الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انتحار الطليعة في مواجهة للواقع السياسي والاجتماعي

تاريخ النشر : 2019-07-29
*هل غير الواقع السياسي في غزة والوطن العربي عموماً نظرة الشباب لمفهوم الانتحار؟

في كل بلدان العالم يجلد ويحرق المواطن مسؤوله السارق بينما في الوطن العربي المسؤول السارق هو من يحرق ويجلد مواطنيه.

إن المرحلة التي وصل إليها الشارع الغزيّ والعربي هي أوج مراحل التشظي والبؤس وأكثرها دونيّة وألمًا، بل وأكثرها فجيعة وانعدامًا لكرامة الإنسان وثقافته الإنسانية، بيد أن الأنظمة الإسلاموية والحاكمة خلقت نظامًا ‏سياسيًا قمعيًا قائمًا على الدين ولكنه يمارس التمييز والوصاية والإستبداد، فهذا النظام لن يخلق سوى شعوب مستضعفة، خانعة، مستسلمة ومجتمعات جاهلة لا تعرف معنى المواطنة والمساواة والحريات والديمقراطية والتعايش بل أوصلتها إلى مرحلة أسماها دافيد لوبرطون في كتابه تجربة الألم "مرحلة الألم بوصفه متعة".

خلقت هذه الأنظمة مواطنين يتلذذون بالعذابات الواقعة عليهم بإسم الدين، على لسان الكهنة وأرباب السياسة التي بدورها الرئيس تعبئة أدمغة المواطنين على تصور مغلق لمفهوم التغير، فهل هو ديني، علماني، قومي، ديمقراطي، طائفي أم على منهج الخلافة دون أن يستوعب حركة التاريخ ومنطق العقل ومصلحة الشعوب وأمل المستقبل.

‏قمع الحريات، البطالة، السرقة، الوصاية، الوساطة، الفساد، الإنحطاط، الطبقية، الإستبداد ينتج مواطن جاهل مقموع فقير يخاف الخروج أمام السلطة الحاكمة نظراً لعرض عضلاتهم بإستمرار في المياديين أمام المواطنين العزل، ولقناعتهِ التامة الذي إكتسبها من شيخهِ في المسجد أن المطالبة بنظام ديمقراطي او علماني يحوله من شريك في الوطن إلى عدو لدود، إلى كافر وزنديق، إلى خائن وعميل.

تمكنت الأنظمة الجديدة من فرض نفسها وبسط نفوذها ووضع يديها على كل من يفكر في محاولة لثوران مرة أخرى، فبذلك أستطاعوا إقناع عقل المواطن العربي أنه ليس هناك جدوى من مثل هذه الأفعال.

*هل أصبح الانتحار فعل يعبر عن الإحتجاج على الواقع؟ أم محاولة الضحية لفت الإنتباه وإثارة الإستعطاف؟

"لا ينتحر إلا المتفائلون، المتفائلون الذين لم يعودوا قادرين على الإستمرار في التفاؤل. أما الآخرون، فلماذا يكون لهم مبرر للموت وهم لا يملكون مبرراً للحياة؟"
إميل سيوران

قرار الترحّل عن الحياة ليس بالأمر الهين سبيلاً للخلاص، لذلك من الممكن أن نعتبر الانتحار جريمة ولكن في بعض الأحيان يمكننا إعتبارها الوسيلة الوحيدة والأسّلم لنجاة من مهزلة ما، فإنه لا يوجد جريمة أسخف وأسفل وأقبح من أن يولد المرء عربياً.

في ظل غياب الديمقراطية والمواطنة الحقوقية وغياب ملامح تكافؤ الفرص العادلة و القيم الجماعية والحريات، يلوح الانتحار رافضاً مثل هذه الوقائع التراجيديا في عقول الشباب، حتى يخيل لهم أن الانتحار هو المهرب الوحيد من أزماتهم النفسية والجسدية والمالية، وحلاً للهرب من الإخفاق والعزلة والإحساس بقلة الحيلة.

رأى الشباب العربي بعدما تحول محمد البو عزيزي الشاب التونسي إلى رفات الذي رفض أن تصفعه موظفة البلدية، والتي بقرارٍ منها حولت مصدر قوتهِ إلى حطام يساوي الأرض، عملاً بطولياً و رمزاً لانتفاضة وثورة المضطهدين الكادحين ضد فساد ودكتاتورية وقمعية الطبقة السياسية الحاكمة، هذه الطبقة التي صنعت من المجتمع العربي طاولة للمقامرة على أحلام الشباب وتحقيق ذواتهم، هذه الطبقة التي لم تترك لهم خياراً آخراً للخروج من يأسهم وإحباطهم سوى الركض في طريق المغالاة غضباً وإحتجاجاً.

ليس هناك عذر للمنتحر في إنتحاره مهما إمتلأ قلبه بالهم والأسى والمعاناة، لكن عندما يرتبط الأمر بكرامة المرء وإنسانيته فإنها تصبغ هذه المعاناة لونها الأسود على أيامه، وتجبره على الرضوخ لسلسة من الأوامر والنواهي التي تقوده إلى الاستسلام بفكرة الإنتحار. في الوقت الراهن الانتحار هو وسيلة للخلاص الفردي وليس لكسب العاطفة وانحراف الرؤى واثارة المشاعر، إيماناً منه أنه لا فائدة من العيش ولا جدوى من إثارة المشاعر.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف