الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقبرة العدم بقلم: دلع حرب

تاريخ النشر : 2019-07-29
مقبرة العدم بقلم: دلع حرب
مقبرة العدم

السَّماءُ مُظلمةٌ و سوداء قاتمة جداً على غير العادة ،الهُدوءُ يَعمُ أرجاءَ مَقبرة العدم الحالكة و لكن لا هدوءَ في الهدوءِ ، لا اسمع أي صوت سِوى صوتُ عقاربِ ساعةِ يدي ، أُحدِقُ بها و انتظر تلاقي العقربين عند الثَّانية عشر .
تِك تاك تِك تاك ،قُرِعت أجراسُ الثَّانية عشر بعد منتصف الهلاك ، و بدأت الأصوات ترتفع و تعلو ، أصواتٌ متشابكة كلعنات الشياطين و تعويذات المشعوذين ، ضجيجٌ صاخبٌ عّم أرجاء المقبرة بأسرها ، اسمعُ صوت ألحان سيمفونية قديمة و
مُخيفة تُصدرُ من القبر المجاور للقبر الذي أجلس عليه الآن ، الصوت يزداد رُعباً و صُخباً و القبر بدأ يهتز هزاتٍ مُدويةً تلو الأخرى ، التراب الذي يغطيه بدأ يتبعثر و يتناثر و كأن هناك شيءٌ بداخلِ القبر يدفعه لأعلى ، اسمع صوت طرقٍ على الواح الأخشابِ و طلاسم غير مفهومة ابداً و خُزعبلات من كل
القبور المهجورة منذ زمنٍ بعيد ، ثم فُتحَ القبر و يليه جميع القبور واحداً يلو الأخر إلا القبر الذي اجلس عليه ، و فجأةً هبت ريحٌ عاتية بأصواتٍ رهيبةٍ ، ثم نظرت الى القبر الذي يصدر منه صوت السيمفونية و إذ يخرج من قعرِ القبرِ هيكلٌ عظميٌّ مبتور اليدين ، هياكلٌ عظميةٌ بيضاء و سوداء و حمراء في كل مكان
، و هناك هياكلٌ باشكالٍ فظيعةٍ جداً لونها أسود نصفها عِظام و النصف الاخر يكسوه اللحم و الشحم و الدماء الحمر يسيل على هيئةِ خُيوطٍ لزجةٍ ، و هناك هياكلٌ حمراء منقطة و يكسوها الشعر ، و هياكل تتخلل عظامها الديدان .
ثم صرخوا جميعهم بأعلى صوت ، و صرخات أرواحهم المبحوحة و كأنها تحتضر جعلت القبور تغلق و تصبح المقبرة أرضاً مستوية ، ثم جلسوا جميعهم مشكلين حلقة و بدأ
كل نَفَر فيهم بعزف سيمفونية من شريط ذكرياته و أنا أشاهدهم بدهشةٍ و أُراقب حركاتهم الجنونية كطرق رؤوسهم في الأرض ، و كغرس السكاكين بين عظامهم .
بدأ نفرٌ منهم يعزف ألحان الكمان التي تهز الكيان و دموع شوقه تملىءُ المكان ، جميعهم هياكلٌ مُرهقة و أرواحهم مُنهكة ، جميعهم أُهلِكوا في الدركِ الأسفلِ من الهلاك ، كلهم أودوا بأنفسهم الى الهاوية و مشارف الردى و أدخلوا أنفسهم بسراديب الأوجاع ، هناك المشتاق و الحزين منهم و هناك من أرهقهم الهوى
البَعيدْ و هناك من كان كلامهم أشبه بهواجس المختلين ذوي الأمراض العقلية فكلامهم ولا يتقبله منطقٌ و لا يفسره عالمٌ ابداً .
و هناك هيكلٌ يحمل بيده اليسرى كؤوساً و باليمنى زجاجة نبيذ و يقوم بسكبِ النبيذ و يقدمه للهياكل الأخرى واحداً يلو الأخر لربما يخفف من وطأة وجعهم .
وبقوا هَكَذَا يتبادلون الهموم الى أن بدأت شمس السنة القادمة بالإشراق و بدأت القبور تُفتح و عاد كل واحد فيهم الى قبره منتظراً ليلة الخروج الى الأرض من كل عام ..
كانت ليلة عاصفة بالأشجان و ماطرة بدموع الشوق و الحنين و انتهت .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف