-لا تعد-روتانا سامر الزقيبه
لا تعد..
فإن عودتك هذه لا تجدي نفعًا،لقد مرت عليَّ ليالٍ قاسية احتضنت فيها الحائط من شدة الألم.. صرخت باكية مع صوت الديك في ساعات الفجر،!
لا تعد.. إن عودتك باتت باهتة، عشتُ في جحيم، تعرضت للدهس مرتين، زرت المستشفى ثلاثًا، نمت ليلة على الرصيف كانت ليلة العمر من شدّة قسوتها، لم أكن أملك نفسي على الإطلاق، فقدت السيطرة على عقلي بعثرت حركة السير وتسببت بحادث تصادم ظهر في نشرة الأخبار العاجلة، ألم تره؟ لا تكترث ليس مهمًا..
كانت ليلةً باردة حتى أسناني ارتجفت في فمي وكادت أن تسقط، كنت شاردة لأبعد حد.. گ سبعينيّ أدركه الموت وعلم أنه كان على دين الباطل مثلاً، لا أدري لم أكن حاضرة بما يكفي حينها لكي استحضر الوصف الآن! بعضهم ظّن أنّي عاهرة ورفيقة ليل، بئس الناس
ولعنك الله وتريد العودة أيضًا؟
لا تعد.. بعزة الذي تعبده إياك أن تعد سوف أرتكب فيك جريمة لم تشهدها البشرية من قبل، مررت بجانب كلبين أنت تعلم أنّي أخاف الكلاب ولكنّي لم أخف حينها، لأول مرة أشعر بأنّي لاشيء حتى كلاب الشوارع لا تكترث لأمري!
مررت بجانب عجوز كهل وملابسه رثة، يجلس بجانب القمامة محاولاً البحث عن الطعام، أشفق على حالي وأعطاني قطعة خبز متعفنة،كنت جائعة فلم أتذوق الطعام منذ يومين، ليلة البارحة كنت غائبة عن الوعي وكنت أعيش على الأجهزة والمغذٍ، لا بأس لا تكترث بهذا أيضًا..
تناولتها، سأكذب إن قلت أنّي لم أشمئز ولكنها كانت أطيب لقمة خبز تناولتها، لم أكن محتاجة للطعام من قبل گ الآن..
كنت أعقد عليك حاجاتي، إن حضرت غابت رغباتي من بعدك، أرتوي من دموعي وإن كانت بسببك، وأشبع جوعي من موائد كلامك الفظْ، أتدفأ من ملابس اهمالك، واتفسح في حدائق استعلائك وجبروتك، لا عليك يكفي أن لا تعد.
تركت ما تبقى من تلك القطعة لقطة صغيرة فقدت والدتها كما أنا فقدت عائلتي وفقدتك، نشبه بعضنا كثيرًا.. لا أدري كم من المسافة قطعت، ربما تجاوزت حدود المدينة وتجاوزت الساعة منتصف الليل أيضًا. ظهر نور خافت أزعجني كثيرًا فذلك الظلام كان يناسبني أكثر، وصلت إلى مكان مليء بالبشر الذين يشبهونني، يجيدون الصمت، غائبون دون حضور فلن يزعجونني،كنت أريد أن أغلق ستائر النور لكي أعود للظلام والليل، يوجد هنا حفرة كبيرة باطنها متراكم إلى جوارها كانت تشبه سريري مريح للغاية، نمت فوقه بسلام..
أربكتني معدتي في بادئ الأمر، ولكن هناك شيء أصاب جسدي بالموت دفعة واحدة، فمت أو نمت لا أدري! كانت ليلة قاسية يا نجم، قاسية جدًا. تاهت فيها نجومي وضعت في دروب عثرة مفخخة بالزجاج، ظنّ الناس بي ظنًّا مميتًا، أضعت نفسي على أحد الأرصفة تحت ضوء الشارع الخافت، هربت من الشمس خفت كثيرًا منها، أكثر من كلاب الشوارع حتى! إن عدْتَ لن تجدني، وإن لم تجدني سترتدي حينها ثوب المهتم وتصفعني من حيث أتألم وستقتل ما تبقى مني إن تبقى أساسًا، لا تعد.. أخبرتك أنّي دهست مرتين ودخلت المستشفى ثلاثًا ومِت ألفًا، عودتك ستكون مؤلمة واحتضانك لي سيكون قاسياً أكثر من قسوة ذلك الحائط! على أيّ حال استيقظت فيما بعد، أيقظني جوعي ربما، وربما الشمس القاسية والنور الذي يذكرني بنفسي قديماً،أتعلم ماذا وجدت؟
وجدتك إلى جواري ووجدت نفسي إلى الجوار الآخر، الفرق أن كلاكما تحت الأرض وأنا فوقها..
كنتَ وفياً في عدم للعودة، ولكنّي كنت الأولى في عدم تركك واللحاق بك حتى الموت!
