إِنَّهُ لِتحدٍّ صعب أن تولد كفتاة في مجتمعٍ عربيّ، أن توضع في إطار شرقيٍّ ضيّق تفرضه عليك عادات وتقاليد لا تمت لشريعةٍ بصلة، مجرد قواعد وضعتها رؤوس الجاهلية في قلوب أجيال متعاقبة، الداعي للسخرية هنا أن من يرسخ في الأجيال تلك المبادئ المقيتة هنَّ النساء أنفسهنّ، أنثى شرقية رضيت أن تعيش في قفصٍ لطالما امتلكت مفتاحه في قلوبِ أولادها، شرقيّةٍ اقتنعت أنّها تستحق أن تسلب من أبسطِ حقوقها لمجرد أنها إمرأة، رضيت أن تكون الخادمة والجارية، محطة لتفريغ الغضب والشهوة، لماذا نطلق العنان لرجل متمرد يظن نفسه بطل قادرٌ على السيطرة بعد أن ملّكناه زمام الأمور؟ لماذا لا نلجم لسانه الحاد الشحيح؟ لماذا لا نحرق برجه العاجيّ؟ باتَ حتى اسمنا عورة من العيب النطق بها أمام الناس وهذا الرسول يسأل عن أحب الناس إليه فيجيب بملئ فاه : عائشة، قد آن الأوان أن نكسر ذلك الإطار السخيف الذي حصرت به بنات حواء من العرب، حان الوقت لنطالب بِرَدِّ ما أعطتنا إياه الشريعة من حقوق وحرمتنا منه الأعراف، فنحن لسنا نصف المجتمع نحن المجتمع بأسره.
بقلم المبدعة ملاك بني احمد
بقلم المبدعة ملاك بني احمد