
معركة ذي قار والتفكير خارج الصندوق
لعل المتأمل في أحداث التاريخ يجد دروساً وعبراً مدعاة لسبر غورها ، واستكشاف ما وراءها من حقول معرفية وربط بالمعارف على اختلاف مقاصدها ، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على أثر الترجمة في إيصال الرسائل المترجمة من لغة المصدر إلى الهدف في أسباب معركة ذي قار، فالمعركة شب إوراها ، واضطرمت نيرانها من خلال نقل غير دقيق للمعلومات أو الرسائل من جراء ترجمة غير موفقة ، وبدأت قصة المعركة من ثأر كان نشأ بين عدي بن زيد والنعمان بن المنذر، أودى بحياة عدي، ما دفع زيد ابنه إلى استصراخ كسرى للأخذ بالثأر ، وقد كانت القصة التاريخية على النحو الآتي: توجه زيد بن عدي إلى كسرى ، ليعمل خادم خدم كسرى ، وقد طلب إلى كسرى أن يرتقي في منصبه من خادم خدم كسرى إلى خادم لكسرى، ولكنه لقي رفضاً من كسرى ؛لأن مكانة خدم كسرى وهم من أبناء جلدته أعلى من مكانة خادم خدم كسرى، وبعبارة أخرى خادم خدم كسرى عربي ، ولا يتساوى عربي وفارسي.
ولما كان النعمان بن المنذر عاملاً على الحيرة تحت إمرة كسرى ، فقد استغل زيد هذه الميزة ، وراح ينبش في دفاتر الفرس؛ ليجد وثيقة تصف جمال النساء العربيات من العيون النجل والوضاحة والوسامة ...، فتسلل إلى كسرى ودفع إليه الوثيقة ، وما إن فض كسرى خاتمها حتى أوعز إلى أحد بطانته للذهاب إلى الحيرة وإيصال رسالة له مفادها أن كسرى ينوي مصاهرتكم في ابنتك أو اختك ، أو ابنة أختك ...
غبار كثيف ، وجلبه خيمت على أرض الحيرة من جراء صولات الخيل وصهيلها ، فاستقبل النعمان الوفد ، ورحب به وأدناه مجلساً ، ثم قال له : ما وراءكم ؟
قال المبعوث من كسرى : سأتلو على مسامعكم رسالة كسرى .
فقال النعمان : ما في مها السواد ، وعين فارس ما يبلغ كسرى بها حاجته؟
فقال المبعوث: ترجم لنا ما يقصده من المها ، والعين .
فلما ترجمت له تلك الكلمتان على أنهما : ( كاوان) ، أي بقرتان، ففهم من جمله النعمان أنها مسبة ولا تليق بكسرى ، وكانت ترجمتها على عكس ثقافتها العربية ، أي ألا يوجد في فارس بقر يقضي منها كسرى وطره، وعندما أبرقت الجملة إلى كسرى استشاط غضباً وقرر أن يدق طبول الحرب لتأديب النعمان ، ودارت رحى الحرب ولم تضع أوزارها حتى مني كسرى بهزيمة نكراء سجلتها كتب التاريخ بيوم ذي قار.
ولا ندخل في التفاصيل فالتاريخ خصص لها مساحة في مراجعه ، وأشبعها شرحاً وتعليقاً ، ونقداً ، ما يهمنا أن نفكر خارج الصندوق من خلال كلمة ( كاو ) التي تعني بقرة ، لنجد أن اللغة الإنجليزية قد استعارتها لتجعلها باللفظ نفسه في لغتها ، فكلمة ( كاو ) هي نفسها باللغة الإنجليزية ( كاو) ، وبالتالي نجد تأصيل الكلمة من الفارسية ، واللغة الإنجليزية بها كلمات كثيرة من أصول عربية ، وشرقية ، والدراسات السامية والشرقية تكشف عن هذه الكلمات وهي كثيرة ، تستدعي من متعلم الإنجليزية الربط بين الصوت الإنجليزي والصوت العربي أو الشرقي ليجد التقارب بين الصوتين ، ومن ثم يؤصل المفردات وينتصر للأصل بعد ذلك في علم اللغة التأصيلي أو التأثيلي.
لعل المتأمل في أحداث التاريخ يجد دروساً وعبراً مدعاة لسبر غورها ، واستكشاف ما وراءها من حقول معرفية وربط بالمعارف على اختلاف مقاصدها ، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على أثر الترجمة في إيصال الرسائل المترجمة من لغة المصدر إلى الهدف في أسباب معركة ذي قار، فالمعركة شب إوراها ، واضطرمت نيرانها من خلال نقل غير دقيق للمعلومات أو الرسائل من جراء ترجمة غير موفقة ، وبدأت قصة المعركة من ثأر كان نشأ بين عدي بن زيد والنعمان بن المنذر، أودى بحياة عدي، ما دفع زيد ابنه إلى استصراخ كسرى للأخذ بالثأر ، وقد كانت القصة التاريخية على النحو الآتي: توجه زيد بن عدي إلى كسرى ، ليعمل خادم خدم كسرى ، وقد طلب إلى كسرى أن يرتقي في منصبه من خادم خدم كسرى إلى خادم لكسرى، ولكنه لقي رفضاً من كسرى ؛لأن مكانة خدم كسرى وهم من أبناء جلدته أعلى من مكانة خادم خدم كسرى، وبعبارة أخرى خادم خدم كسرى عربي ، ولا يتساوى عربي وفارسي.
ولما كان النعمان بن المنذر عاملاً على الحيرة تحت إمرة كسرى ، فقد استغل زيد هذه الميزة ، وراح ينبش في دفاتر الفرس؛ ليجد وثيقة تصف جمال النساء العربيات من العيون النجل والوضاحة والوسامة ...، فتسلل إلى كسرى ودفع إليه الوثيقة ، وما إن فض كسرى خاتمها حتى أوعز إلى أحد بطانته للذهاب إلى الحيرة وإيصال رسالة له مفادها أن كسرى ينوي مصاهرتكم في ابنتك أو اختك ، أو ابنة أختك ...
غبار كثيف ، وجلبه خيمت على أرض الحيرة من جراء صولات الخيل وصهيلها ، فاستقبل النعمان الوفد ، ورحب به وأدناه مجلساً ، ثم قال له : ما وراءكم ؟
قال المبعوث من كسرى : سأتلو على مسامعكم رسالة كسرى .
فقال النعمان : ما في مها السواد ، وعين فارس ما يبلغ كسرى بها حاجته؟
فقال المبعوث: ترجم لنا ما يقصده من المها ، والعين .
فلما ترجمت له تلك الكلمتان على أنهما : ( كاوان) ، أي بقرتان، ففهم من جمله النعمان أنها مسبة ولا تليق بكسرى ، وكانت ترجمتها على عكس ثقافتها العربية ، أي ألا يوجد في فارس بقر يقضي منها كسرى وطره، وعندما أبرقت الجملة إلى كسرى استشاط غضباً وقرر أن يدق طبول الحرب لتأديب النعمان ، ودارت رحى الحرب ولم تضع أوزارها حتى مني كسرى بهزيمة نكراء سجلتها كتب التاريخ بيوم ذي قار.
ولا ندخل في التفاصيل فالتاريخ خصص لها مساحة في مراجعه ، وأشبعها شرحاً وتعليقاً ، ونقداً ، ما يهمنا أن نفكر خارج الصندوق من خلال كلمة ( كاو ) التي تعني بقرة ، لنجد أن اللغة الإنجليزية قد استعارتها لتجعلها باللفظ نفسه في لغتها ، فكلمة ( كاو ) هي نفسها باللغة الإنجليزية ( كاو) ، وبالتالي نجد تأصيل الكلمة من الفارسية ، واللغة الإنجليزية بها كلمات كثيرة من أصول عربية ، وشرقية ، والدراسات السامية والشرقية تكشف عن هذه الكلمات وهي كثيرة ، تستدعي من متعلم الإنجليزية الربط بين الصوت الإنجليزي والصوت العربي أو الشرقي ليجد التقارب بين الصوتين ، ومن ثم يؤصل المفردات وينتصر للأصل بعد ذلك في علم اللغة التأصيلي أو التأثيلي.