الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رأس الوطنية الحكمة بقلم: أ. محمد حسان أبوبكر

تاريخ النشر : 2019-07-29
رأس الوطنية الحكمة بقلم: أ. محمد حسان أبوبكر
رأس الوطنية الحكمة ..
الكاتب: أ. محمد حسان أبوبكر

في اتون الصراع الطائفي في المنطقة العربية وعلى ساحلي الخليج العربي الفارسي ، تسعى اسرائيل دائبة الى استثمار الظرف التاريخي من اجل التطبيع العلني مع الانظمة العربية "السنية" باعتبارها حليفا مفترضا في مواجهة المد "الفارسي الشيعي" ، وتقدم نفسها للأغلبية السنية على انها كيان اصيل وصديق في المنطقة وجزء من خارطته الطائفية والتاريخية ، في تشويه مقصود للواقع وللسياق التاريخي ، يدعمها في ذلك تخوف الانظمة العربية من عدم الاستقرار في بلدانهم ابان الربيع العربي .
وفي حين كان الخطاب الرسمي للأنظمة العربية  قبل الربيع العربي هو خطاب عدائي مع اسرائيل باعتبارها امتدادا للاستعمار وان قصة النشأة لهذه الانظمة العربية قائمة على تسويق هذا العداء باعتباره عقيدة وطنية ومبرر لقمع المعارضة، وان عدم قيام الديموقراطيات في البلدان العربية كان يبرره دائما هذا الصراع المستمر والمفترض مع اسرائيل .
يتبدل الخطاب العربي الرسمي رويدا رويدا ، في تقارب مستمر مع اسرائيل ، وفي محاولة لكي الوعي العربي ، وجعله يقبل اسرائيل ليس ككيان بحكم الأمر الواقع فقط وإنما كطائفة دينية متفوقة اخلاقيا وحضاريا في منطقة الشرق الأوسط .

وأمام هذا كله يظهر مثقفون او كتاب او ناشطون لم نسمع عنهم يوما ، وليس عندهم مساهمات أدبية أو اعلامية تذكر، في خطابات صهيونية تشوه التاريخ أو زيارات فردية تطبيعية ، وتستقبلهم اسرائيل بحفاوة وتغدق عليهم بالثناء ، وهي في ذلك تحاول تشجيع غيرهم من الرويبضة ، وتمعن أكثر في صناعة الفتنة .
وبيت القصيد في هذا المقال ، هو خطابنا الاعلامي عبر وسائل الاعلام او وسائل التواصل الاجتماعي ، الذي يندفع نقمة من هذه المواقف الشاذة ، ويجرمها ويغضب، وقد يغضب عموم الناس  فنسب العرب كلهم ، او شعوبا بعينها . ان هذا الخطاب الغاضب الذي يكَوِن ارضية عنصرية تجاه شعوبنا العربية هو الهدف من هذه المواقف المطبعة والشاذة ، والهدف بصورة ادق عزل القضية الفلسطينية عن عمقها العربي .

ان العرب وشعوب العالم الحر هم الامتداد الطبيعي للثورة الفلسطينية ، والشريك الاستراتيجي ، ووقودنا في كل المحطات ، لم نكن يوما حلفاء والأنظمة العربية وإنما حلفاء مع امتنا العربية ، وهذا التحالف الشعبي الصلب هو الذي كان يدفع هذه الانظمة لتبني خطاب عدائي مع اسرائيل ، ونعلم انهم كانوا يقولون ما لا يسرون في قلوبهم نفاقا ، وان وراء الاكمة ما وراءها في كل المراحل ، وان "تحت الطاولة" مزدحم بالتطبيع مع اسرائيل منذ النشأة .

اسرائيل هي عدوة الفطرة الانسانية ، والدولة الدينية الوحيدة ، والكيان العنصري المتبقي ، ليس لخطابهم جدوى تذكر ، ولا لمبرراتهم معنى، ان لم نسقط في أعين من وقفوا معنا دوما ، وخرجوا للشوارع وحرقوا الاعلام الامريكية والاسرائيلية ، بل يمكن قياس حرية الاعلام اليوم في أي دولة من دول العالم بنشاط منظمات مقاطعة اسرائيل "BDS" والتيارات المناهضة  لهذا الكيان الغاصب .

ان شعبنا الفلسطيني هو الامتداد الجيني والحضاري للمنطقة العربية خصوصا، وحصيلة تمازج حر مع الأمم المحيطة الجارة والصديقة في سياق تاريخي واضح يمكن تفسيره ، وفلسطين بتاريخها امتداد لتاريخ المنطقة ، فلسطين عربية ذات حضارة اسلامية بكل مكوناتها الدينية المسيحية واليهودية والإسلامية، ليست كيانا وإنما حضارة وارثا وفلكلورا ومنارة ودولة ، لا نقدم أنفسنا في اطار صراع ديني مع اسرائيل وإنما في اتون صراع إنساني، ولا نتمايز عن امتنا العربية تمايزا يجعل للعنصرية بابا ومذهبا .
الوطنية حكمة وحضارة مثلما أنها شجاعة وتضحية ، والثورية الفلسطينية هي تحالف قوى الخير والفضيلة ، وسجية الفطرة الانسانية .

 هذا المقال دعوة الى تجريم أي خطاب عنصري عبر أي وسيلة اعلامية او عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وان تسري التعميمات غبر القنوات الحزبية والفصائلية ، ومن خلال المستوى الرسمي وعبر وزارة الاعلام وكل الجهات ذات العلاقة ، نحن نقاتل يوميا في معركة الوعي بالتوازي مع القتال على كل شبر على هذه الارض ، والوعي هو التكريس الأدق للدولة في حدود الانسانية قبل الحدود على الارض .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف