العلاقات الإسرائيلية السورية ...... آفاق وتطلعات أ.سامية النتشة
"إن علاقتنا مع النظام السوري كانت وتظل على ما يرام وكل ما في الأمر هوا لحفاظ على حريتنا وحماية حدودنا وأمننا في مواجهة أي قوة تعمل ضدنا . كما ونتمنى لنظام الأسد العمر المديد "
رؤية اسرائيلية أعلنها بنيامين نتنياهو أثناء زياراته المتكررة لموسكو لمناقشة المستجدات والتطورات على الساحة السورية كدلالة على أن اسرائيل لم تغلق الباب أمام علاقات إيجابية مستقبلية مع النظام من ناحية ,واستماتتها المدروسة والحذرة في الدفاع عن آل الأسد التي ترى في نظامهم الراهن الحارس الأكثر كفاءة والأشد يقظة على مصالحها في الجولان المحتل من ناحية أخرى .
ومن الجانب السوري فقد لا يعلم البعض أن النظام قد تراجع عن رفضه التام لفكرة المفاوضات واقتراح الصفقات مع الجانب الاسرائيلي بعد وفاة السادات الذي حاول مرارا وتكرارا اقناع حافظ الأسد آن ذاك بالموافقة على زيارة القدس والتفاوض مع الجانب الإسرائيل. فقد كانت سوريا أول المشاركين في مؤتمر مدريد 1990م ,ثم دخلت في مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الاسرائيلي عام 2000م ,وتتابعت المحاولات ووضعت الخرائط والسيناريوات ما بين عامي 2007 و2009 م بوساطة تركية تارة وأمريكية وروسية تارة أخرى .حتى أصبحت أكثر تقدما وجدية كادت أن تنقل الطرفين لمرحلة الاعلان العلني عن المسار عام 2010م .
ومابين إصرار سوري على الرسم الدقيق حول خط الرابع من حزيران وتعنت اسرائيلي للاكتفاء بإضافة تعديلات على الخط فقد فشلت المفاوضات في خطواتها الأخيرة خاصة مع إدراك الأسد الذي اتخذ من شعارات المقاومة والممانعة والعروبية ورفض التطبيع فرصة لإسكات شعبه وكسب تأييدهم بأن أي اتفاقية سلام مع الجانب الإسرائيلي لا تضمن انسحاب اسرائيلي تام من هضبة الجولان على أساس حدود ما قبل 1967 هو بمثابة قنبلة موقوتة قد تؤدي به وبنظامه الهش أصلا الى الهاوية.
إلا أن الأحداث التي شهدتها الساحة السورية منذ عام 2011م وما وما رافقها من تدخلات أجنبية وتطورات اقليمية ,عربية ودولية كانت بمثابة حدثا فارقا في تاريخ الصراع السوري الإسرائيلي ليصبح التساؤل هنا لدى الكثيرين "متى سيتسنى للجمهورية العربية السورية وإسرائيل البقاء في حالة اللا حرب واللا سلم , ومتى سيحجم كلاهما عن تجاوز الخطوط الحمراء فيما بينهما" .
فبينما أصبحت إسرائيل متيقنة تماما بأن بقاء الأسد على رأس النظام السوري سيحقق لها منافع أمنية وسياسية عديدة من الصعب بدونها أن تتحقق. بات النظام السوري وفي ضوء المستجدات الحالية متيقنا تماما بان لا بد له من مراجعة خياراته الاستراتيجية واستعادة علاقاته الطبيعية مع حلفاء اسرائيل بشكل خاص .مما ولد لدى طرفي الصراع قناعة أكيدة بضرورة إعادة المحاولات والتقدم بخطوات جدية وعملية للوصول الى تسوية شاملة بينهما. وجاءت صفقة تبادل المعتقلين السوريين المحتجزين لدى سرائيل برفات الجندي زخريا بامويل المحتجز لدى سوريا منذ ما يقرب من ثلاثين عاما إحدى أهم مبادرات حسن النية بين الطرفين من جهة .وخطوة إيجابية لمرحلة جديدة من التعاون نحو إمكانية التوصل لتفاهمات بين تل أبيب ودمشق وحل المشاكل بينهما لإحلال سلاما شاملا حتى لو كان فاترا في هذه المرحلة على الأقل من جهة اخرى.
في الوقت الذي باتت فيه روسيا " الحليفة الأولى لنظام الأسد" تنظر لإسرائيل على أنها قوة إقليمية جديرة بالتأثير على كافة التطورات المستقبلية على الساحة السورية .أصبحت تتطلع الى ضرورة لجم الدولة الإيرانية وتقليم أظافرها وضرب مشروعها التوسعي في المنطقة, خاصة بعد أن أشرف التحالف الاستراتيجي بينهما على نهايته مع تراجع حاجتها الميدانية للميليشيات الإيرانية من ناحية. وتلقي إيران إدانات دولية واسعة، بسبب نشاطها في تخصيب اليورانيوم من ناحية أخرى
وهذا ما أعطى اسرائيل فرصة عظيمة لفرض حضورها وتحديد مواقفها وفتل عضلاتها وتقديم مبادرتها للتنسيق مع اللجنة الروسية الرامية لتطهير الأراضي السورية من كافة القوات الأجنبية من جهة. ثم السماح لجيش الأسد بالانتشار على الحدود مجددا بعد أن يستوفي الشروط الإسرائيلية من جهة أخرى. وهنا قد يحسم الأسد خياراته بالتخلي عن حليف ايراني معلن مقابل حليف اسرائيلي غير معلن والنظر إليه على أنه العدو الحليف الأكثر فعالية وأثرا في القرار الأمريكي والتقبل العربي والدولي.
تزامن حدوث انفراج في علاقات سوريا بجيرانها العرب بإتاحة لها احتمالية العودة إلى مقعدها في جامعة الدول العربية بعد قطيعة مريرة وعزلة مقيتة استمرت لسنوات طويلة , مع إعطائها فرصة إعادة فتح سفاراتها في عدد من الدول العربية بعد التعهد بتحجيم دور إيران بالأزمة السورية. تزامن ذلك مع تزايد هرولة الدول العربية لنسج سياساتها والارتقاء بعلاقاتها مع الجانب الاسرائيلي للوصول بها لأعلى درجات التطبيع , مما فتح لها آفاق المشاركة العلنية وغير العلنية في العديد من النشاطات الاقتصادية بشكل خاص, ولعل أهمها مؤتمر البحرين ما يعرف "بالسلام الاقتصادي" من جهة. ونية اعطائها امتياز المساهمة بجانب الدول العربية لإعادة اعمار سوريا من خلال طرح رزم من المساعدات المميزة المستندة الى موارد سورية بتكنولوجيا وخبرات اسرائيلية من جهة أخرى
بالرغم من أن قرار اعتراف دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان وصيرورته على تكريسها أرضا اسرائيلية بصورة شرعية بعد ما يقرب من 28 عاما من اعلان اسرائيل بضمها كخطوة أحادية الجانب يعتبر أهم المنغصات والعقبات التي ستقف حاجزا أمام أي نية مستقبلية لإعادة رسم خطوات إيجابية بين الجانبين السوري والإسرائيلي .إلا أن المطلع على الأمور يرى أن هذا الاعتراف لم يغير شيئا جوهريا على أرض الواقع بل ولربما سيتم مواجهته بترويض النظام السوري الذي وصل الى أعلى درجات العجز واليأس والفتور من جهة. وسياسة الأمر الواقع التي تفوقت اسرائيل في اعتمادها كورقة ضغط مجربة ورابحة في مفاوضاتها مع الجانب العربي خاصة مع طرح اسرائيل مشروع بناء مستوطنة "ترامب" -من باب العرفان للرئيس الأميركي دونالد ترامب - لتضاف للوحدات الاستيطانية التي يقطنها ما يقارب من عشرين ألف مستوطن بحيث لا تبقي للأسد خيار آخر من جهة أخرى.
"إن علاقتنا مع النظام السوري كانت وتظل على ما يرام وكل ما في الأمر هوا لحفاظ على حريتنا وحماية حدودنا وأمننا في مواجهة أي قوة تعمل ضدنا . كما ونتمنى لنظام الأسد العمر المديد "
رؤية اسرائيلية أعلنها بنيامين نتنياهو أثناء زياراته المتكررة لموسكو لمناقشة المستجدات والتطورات على الساحة السورية كدلالة على أن اسرائيل لم تغلق الباب أمام علاقات إيجابية مستقبلية مع النظام من ناحية ,واستماتتها المدروسة والحذرة في الدفاع عن آل الأسد التي ترى في نظامهم الراهن الحارس الأكثر كفاءة والأشد يقظة على مصالحها في الجولان المحتل من ناحية أخرى .
ومن الجانب السوري فقد لا يعلم البعض أن النظام قد تراجع عن رفضه التام لفكرة المفاوضات واقتراح الصفقات مع الجانب الاسرائيلي بعد وفاة السادات الذي حاول مرارا وتكرارا اقناع حافظ الأسد آن ذاك بالموافقة على زيارة القدس والتفاوض مع الجانب الإسرائيل. فقد كانت سوريا أول المشاركين في مؤتمر مدريد 1990م ,ثم دخلت في مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الاسرائيلي عام 2000م ,وتتابعت المحاولات ووضعت الخرائط والسيناريوات ما بين عامي 2007 و2009 م بوساطة تركية تارة وأمريكية وروسية تارة أخرى .حتى أصبحت أكثر تقدما وجدية كادت أن تنقل الطرفين لمرحلة الاعلان العلني عن المسار عام 2010م .
ومابين إصرار سوري على الرسم الدقيق حول خط الرابع من حزيران وتعنت اسرائيلي للاكتفاء بإضافة تعديلات على الخط فقد فشلت المفاوضات في خطواتها الأخيرة خاصة مع إدراك الأسد الذي اتخذ من شعارات المقاومة والممانعة والعروبية ورفض التطبيع فرصة لإسكات شعبه وكسب تأييدهم بأن أي اتفاقية سلام مع الجانب الإسرائيلي لا تضمن انسحاب اسرائيلي تام من هضبة الجولان على أساس حدود ما قبل 1967 هو بمثابة قنبلة موقوتة قد تؤدي به وبنظامه الهش أصلا الى الهاوية.
إلا أن الأحداث التي شهدتها الساحة السورية منذ عام 2011م وما وما رافقها من تدخلات أجنبية وتطورات اقليمية ,عربية ودولية كانت بمثابة حدثا فارقا في تاريخ الصراع السوري الإسرائيلي ليصبح التساؤل هنا لدى الكثيرين "متى سيتسنى للجمهورية العربية السورية وإسرائيل البقاء في حالة اللا حرب واللا سلم , ومتى سيحجم كلاهما عن تجاوز الخطوط الحمراء فيما بينهما" .
فبينما أصبحت إسرائيل متيقنة تماما بأن بقاء الأسد على رأس النظام السوري سيحقق لها منافع أمنية وسياسية عديدة من الصعب بدونها أن تتحقق. بات النظام السوري وفي ضوء المستجدات الحالية متيقنا تماما بان لا بد له من مراجعة خياراته الاستراتيجية واستعادة علاقاته الطبيعية مع حلفاء اسرائيل بشكل خاص .مما ولد لدى طرفي الصراع قناعة أكيدة بضرورة إعادة المحاولات والتقدم بخطوات جدية وعملية للوصول الى تسوية شاملة بينهما. وجاءت صفقة تبادل المعتقلين السوريين المحتجزين لدى سرائيل برفات الجندي زخريا بامويل المحتجز لدى سوريا منذ ما يقرب من ثلاثين عاما إحدى أهم مبادرات حسن النية بين الطرفين من جهة .وخطوة إيجابية لمرحلة جديدة من التعاون نحو إمكانية التوصل لتفاهمات بين تل أبيب ودمشق وحل المشاكل بينهما لإحلال سلاما شاملا حتى لو كان فاترا في هذه المرحلة على الأقل من جهة اخرى.
في الوقت الذي باتت فيه روسيا " الحليفة الأولى لنظام الأسد" تنظر لإسرائيل على أنها قوة إقليمية جديرة بالتأثير على كافة التطورات المستقبلية على الساحة السورية .أصبحت تتطلع الى ضرورة لجم الدولة الإيرانية وتقليم أظافرها وضرب مشروعها التوسعي في المنطقة, خاصة بعد أن أشرف التحالف الاستراتيجي بينهما على نهايته مع تراجع حاجتها الميدانية للميليشيات الإيرانية من ناحية. وتلقي إيران إدانات دولية واسعة، بسبب نشاطها في تخصيب اليورانيوم من ناحية أخرى
وهذا ما أعطى اسرائيل فرصة عظيمة لفرض حضورها وتحديد مواقفها وفتل عضلاتها وتقديم مبادرتها للتنسيق مع اللجنة الروسية الرامية لتطهير الأراضي السورية من كافة القوات الأجنبية من جهة. ثم السماح لجيش الأسد بالانتشار على الحدود مجددا بعد أن يستوفي الشروط الإسرائيلية من جهة أخرى. وهنا قد يحسم الأسد خياراته بالتخلي عن حليف ايراني معلن مقابل حليف اسرائيلي غير معلن والنظر إليه على أنه العدو الحليف الأكثر فعالية وأثرا في القرار الأمريكي والتقبل العربي والدولي.
تزامن حدوث انفراج في علاقات سوريا بجيرانها العرب بإتاحة لها احتمالية العودة إلى مقعدها في جامعة الدول العربية بعد قطيعة مريرة وعزلة مقيتة استمرت لسنوات طويلة , مع إعطائها فرصة إعادة فتح سفاراتها في عدد من الدول العربية بعد التعهد بتحجيم دور إيران بالأزمة السورية. تزامن ذلك مع تزايد هرولة الدول العربية لنسج سياساتها والارتقاء بعلاقاتها مع الجانب الاسرائيلي للوصول بها لأعلى درجات التطبيع , مما فتح لها آفاق المشاركة العلنية وغير العلنية في العديد من النشاطات الاقتصادية بشكل خاص, ولعل أهمها مؤتمر البحرين ما يعرف "بالسلام الاقتصادي" من جهة. ونية اعطائها امتياز المساهمة بجانب الدول العربية لإعادة اعمار سوريا من خلال طرح رزم من المساعدات المميزة المستندة الى موارد سورية بتكنولوجيا وخبرات اسرائيلية من جهة أخرى
بالرغم من أن قرار اعتراف دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان وصيرورته على تكريسها أرضا اسرائيلية بصورة شرعية بعد ما يقرب من 28 عاما من اعلان اسرائيل بضمها كخطوة أحادية الجانب يعتبر أهم المنغصات والعقبات التي ستقف حاجزا أمام أي نية مستقبلية لإعادة رسم خطوات إيجابية بين الجانبين السوري والإسرائيلي .إلا أن المطلع على الأمور يرى أن هذا الاعتراف لم يغير شيئا جوهريا على أرض الواقع بل ولربما سيتم مواجهته بترويض النظام السوري الذي وصل الى أعلى درجات العجز واليأس والفتور من جهة. وسياسة الأمر الواقع التي تفوقت اسرائيل في اعتمادها كورقة ضغط مجربة ورابحة في مفاوضاتها مع الجانب العربي خاصة مع طرح اسرائيل مشروع بناء مستوطنة "ترامب" -من باب العرفان للرئيس الأميركي دونالد ترامب - لتضاف للوحدات الاستيطانية التي يقطنها ما يقارب من عشرين ألف مستوطن بحيث لا تبقي للأسد خيار آخر من جهة أخرى.