ثم عرض على ناشره رواية مخيفة يترجم عنوانها إلى "الأربعاء يوم اللحم المفروم".
الأديب والقتل النفسي:
إذا كان بعض الأدباء تورطوا في جرائم قتل مادي فهل هناك نوع آخر من القتل لم ينتبه إليه الدارسون وهو القتل النفسي أو المعنوي وقد تتساءل عزيزي القارئ كيف يساهم الكاتب في هذه الجريمة التي لا تقل خطورة عن القتل المادي فالقتل النفسي أو المعنوي هو نشر الإحباط والسلبية وتناول قضايا المجتمع الدينية والثقافية بنظرة تزور الحقائق وتطمسها كأن يركز الكاتب في أعماله الإبداعية على تصوير الإنسان ابن بلده على أنه إرهابي و متخلف بسبب معتقده بل من القتل المعنوي للأمة سب رموزها الدينية بادعاء أن الكاتب حر ولا أحد يحد من حريته بل هذا الكاتب نفسه لو كان يعيش في دولة أوربية لاحترم رموزها ومعتقدها لأنه يعلم أن الرأي العام والقانون يردعانه .
فالأديب الحق هو إنسان يسير في الطريق المستقيم طريق الحب والخير والعدل والجمال والإنسانية فلا يتعصب ولا ينغلق ولا يتهم ولا يقذف ،إنه يجمل الحياة ويزيدها إشراقا ونورا فالأديب يحيي النفس الإنسانية بإشاعة الأمل ونشر ثقافة الحياة ،أن يعيش الإنسان معمرا للأرض ،ناثرا فيها بذور السعادة والبهجة والحبور.
هل مازلتم أصدقائي تؤمنون إيمانا مطلقا أن الكتاب كائنات حساسة أم غيرتم رأيكم؟
*الكاتب والباحث في التنمية البشرية : شدري معمر علي *
[email protected]
قد يستغرب القارئ من هذا العنوان الصادم،فالأديب إنسان حساس،ذو مشاعر صادقة،يتألم لآلام الآخرين حتى أبطال قصصه ورواياته يكن لهم الحب ويحزن لما يصيبهم من أحداث أليمة ولكن الحقيقة غير ذلك قد يفقد بعض الكتاب إنسانيتهم ويتحولون إلى مجرمين عتاة غلاظ القلوب وهذا ما حدث منذ مدة قصيرة فقد أدين مؤلف صيني "ليو يونغ بيا"بقتل أربعة أشخاص،أوسعهم ضربا حتى الموت في نزل عام سنة 1995 وفي مقدمة روايته عام 2010 بعنوان "السر الآثم " نوه ليو إلى أنه بصدد كتابة رواية أخرى تدور قصتها حول مؤلفة ترتكب سلسلة من جرائم بشعة وتهرب من العدالة وفي نهاية المطاف لم يقدر له أن يكتب تلك الرواية وكان يفكر أن يطلق عليها اسم "الكاتبة القاتلة الحسناء".
وفي سنة 1991 أيضا ارتكبت جريمة قتل بشعة وكان بطلها الكاتب الهولندي "ريتشارد كلينكهامر " الذي قتل زوجته بدم بارد ثم عرض على ناشره رواية مخيفة يترجم عنوانها إلى "الأربعاء يوم اللحم المفروم".
الأديب والقتل النفسي:
إذا كان بعض الأدباء تورطوا في جرائم قتل مادي فهل هناك نوع آخر من القتل لم ينتبه إليه الدارسون وهو القتل النفسي أو المعنوي وقد تتساءل عزيزي القارئ كيف يساهم الكاتب في هذه الجريمة التي لا تقل خطورة عن القتل المادي فالقتل النفسي أو المعنوي هو نشر الإحباط والسلبية وتناول قضايا المجتمع الدينية والثقافية بنظرة تزور الحقائق وتطمسها كأن يركز الكاتب في أعماله الإبداعية على تصوير الإنسان ابن بلده على أنه إرهابي و متخلف بسبب معتقده بل من القتل المعنوي للأمة سب رموزها الدينية بادعاء أن الكاتب حر ولا أحد يحد من حريته بل هذا الكاتب نفسه لو كان يعيش في دولة أوربية لاحترم رموزها ومعتقدها لأنه يعلم أن الرأي العام والقانون يردعانه .
فالأديب الحق هو إنسان يسير في الطريق المستقيم طريق الحب والخير والعدل والجمال والإنسانية فلا يتعصب ولا ينغلق ولا يتهم ولا يقذف ،إنه يجمل الحياة ويزيدها إشراقا ونورا فالأديب يحيي النفس الإنسانية بإشاعة الأمل ونشر ثقافة الحياة ،أن يعيش الإنسان معمرا للأرض ،ناثرا فيها بذور السعادة والبهجة والحبور.
هل مازلتم أصدقائي تؤمنون إيمانا مطلقا أن الكتاب كائنات حساسة أم غيرتم رأيكم؟
*الكاتب والباحث في التنمية البشرية : شدري معمر علي *
[email protected]