
رأس الوطنية الحكمة ..
الكاتب: أ. محمد حسان أبوبكر
في اتون الصراع الطائفي في المنطقة العربية وعلى ساحلي الخليج العربي الفارسي ، تسعى اسرائيل دائبة الى استثمار الظرف التاريخي من اجل التطبيع العلني مع الانظمة العربية "السنية" باعتبارها حليفا مفترضا في مواجهة المد "الفارسي الشيعي" ، وتقدم نفسها للأغلبية السنية على انها كيان اصيل وصديق في المنطقة وجزء من خارطته الطائفية والتاريخية ، في تشويه مقصود للواقع وللسياق التاريخي ، يدعمها في ذلك تخوف الانظمة العربية من عدم الاستقرار في بلدانهم ابان الربيع العربي .
وفي حين كان الخطاب الرسمي للأنظمة العربية قبل الربيع العربي هو خطاب عدائي مع اسرائيل باعتبارها امتدادا للاستعمار وان قصة النشأة لهذه الانظمة العربية قائمة على تسويق هذا العداء باعتباره عقيدة وطنية ومبرر لقمع المعارضة، وان عدم قيام الديموقراطيات في البلدان العربية كان يبرره دائما هذا الصراع المستمر والمفترض مع اسرائيل .
يتبدل الخطاب العربي الرسمي رويدا رويدا ، في تقارب مستمر مع اسرائيل ، وفي محاولة لكي الوعي العربي ، وجعله يقبل اسرائيل ليس ككيان بحكم الأمر الواقع فقط وإنما كطائفة دينية متفوقة اخلاقيا وحضاريا في منطقة الشرق الأوسط .
وأمام هذا كله يظهر مثقفون او كتاب او ناشطون لم نسمع عنهم يوما ، وليس عندهم مساهمات أدبية أو اعلامية تذكر، في خطابات صهيونية تشوه التاريخ أو زيارات فردية تطبيعية ، وتستقبلهم اسرائيل بحفاوة وتغدق عليهم بالثناء ، وهي في ذلك تحاول تشجيع غيرهم من الرويبضة ، وتمعن أكثر في صناعة الفتنة .
وبيت القصيد في هذا المقال ، هو خطابنا الاعلامي عبر وسائل الاعلام او وسائل التواصل الاجتماعي ، الذي يندفع نقمة من هذه المواقف الشاذة ، ويجرمها ويغضب، وقد يغضب عموم الناس فنسب العرب كلهم ، او شعوبا بعينها . ان هذا الخطاب الغاضب الذي يكَوِن ارضية عنصرية تجاه شعوبنا العربية هو الهدف من هذه المواقف المطبعة والشاذة ، والهدف بصورة ادق عزل القضية الفلسطينية عن عمقها العربي .
ان العرب وشعوب العالم الحر هم الامتداد الطبيعي للثورة الفلسطينية ، والشريك الاستراتيجي ، ووقودنا في كل المحطات ، لم نكن يوما حلفاء والأنظمة العربية وإنما حلفاء مع امتنا العربية ، وهذا التحالف الشعبي الصلب هو الذي كان يدفع هذه الانظمة لتبني خطاب عدائي مع اسرائيل ، ونعلم انهم كانوا يقولون ما لا يسرون في قلوبهم نفاقا ، وان وراء الاكمة ما وراءها في كل المراحل ، وان "تحت الطاولة" مزدحم بالتطبيع مع اسرائيل منذ النشأة .
اسرائيل هي عدوة الفطرة الانسانية ، والدولة الدينية الوحيدة ، والكيان العنصري المتبقي ، ليس لخطابهم جدوى تذكر ، ولا لمبرراتهم معنى، ان لم نسقط في أعين من وقفوا معنا دوما ، وخرجوا للشوارع وحرقوا الاعلام الامريكية والاسرائيلية ، بل يمكن قياس حرية الاعلام اليوم في أي دولة من دول العالم بنشاط منظمات مقاطعة اسرائيل "BDS" والتيارات المناهضة لهذا الكيان الغاصب .
ان شعبنا الفلسطيني هو الامتداد الجيني والحضاري للمنطقة العربية خصوصا، وحصيلة تمازج حر مع الأمم المحيطة الجارة والصديقة في سياق تاريخي واضح يمكن تفسيره ، وفلسطين بتاريخها امتداد لتاريخ المنطقة ، فلسطين عربية ذات حضارة اسلامية بكل مكوناتها الدينية المسيحية واليهودية والإسلامية، ليست كيانا وإنما حضارة وارثا وفلكلورا ومنارة ودولة ، لا نقدم أنفسنا في اطار صراع ديني مع اسرائيل وإنما في اتون صراع إنساني، ولا نتمايز عن امتنا العربية تمايزا يجعل للعنصرية بابا ومذهبا .
الوطنية حكمة وحضارة مثلما أنها شجاعة وتضحية ، والثورية الفلسطينية هي تحالف قوى الخير والفضيلة ، وسجية الفطرة الانسانية .
هذا المقال دعوة الى تجريم أي خطاب عنصري عبر أي وسيلة اعلامية او عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وان تسري التعميمات غبر القنوات الحزبية والفصائلية ، ومن خلال المستوى الرسمي وعبر وزارة الاعلام وكل الجهات ذات العلاقة ، نحن نقاتل يوميا في معركة الوعي بالتوازي مع القتال على كل شبر على هذه الارض ، والوعي هو التكريس الأدق للدولة في حدود الانسانية قبل الحدود على الارض .
الكاتب: أ. محمد حسان أبوبكر
في اتون الصراع الطائفي في المنطقة العربية وعلى ساحلي الخليج العربي الفارسي ، تسعى اسرائيل دائبة الى استثمار الظرف التاريخي من اجل التطبيع العلني مع الانظمة العربية "السنية" باعتبارها حليفا مفترضا في مواجهة المد "الفارسي الشيعي" ، وتقدم نفسها للأغلبية السنية على انها كيان اصيل وصديق في المنطقة وجزء من خارطته الطائفية والتاريخية ، في تشويه مقصود للواقع وللسياق التاريخي ، يدعمها في ذلك تخوف الانظمة العربية من عدم الاستقرار في بلدانهم ابان الربيع العربي .
وفي حين كان الخطاب الرسمي للأنظمة العربية قبل الربيع العربي هو خطاب عدائي مع اسرائيل باعتبارها امتدادا للاستعمار وان قصة النشأة لهذه الانظمة العربية قائمة على تسويق هذا العداء باعتباره عقيدة وطنية ومبرر لقمع المعارضة، وان عدم قيام الديموقراطيات في البلدان العربية كان يبرره دائما هذا الصراع المستمر والمفترض مع اسرائيل .
يتبدل الخطاب العربي الرسمي رويدا رويدا ، في تقارب مستمر مع اسرائيل ، وفي محاولة لكي الوعي العربي ، وجعله يقبل اسرائيل ليس ككيان بحكم الأمر الواقع فقط وإنما كطائفة دينية متفوقة اخلاقيا وحضاريا في منطقة الشرق الأوسط .
وأمام هذا كله يظهر مثقفون او كتاب او ناشطون لم نسمع عنهم يوما ، وليس عندهم مساهمات أدبية أو اعلامية تذكر، في خطابات صهيونية تشوه التاريخ أو زيارات فردية تطبيعية ، وتستقبلهم اسرائيل بحفاوة وتغدق عليهم بالثناء ، وهي في ذلك تحاول تشجيع غيرهم من الرويبضة ، وتمعن أكثر في صناعة الفتنة .
وبيت القصيد في هذا المقال ، هو خطابنا الاعلامي عبر وسائل الاعلام او وسائل التواصل الاجتماعي ، الذي يندفع نقمة من هذه المواقف الشاذة ، ويجرمها ويغضب، وقد يغضب عموم الناس فنسب العرب كلهم ، او شعوبا بعينها . ان هذا الخطاب الغاضب الذي يكَوِن ارضية عنصرية تجاه شعوبنا العربية هو الهدف من هذه المواقف المطبعة والشاذة ، والهدف بصورة ادق عزل القضية الفلسطينية عن عمقها العربي .
ان العرب وشعوب العالم الحر هم الامتداد الطبيعي للثورة الفلسطينية ، والشريك الاستراتيجي ، ووقودنا في كل المحطات ، لم نكن يوما حلفاء والأنظمة العربية وإنما حلفاء مع امتنا العربية ، وهذا التحالف الشعبي الصلب هو الذي كان يدفع هذه الانظمة لتبني خطاب عدائي مع اسرائيل ، ونعلم انهم كانوا يقولون ما لا يسرون في قلوبهم نفاقا ، وان وراء الاكمة ما وراءها في كل المراحل ، وان "تحت الطاولة" مزدحم بالتطبيع مع اسرائيل منذ النشأة .
اسرائيل هي عدوة الفطرة الانسانية ، والدولة الدينية الوحيدة ، والكيان العنصري المتبقي ، ليس لخطابهم جدوى تذكر ، ولا لمبرراتهم معنى، ان لم نسقط في أعين من وقفوا معنا دوما ، وخرجوا للشوارع وحرقوا الاعلام الامريكية والاسرائيلية ، بل يمكن قياس حرية الاعلام اليوم في أي دولة من دول العالم بنشاط منظمات مقاطعة اسرائيل "BDS" والتيارات المناهضة لهذا الكيان الغاصب .
ان شعبنا الفلسطيني هو الامتداد الجيني والحضاري للمنطقة العربية خصوصا، وحصيلة تمازج حر مع الأمم المحيطة الجارة والصديقة في سياق تاريخي واضح يمكن تفسيره ، وفلسطين بتاريخها امتداد لتاريخ المنطقة ، فلسطين عربية ذات حضارة اسلامية بكل مكوناتها الدينية المسيحية واليهودية والإسلامية، ليست كيانا وإنما حضارة وارثا وفلكلورا ومنارة ودولة ، لا نقدم أنفسنا في اطار صراع ديني مع اسرائيل وإنما في اتون صراع إنساني، ولا نتمايز عن امتنا العربية تمايزا يجعل للعنصرية بابا ومذهبا .
الوطنية حكمة وحضارة مثلما أنها شجاعة وتضحية ، والثورية الفلسطينية هي تحالف قوى الخير والفضيلة ، وسجية الفطرة الانسانية .
هذا المقال دعوة الى تجريم أي خطاب عنصري عبر أي وسيلة اعلامية او عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وان تسري التعميمات غبر القنوات الحزبية والفصائلية ، ومن خلال المستوى الرسمي وعبر وزارة الاعلام وكل الجهات ذات العلاقة ، نحن نقاتل يوميا في معركة الوعي بالتوازي مع القتال على كل شبر على هذه الارض ، والوعي هو التكريس الأدق للدولة في حدود الانسانية قبل الحدود على الارض .