
ألمرأة والحب والحياة
شذرات من الأدب الاغريقي
يعتبر الأدب الاغريقي أدبا عالميا وانسانيا خالدا – انه يتعامل مع مشاكل الانسان في كل زمان ومكان ويتطرق الى المشاكل المتعلقة بالوجود الانساني نفسه – حتى ان أشعار هوميروس صارت بثابة كتابات مقدسة توجز جوهر المعرفه الانسانيه وتجسد التفوق البشري - ولا يتسع المجال هنا للكثير ولكني سأسرد بعض المقاطع والأناشيد الاغريقيه الرائعه وخاصه فيما يتعلق بالحياة الانسانيه وما يتعلق بالرجل والمرأه –
يقول الشاعر هيسيودوس عن ربات الفنون :
( دعنا نبدأ في أغنية ربات الفنون ساكنات الهيليكون اللائي يملكن جبل الهوليكون العظيم والمقدس – ويرقصن باقدامهن الناعمه حول النبع القرمزي وحول مذبح زيوس القدير – فبعد أن اغتسلن في مياه بيرميسوس أو نبع هيبوس أو اوليمبوس المقدس قمن برقصات ساحره ورشيقه فوق قمة الهيليكون ثم انسابت خطاهن وعلى الأقدام انتقلن من ذلك المكان ليلا يلفهن هواء كثير وسرن الواحده تلو الأخرى وهن يغنين بصوتهن الرخيم ويبتهلن الى زيوس لابس الدرع ايجيس وهيرا ملكة السماء والأرض )
يرى الشاعر الكبير هوميروس أن حب الصداقة ضروريا لتدعيم فكرة البطوله لكن الحب العاطفي مدمر لها – يدين هوميروس الزنا ويسمو بالحب العائلي الى اسمى درجات التمجيد فقد جاء في الالياذه على لسان اندروماخي زوجة البطل هكتور تقول – ( انت يا هكتور بالنسبة لي أبي وأمي الجميله – أنت ايضا زوجي واخي القوي ) فيرد عليها هكتور ( ان طرواده التي أضحي بحياتي من أجلها - لا أبي وأمي يرتفعون الى مستوى الألوهية التي تمثلينها بالنسبة لي ) – أما بينيلوبي فقد انتظرت اوديسيوس بطل الانتصارات في حرب طرواده عشرين عاما وهو الذي فضلها على كاليسبو التي عرضت عليه البقاء معها على ان تمنحه الخلود –اما حب كليتمنسترا الآثم لابن عم زوجها اجاممنون ذلك الحب الجامح الذي دفعها في النهاية لقتل الأخير بعد عودته من طرواده منتصرا فقد لقي الادانه السافره والشديده من هوميروس ---
وياتي الحياء في الشعر الاغريقي من خلال هذه المقطوعه حيث قال لها وردت عليه -
( أي سافو !! أيتها المقدسة ! يا ذات الشعر البنفسجي والبسمة العذبه اني أتلهف للحديث اليك بيد أن الحياء يمنعني )
الكايوس
( كانت الرغبة في قلبك من أجل الخير والجمال فحسب وان كان لسانك عفا لم ينبس ببنت شفة خبيثه فان الحياء لن يحجب عني بريق عينيك سافو)
عن المرأة يقول الشاعر هيسيودوس
( ان المرء ما استفاد قط خيرا من زوجة صالحه وما أصابه قط اسوأ من زوجة طالحه فهي لعنة قاتله )
أما الشاعر يوريبيديس فيقول رأيه في المرأه -
( على الرجل العاقل أن يأوي في بيته زوجه نافعه وطيبه والا فعليه الا يتزوج قط)
أما الشاعر سيمونيديس فيقول عن المرأه في هذه الابيات
في يوم تجدها مفعمه بالضحك – متالقه
وقد يراها غريب بالمنزل فيمتدحها قائلا
لا وجود لسيدة أروع
ولا أحلى على وجه الأرض منها
وفي يوم آخر قد يكون من العسير الاقتراب منها
أو حتى القاء نظرة عليها – فهي مجنونه
انها ثائره لا يمكن لأحد قط أن يهدأ من روعها
صخره تتحطم عليها جهود الأعداء والاصدقاء
وهي أحيانا كالبحر الراقد في هدوء لطيف
معظم أيام الصيف حيث يتمتع بها البحاره
بلا حدود – ولكنها سرعان ما تنقلب الى الجنون
فتكتسح كل شئ أمامها بموجاتها العارمه المتلاطم
أما الشاعر اناكريون فيقول في غناء الولائم
بالنسبة للانسان تأتي الصحة أولا فهي أفضل الممتلكات
وبعدها ثانيا ان يولد جميل القسمات
وثالثا الثروه التي يكسبها بشرف
ورابعا أيام الشباب يقضيها في متعه مع الصحاب
أما سيمونيديس فيحكي في هذه المرثيه والتي عرفت بأسطورة دانائي والتي عندما ولدت بيرسيوس وضعته في صندوق وألقت به في البحر اذ يقول على لسانها :-
عندما هبت الرياح عاصفة
على الصندوق المنحوت
ألقى البحر في قلبها الخوف والاضطراب
حيث وجناتها مبلله لم تجف بعد
لفت بيد الحنان طفلها بيرسيوس
وقالت له يا بني يا له من ألم
نعم الألم الذي يعتصرني أما أنت فنم
بقلبك نبع الطفوله
نم في هذا الصندوق القارب
انك لا تعبأ بهذه المياه المالحه ولا باعماقها الداكنه
اني آمرك أن تنام يا بني
وأن تدخل النعاس الى جفون اليم نفسه
والى جنون الألم الذي لا حد له
أما يوربيديس فيتحدث عن الزوجة الوفيه على لسان أندروماخي في الطرواديات
( سواء اكان هناك ما يؤخذ على الزوجه ام لا فان مجرد تغيبها عن البيت يجلب في اثره سمعة سيئه – وهكذا فانني تخليت عن اية رغبة في فعل ذلك – وبقيت دائما في بيتي – كما لم اسمح لنفسي بالنميمه الخبيثة التي تعشقها النساء- وانما رضيت بان يكون لي عقل راجح لا يحكي الا الحكاية الصادقه – واحتفظت بلساني صامتا وبعيني خفيضه امام زوجي – وكنت اعي جيدا متى يجوز لي ان اغلب زوجي ومتى ينبغي علي ان اخضع له وهويغلبني )
وفي مسرحية أندروماخي تقول مخاطبة هيرميوني الزوجه الفاشله –
( انها ليست عقاقيري السحريه التي تجعل زوجك يكرهك – بل انه لفشلك انت في ان تثبتي انك عون له – هنا يكمن سر الحب الوحيد – لا -- ليس الجمال يا سيدتي – بل هي التصرفات الفاضله التي تكسب قلوب أزواجنا -- )
شذرات من الأدب الاغريقي
يعتبر الأدب الاغريقي أدبا عالميا وانسانيا خالدا – انه يتعامل مع مشاكل الانسان في كل زمان ومكان ويتطرق الى المشاكل المتعلقة بالوجود الانساني نفسه – حتى ان أشعار هوميروس صارت بثابة كتابات مقدسة توجز جوهر المعرفه الانسانيه وتجسد التفوق البشري - ولا يتسع المجال هنا للكثير ولكني سأسرد بعض المقاطع والأناشيد الاغريقيه الرائعه وخاصه فيما يتعلق بالحياة الانسانيه وما يتعلق بالرجل والمرأه –
يقول الشاعر هيسيودوس عن ربات الفنون :
( دعنا نبدأ في أغنية ربات الفنون ساكنات الهيليكون اللائي يملكن جبل الهوليكون العظيم والمقدس – ويرقصن باقدامهن الناعمه حول النبع القرمزي وحول مذبح زيوس القدير – فبعد أن اغتسلن في مياه بيرميسوس أو نبع هيبوس أو اوليمبوس المقدس قمن برقصات ساحره ورشيقه فوق قمة الهيليكون ثم انسابت خطاهن وعلى الأقدام انتقلن من ذلك المكان ليلا يلفهن هواء كثير وسرن الواحده تلو الأخرى وهن يغنين بصوتهن الرخيم ويبتهلن الى زيوس لابس الدرع ايجيس وهيرا ملكة السماء والأرض )
يرى الشاعر الكبير هوميروس أن حب الصداقة ضروريا لتدعيم فكرة البطوله لكن الحب العاطفي مدمر لها – يدين هوميروس الزنا ويسمو بالحب العائلي الى اسمى درجات التمجيد فقد جاء في الالياذه على لسان اندروماخي زوجة البطل هكتور تقول – ( انت يا هكتور بالنسبة لي أبي وأمي الجميله – أنت ايضا زوجي واخي القوي ) فيرد عليها هكتور ( ان طرواده التي أضحي بحياتي من أجلها - لا أبي وأمي يرتفعون الى مستوى الألوهية التي تمثلينها بالنسبة لي ) – أما بينيلوبي فقد انتظرت اوديسيوس بطل الانتصارات في حرب طرواده عشرين عاما وهو الذي فضلها على كاليسبو التي عرضت عليه البقاء معها على ان تمنحه الخلود –اما حب كليتمنسترا الآثم لابن عم زوجها اجاممنون ذلك الحب الجامح الذي دفعها في النهاية لقتل الأخير بعد عودته من طرواده منتصرا فقد لقي الادانه السافره والشديده من هوميروس ---
وياتي الحياء في الشعر الاغريقي من خلال هذه المقطوعه حيث قال لها وردت عليه -
( أي سافو !! أيتها المقدسة ! يا ذات الشعر البنفسجي والبسمة العذبه اني أتلهف للحديث اليك بيد أن الحياء يمنعني )
الكايوس
( كانت الرغبة في قلبك من أجل الخير والجمال فحسب وان كان لسانك عفا لم ينبس ببنت شفة خبيثه فان الحياء لن يحجب عني بريق عينيك سافو)
عن المرأة يقول الشاعر هيسيودوس
( ان المرء ما استفاد قط خيرا من زوجة صالحه وما أصابه قط اسوأ من زوجة طالحه فهي لعنة قاتله )
أما الشاعر يوريبيديس فيقول رأيه في المرأه -
( على الرجل العاقل أن يأوي في بيته زوجه نافعه وطيبه والا فعليه الا يتزوج قط)
أما الشاعر سيمونيديس فيقول عن المرأه في هذه الابيات
في يوم تجدها مفعمه بالضحك – متالقه
وقد يراها غريب بالمنزل فيمتدحها قائلا
لا وجود لسيدة أروع
ولا أحلى على وجه الأرض منها
وفي يوم آخر قد يكون من العسير الاقتراب منها
أو حتى القاء نظرة عليها – فهي مجنونه
انها ثائره لا يمكن لأحد قط أن يهدأ من روعها
صخره تتحطم عليها جهود الأعداء والاصدقاء
وهي أحيانا كالبحر الراقد في هدوء لطيف
معظم أيام الصيف حيث يتمتع بها البحاره
بلا حدود – ولكنها سرعان ما تنقلب الى الجنون
فتكتسح كل شئ أمامها بموجاتها العارمه المتلاطم
أما الشاعر اناكريون فيقول في غناء الولائم
بالنسبة للانسان تأتي الصحة أولا فهي أفضل الممتلكات
وبعدها ثانيا ان يولد جميل القسمات
وثالثا الثروه التي يكسبها بشرف
ورابعا أيام الشباب يقضيها في متعه مع الصحاب
أما سيمونيديس فيحكي في هذه المرثيه والتي عرفت بأسطورة دانائي والتي عندما ولدت بيرسيوس وضعته في صندوق وألقت به في البحر اذ يقول على لسانها :-
عندما هبت الرياح عاصفة
على الصندوق المنحوت
ألقى البحر في قلبها الخوف والاضطراب
حيث وجناتها مبلله لم تجف بعد
لفت بيد الحنان طفلها بيرسيوس
وقالت له يا بني يا له من ألم
نعم الألم الذي يعتصرني أما أنت فنم
بقلبك نبع الطفوله
نم في هذا الصندوق القارب
انك لا تعبأ بهذه المياه المالحه ولا باعماقها الداكنه
اني آمرك أن تنام يا بني
وأن تدخل النعاس الى جفون اليم نفسه
والى جنون الألم الذي لا حد له
أما يوربيديس فيتحدث عن الزوجة الوفيه على لسان أندروماخي في الطرواديات
( سواء اكان هناك ما يؤخذ على الزوجه ام لا فان مجرد تغيبها عن البيت يجلب في اثره سمعة سيئه – وهكذا فانني تخليت عن اية رغبة في فعل ذلك – وبقيت دائما في بيتي – كما لم اسمح لنفسي بالنميمه الخبيثة التي تعشقها النساء- وانما رضيت بان يكون لي عقل راجح لا يحكي الا الحكاية الصادقه – واحتفظت بلساني صامتا وبعيني خفيضه امام زوجي – وكنت اعي جيدا متى يجوز لي ان اغلب زوجي ومتى ينبغي علي ان اخضع له وهويغلبني )
وفي مسرحية أندروماخي تقول مخاطبة هيرميوني الزوجه الفاشله –
( انها ليست عقاقيري السحريه التي تجعل زوجك يكرهك – بل انه لفشلك انت في ان تثبتي انك عون له – هنا يكمن سر الحب الوحيد – لا -- ليس الجمال يا سيدتي – بل هي التصرفات الفاضله التي تكسب قلوب أزواجنا -- )