عقارب الساعة ترتجف والليل يقترب ورجل عجوز يقف على نافذة ينظر لغروب الشمس يتامل السواد الآتي وكانت نظرته الحادة على تلك التلة
شجرتين من الزيتون كانت كافية لتزرف من عينيه بعض الدموع .. تلك الفتاة واقفة في منتصف التلة بين الشجرتين تلوح بيدها وغرتها التي تشبه ريح الشتاء تطير فوق جبينها وكأنها رماح تسكن صدره
قالت وهي ترتجف أتذكر يوم كنا في الحديقة المجاورة يوم كان الأمان قبل أن تاخذني تلك الشظايا كم كنا سعداء حين نبصر طفلا يركض خلف أمه مبتسما كم كنا في لهفة ننتظر الغد أتذكر بائع الحلوى ذاك البدين كم كنا نخدعه جاوبها بل اذكر بعد رحيلك ببضع شظايا طفل يركض باحثا عن جثة أمه أو طفل خائفا من الذهاب لمدرسته وهو يظن لحظة خروجه سياتي من يقطعه يا رجل اصمت ما هذا الحدث أتريد أن تتبعني عش حياتك لأجلي كن كغيرك يتبع مصلحته لا تحمل الأمور جدها كن مازحا منافقا ضالا كن ما شئت لكن لا تكن أنت
اضحكتني يا فتاة كيف أقابل ربي يوم مماتي هل اقول له مجتمعاتنا لا تسمح لي بالصدق أو اقول وضع بلدي يجبرني على النفاق والضلال أم اقول اخاف الموت وطفل أمام عيني يرمي حجارة على من ظلمه ليعيد حقه كيف اخاف الموت وطفل لا يخافه اقول لك شيء باختصار انظري للسماء تاملي وجه القمر ألا تبصرين كأنه يتكلم كأنه يقول خلقني واحد أحد كأنه يفشي لنجوم سر خوف العرب وما يضحكني أن العرب ينادوا أين العرب وأن العرب يقتلون العرب هل تعلمين من هم العرب وأين هم
آه العرب كل ما اعرفه عن العرب أنهم لا عرب فيهم سوى وجوها تهتم لجمالها واعيادا وابتسامات منافقة ومصالح وغيبة ونميمة وغرب بأكمله
آه يا عزيزي ماذا اقول لك عن هذه الأمة دعنا منها ولنرقص
لا تقولي شيء وخصري سندياني بليد لا يجيد الرقص يا فتاة ولا أصبحت هدافا يخبىء مجد أمته بركلته أنا بعض عتال يشيل مواجع الوطن والحال من بعضه والماء يجري كما كان
فلرب ماء يصير وردا في يوم من الأيام
كم مؤلمة الذكريات يوم رسمت على السماء عواصمي وعلى دروب الغيم أشلاء الحدود كانت نسائم الشوق ترميها متى شاءت على قلبي
ما بك صامتة هل رحلتي لقبرك
حسننا ساقول لك يا أنت يا طعم المشاعر في دمي يا نكهة الحلم المخبأ في نسيمات الوجود
ما حن هذا الخفق يوما للشذا لو لم تكوني إني احترقت ولم أصل
آه قد تذكرت أني لست عجوز مازلت بالعشرين من عمري وما هذا إلا لحظات طفولة عشناها قبل موتك...اسمعي
شقي القبر عن صدر لم اجد وطنا من الأوطان سواه يؤويني
أنا بردان .. أنا بردان فضميني
بقلم المبدع.. فاروق الابراهيم..
شجرتين من الزيتون كانت كافية لتزرف من عينيه بعض الدموع .. تلك الفتاة واقفة في منتصف التلة بين الشجرتين تلوح بيدها وغرتها التي تشبه ريح الشتاء تطير فوق جبينها وكأنها رماح تسكن صدره
قالت وهي ترتجف أتذكر يوم كنا في الحديقة المجاورة يوم كان الأمان قبل أن تاخذني تلك الشظايا كم كنا سعداء حين نبصر طفلا يركض خلف أمه مبتسما كم كنا في لهفة ننتظر الغد أتذكر بائع الحلوى ذاك البدين كم كنا نخدعه جاوبها بل اذكر بعد رحيلك ببضع شظايا طفل يركض باحثا عن جثة أمه أو طفل خائفا من الذهاب لمدرسته وهو يظن لحظة خروجه سياتي من يقطعه يا رجل اصمت ما هذا الحدث أتريد أن تتبعني عش حياتك لأجلي كن كغيرك يتبع مصلحته لا تحمل الأمور جدها كن مازحا منافقا ضالا كن ما شئت لكن لا تكن أنت
اضحكتني يا فتاة كيف أقابل ربي يوم مماتي هل اقول له مجتمعاتنا لا تسمح لي بالصدق أو اقول وضع بلدي يجبرني على النفاق والضلال أم اقول اخاف الموت وطفل أمام عيني يرمي حجارة على من ظلمه ليعيد حقه كيف اخاف الموت وطفل لا يخافه اقول لك شيء باختصار انظري للسماء تاملي وجه القمر ألا تبصرين كأنه يتكلم كأنه يقول خلقني واحد أحد كأنه يفشي لنجوم سر خوف العرب وما يضحكني أن العرب ينادوا أين العرب وأن العرب يقتلون العرب هل تعلمين من هم العرب وأين هم
آه العرب كل ما اعرفه عن العرب أنهم لا عرب فيهم سوى وجوها تهتم لجمالها واعيادا وابتسامات منافقة ومصالح وغيبة ونميمة وغرب بأكمله
آه يا عزيزي ماذا اقول لك عن هذه الأمة دعنا منها ولنرقص
لا تقولي شيء وخصري سندياني بليد لا يجيد الرقص يا فتاة ولا أصبحت هدافا يخبىء مجد أمته بركلته أنا بعض عتال يشيل مواجع الوطن والحال من بعضه والماء يجري كما كان
فلرب ماء يصير وردا في يوم من الأيام
كم مؤلمة الذكريات يوم رسمت على السماء عواصمي وعلى دروب الغيم أشلاء الحدود كانت نسائم الشوق ترميها متى شاءت على قلبي
ما بك صامتة هل رحلتي لقبرك
حسننا ساقول لك يا أنت يا طعم المشاعر في دمي يا نكهة الحلم المخبأ في نسيمات الوجود
ما حن هذا الخفق يوما للشذا لو لم تكوني إني احترقت ولم أصل
آه قد تذكرت أني لست عجوز مازلت بالعشرين من عمري وما هذا إلا لحظات طفولة عشناها قبل موتك...اسمعي
شقي القبر عن صدر لم اجد وطنا من الأوطان سواه يؤويني
أنا بردان .. أنا بردان فضميني
بقلم المبدع.. فاروق الابراهيم..