لا تعد..
فإن عودتك هذه لا تجدي نفعًا،لقد مرت عليَّ ليالٍ قاسية احتضنت فيها الحائط من شدة الألم.. صرخت باكية مع صوت الديك في ساعات الفجر،!
لا تعد.. إن عودتك باتت باهتة، عشتُ في جحيم، تعرضت للدهس مرتين، زرت المستشفى ثلاثًا، نمت ليلة على الرصيف كانت ليلة العمر من شدّة قسوتها، لم أكن أملك نفسي على الإطلاق، فقدت السيطرة على عقلي بعثرت حركة السير وتسببت بحادث تصادم ظهر في نشرة الأخبار العاجلة، ألم تره؟ لا تكترث ليس مهمًا..
كانت ليلةً باردة حتى أسناني ارتجفت في فمي وكادت أن تسقط، كنت شاردة لأبعد حد.. گ سبعينيّ أدركه الموت وعلم أنه كان على دين الباطل مثلاً، لا أدري لم أكن حاضرة بما يكفي حينها لكي استحضر الوصف الآن! بعضهم ظّن أنّي عاهرة ورفيقة ليل، بئس الناس
ولعنك الله وتريد العودة أيضًا؟
لا تعد.. بعزة الذي تعبده إياك أن تعد سوف أرتكب فيك جريمة لم تشهدها البشرية من قبل، مررت بجانب كلبين أنت تعلم أنّي أخاف الكلاب ولكنّي لم أخف حينها، لأول مرة أشعر بأنّي لاشيء حتى كلاب الشوارع لا تكترث لأمري!
مررت بجانب عجوز كهل وملابسه رثة، يجلس بجانب القمامة محاولاً البحث عن الطعام، أشفق على حالي وأعطاني قطعة خبز متعفنة،كنت جائعة فلم أتذوق الطعام منذ يومين، ليلة البارحة كنت غائبة عن الوعي وكنت أعيش على الأجهزة والمغذٍ، لا بأس لا تكترث بهذا أيضًا..
تناولتها، سأكذب إن قلت أنّي لم أشمئز ولكنها كانت أطيب لقمة خبز تناولتها، لم أكن محتاجة للطعام من قبل گ الآن..
كنت أعقد عليك حاجاتي، إن حضرت غابت رغباتي من بعدك، أرتوي من دموعي وإن كانت بسببك، وأشبع جوعي من موائد كلامك الفظْ، أتدفأ من ملابس اهمالك، واتفسح في حدائق استعلائك وجبروتك، لا عليك يكفي أن لا تعد.
تركت ما تبقى من تلك القطعة لقطة صغيرة فقدت والدتها كما أنا فقدت عائلتي وفقدتك، نشبه بعضنا كثيرًا.. لا أدري كم من المسافة قطعت، ربما تجاوزت حدود المدينة وتجاوزت الساعة منتصف الليل أيضًا. ظهر نور خافت أزعجني كثيرًا فذلك الظلام كان يناسبني أكثر، وصلت إلى مكان مليء بالبشر الذين يشبهونني، يجيدون الصمت، غائبون دون حضور فلن يزعجونني،كنت أريد أن أغلق ستائر النور لكي أعود للظلام والليل، يوجد هنا حفرة كبيرة باطنها متراكم إلى جوارها كانت تشبه سريري مريح للغاية، نمت فوقه بسلام..
أربكتني معدتي في بادئ الأمر، ولكن هناك شيء أصاب جسدي بالموت دفعة واحدة، فمت أو نمت لا أدري! كانت ليلة قاسية يا نجم، قاسية جدًا. تاهت فيها نجومي وضعت في دروب عثرة مفخخة بالزجاج، ظنّ الناس بي ظنًّا مميتًا، أضعت نفسي على أحد الأرصفة تحت ضوء الشارع الخافت، هربت من الشمس خفت كثيرًا منها، أكثر من كلاب الشوارع حتى! إن عدْتَ لن تجدني، وإن لم تجدني سترتدي حينها ثوب المهتم وتصفعني من حيث أتألم وستقتل ما تبقى مني إن تبقى أساسًا، لا تعد.. أخبرتك أنّي دهست مرتين ودخلت المستشفى ثلاثًا ومِت ألفًا، عودتك ستكون مؤلمة واحتضانك لي سيكون قاسياً أكثر من قسوة ذلك الحائط! على أيّ حال استيقظت فيما بعد، أيقظني جوعي ربما، وربما الشمس القاسية والنور الذي يذكرني بنفسي قديماً،أتعلم ماذا وجدت؟
وجدتك إلى جواري ووجدت نفسي إلى الجوار الآخر، الفرق أن كلاكما تحت الأرض وأنا فوقها..
كنتَ وفياً في عدم للعودة، ولكنّي كنت الأولى في عدم تركك واللحاق بك حتى الموت!