الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الكلمة عند سمير التميمي بقلم:رائد الحواري

تاريخ النشر : 2019-07-28
الكلمة عند سمير التميمي بقلم:رائد الحواري
الكلمة عند سمير التميمي
هناك شعراء تُكتبهم القصيدة، فيكونوا (أسرى) لها، فنجد كلمات بعينها حاضرة في القصيدة، تخدم الحالة/الظرف/الفكرة التي نضجت (وحان قطافها) تتبعت أكثر من قصيدة ضمن "طقوس قابلة للتأويل" فوجدت أن الكلمات التي يستخدمها الشاعر لا تخرج عن فكرة/حالة القصيدة، ففي قصيدة "سكين على رقبة وقتي" نجد مجموعة ألفاظ لها علاقة بالسكين، منها "تسيل، دمه، الوجع، شهود، يحتمل، الانتظار، بالألم، فاهتز السكين، يسل، الدم" الملفت للنظر أن فاتحة القصيدة:
"ولا تسيل دمه فيستريح"
وخاتمتها: "فاهتزت السكين
ولم يسل الدم" جاءت قاسية، وكأن الشاعر لم يكتف بسواد الفاتحة، فأراد تأكيد استمراريته في الخاتمة، ووحدة الفاتحة والخاتمة نجدها في حرف النفي "لا" المكرر في:
"لا تتركه ينام في حضن الورد
ولا تسيل دمه فيستريح"
وحرف الجزم "لم" في الخاتمة:
"ولم يسل الدم"
ونجد العلاقة بين الفاتحة والخاتمة من خلال حديثه في الفاتحة عن المرأة وفي الخاتمة عن الطفل:
"طفل صغير
رأى المشهد وضحك
فاهتزت السكين
ولم يسل الدم"
، فكلاهما يمنح السكينة والأمل، وكلاهما ساهم بمنع سيل الدم، لهذا نقول أن وحدة القصيدة كاملة ومنسجمة.
لكن متن القصيدة يتحدث عن أربعة مشاهد، الأول متعلق بالحدث:
"لا تتركه ينام في حضن الورد
ولا تسيل دمه فيستريح
والوجد يبني مساحات شاسعة
من الوجع"
يستوقفنا فعل الأمر "لا تتركيه" الموجهة إلى امرأة/أنثى، فهي أنثى رقيقة فمن أين لها أن تسيل دمه ولا تتركه ينام؟، وهذا ما يجعلنا نقول أن العقل الباطن للشاعر استحضر الأنثى/المرأة لتخفف من وطأة العنوان: "سكين على رقبة وقتي" فالحدث متعلق بالشاعر وبالسكين على رقبته، لهذا دفعه العقل الباطن للاحتماء بالمرأة، ولهذا نجد بعد فعل الأمر "لا تتركيه" يستخدم ألفاظ بيضاء "حضن الورد" الذي جاء بأثر حضور المرأة.
بعدها يأتي مشهد متعلق بشهود عيان:
"قال شهود عيان :
كيف له ان يحتمل كل هذا الانتظار؟"
يستوقفنا الجمع في "شهود عيان" حيث جاء الحديث في البداية متعلق بالمفرد/المرأة الأنثى، وهذا يعطي فكرة كثرة من يشاهدون الدم/القسوة/تألم الآخرين، فهم متعاطفون مع الضحية، لكنهم لا يقمون بأي فعل لحمايتها من السكين والدم الذي يسيل.
الحدث الثالث متعلق بعابر سبيل:
"وقال عابر سبيل:
سأجلس متكئاً على حلمي
واذب الفراشات
حتى لا تسطلي بالألم"
وهو مفرد، كحال المرأة، لكنه فاعل من خلال "سأجلس، وأذب، حتى لا تسطلي" أكثر من "شهود عيان" الذين اكتفوا بالتعاطف فقط، واعتقد ان الشاعر انحاز لموقف عابر السبيل عندما استخدم "متكئا، حلمي، الفراشات" فهذا الألفاظ البياض تشير إلى انحياز الشاعر لموقف "عابر سبيل" وكما أن نجد أثر الأفعال "سأجلس، وأذب، حتى لا تسطلي" التي قام بها عابر سبيل من خلال: "حتى لا تسطلي بالألم"
والحدث الرابع متعلق بالطفل الذي رأى:
"طفل صغير
رأى المشهد وضحك
فاهتزت السكين
ولم يسل الدم"
لمثير فذ هذا المشهد أن الأثر الروي/المعنوي/النفسي الذي تركته "ضحكة الطفل" تجاوز المرأة شاهدي العيان، عابر السبيل، وهذا ما كان ليأتي/ليكون لو ان الشاعر استخدم حالة الوعي، فكان الأولى أن تتغلب المشاهد الثلاث السابقة على الطفل، لكن العقل الباطن وحالة اللاوعي هي من جعلت الضحكة تزيل السكين وتمحو المشهد وتزيله.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس.
وهاك قصيدة أخير تشير إلى حالة (الأسر) التي يقع فيها الشاعر نجدها في "على جذع نخلة": والتي جاء فيها
" ١٥..
على جذع نخلة
رسمت قلبا
وكتبت
احبك
فتساقطَ عليَّ
رطبا جنيا
وشرقت بالعسل"
حجم البياض الناصع، وصفاء الالفاظ من الشوائب تجعل القصيدة مطلقة البياض: "رسمت، قلبا، وكتبت، أحبك، رطبا، جنيا، وشرقت، بالعسل" بحيث تجتمع الكلمة والمضمون في تقديم فكرة بيضاء، وقد يقول قائل أن "تساقط" فعل فيه القسوة، وهذا صحيح، لكن إذا ما ربطناه بالآية القرآنية من سورة مريم: " وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) نتأكد أن البياض هو المقصود "تساقط" والملفت للنظر أن الشاعر بدأ بفعل معنوي/روحي "أكتب" وانتهى بفعل حقيقي/مادي "تساقط رطبا، وشرقت بالعسل" وهذا الأمر نجده في ضحكة الطفل التي محت السكين والدم تماما، فهذا التناول للروحانيات/للجماليات يؤكد على أن الشاعر هو شاعر، لهذا يعطي الجمال أهمية أكبر من الفعل المادي.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف