- خيانة الجنّة.
"ولدي، فلذة كبِدي، يا من خُنت عهد اللّه بِالبر، ولدي هو الوجع الذي خلقه اللّه من صُلبي !
ولدي قعيد أنا وحبيس جسدي، طريح الفراش حتى أن اللّه أنبت الأزهار تحت قدمي ولكنّك أذبلتها يا ولدي، مُقعد إحساس الحُب والمشاعر أنت وأنا الذي أتلّهف لِرؤيتك، انتظر طيفكَ كُلّ يوم لِيمرّ حُبّاً ويحييني.
ألِفتُ دار رعاية المسنين التي ألقيت بي بها، ألِفتُ وجع جسدي المُميت، ألِفتُ النّار التي تندلع في أوردتي، ألِفتُ وقوف دقات قلبي مرّات عديدة لِتُعلن النّهاية، ولكنّني لازلت عاجز أمام وجع الروح، روحي التي عذبتها بِهجرانك وعقوقك ولكنّ الروح لم تستنجد إلا بِكَ يا ولدي، وأنت الذي انتزعت قلبي من صدري والقيته في غياهب الألم.
خيانتكَ لي صوّرتها بِالتخلّي، وأنا الذي أُصغي لقلبي الجريح الذي سكنت في عظام جُدرانه المُهترئة هشاشة الرّوح، قلبي الذي عانق الوجع طوال سنين عِجاف، أُصغي لِصوته الذي يأبى أن يتركك في ذلك الركن المهجور من مكنونه، يأبى وبشدّة أن يتركك في الظلام، وكيف لا وأنت ابنه الذي لطالما تشبّث بيدي لِنخرج سوياً؟
كيف لا وأنتَ الطفل الذي كان يناديني بِصوته الملئ بِالحب فَيبعث بِصوته الروح في روحي؟
كيف لا وأنت الذي كانت تُربِكه ترنّيمة حُبي التي كنت أُرتّلها لكَ حتى تغفو بِقلبي وتنام؟
لقد أشعلت الشيب في قلبي قبل أن يشيب رأسي وملئت روحي بِتجاعيد الزّمن، فمن ذا الذي اذاب جليد الفِطرة في قلبك وهدّم أسوار الرحمة؟
ما يؤلمني حقاً هو أنك لا زِلتَ عالقٌ فيني بِرائحتك وصوتك وتفاصيل ملامحك، لازلت عالق في ذاكرتي !
رائحتك تؤثث بيت السلام في ذاكرتي الوردية، صوتك يثري الحب في جوفي ويُزهر الياسمين فيه، ووجهك البرئ يُضفي السعادة والراحة على وجنتيّ المُتزينة بِالتجاعيد.
لكنني أبحث عن وجهك في طيّات وجوه الناس أجمعين ولا أجدك، أبحث عن رائحتك في صحراء الجفاء ولا اشتمها إلا في داخلي، أبحث عن بُحّات صوتك ولا أجدها وكأنني أصمّ خُلق ولا يزال ينتظر أن يتراقص على نغم الحياة.
ولدي حتى كلماتي توقفت عن الإنجاب، عاجزٌ بِكل لاوعيي عن البوح، أسير الذكريات السوداوية وأسير تفاصيل خيانتك السرمديّة، لقد جعلتني احتسي الوجع بِكل مرارة، فَهلّا حررتني؟
ولدي قلبي المنهك يتساءل اسئلة مقيتة باستمرار وهو يعتصر ألماً: ما ضُرّك لو عانقتني تحت وطأة البر؟
هل ستأتي يوماً لِتهدّم بيوت الحزن والألم القابعة في صدري؟
هل سيستقيم انحناء قلبي الذي أوشك على السقوط في بحر الظلمات؟
هل سيهفو قلبكَ إليّ يوماً ما؟
نعم يا أبتِ، لقد عانقتك بِشدّة ولكن بعد أن جاء ملك الموت ليحمل روحك إلى ربّ السماء.
نعم يا أبتِ، لقد قبّلت وجنتيك ووشحّت رأسك المُشتعل شيباً ولكن بعد أن فات الأوان وكان قد بلغ النّدم منّي عِتياً.
أبي لقد ضممت قلبك الذي كان يضخّ حُبّاً وسلاماً بين كفيّ وخبّأته في صدري حتى أنني اسقيته من دموع روحي المُتآكلة.
أبي خائنٌ أنا وعاقّ، أنا ذو العقل العقيم، ذو القلب المُهترئ الذي غلّق أبواب الحُبّ والرحمة، أنا الذي اقترفت الخطيئة العُظمى.
أبي لقد عاهدتُ اللّه وأعاهدك أنني سأتخذّ مِحرابي كُل ليلة لأصلّي وأرجو الرّب غُفرانه، ستتسلل من قلبي إلي لساني: "السلام علينا وعلى عِباد اللّه"
عِبادك نحن يا ربّ العِباد، فَالغفران لي يا اللّه والسلام لِروحكَ يا أبي. "
"ولدي، فلذة كبِدي، يا من خُنت عهد اللّه بِالبر، ولدي هو الوجع الذي خلقه اللّه من صُلبي !
ولدي قعيد أنا وحبيس جسدي، طريح الفراش حتى أن اللّه أنبت الأزهار تحت قدمي ولكنّك أذبلتها يا ولدي، مُقعد إحساس الحُب والمشاعر أنت وأنا الذي أتلّهف لِرؤيتك، انتظر طيفكَ كُلّ يوم لِيمرّ حُبّاً ويحييني.
ألِفتُ دار رعاية المسنين التي ألقيت بي بها، ألِفتُ وجع جسدي المُميت، ألِفتُ النّار التي تندلع في أوردتي، ألِفتُ وقوف دقات قلبي مرّات عديدة لِتُعلن النّهاية، ولكنّني لازلت عاجز أمام وجع الروح، روحي التي عذبتها بِهجرانك وعقوقك ولكنّ الروح لم تستنجد إلا بِكَ يا ولدي، وأنت الذي انتزعت قلبي من صدري والقيته في غياهب الألم.
خيانتكَ لي صوّرتها بِالتخلّي، وأنا الذي أُصغي لقلبي الجريح الذي سكنت في عظام جُدرانه المُهترئة هشاشة الرّوح، قلبي الذي عانق الوجع طوال سنين عِجاف، أُصغي لِصوته الذي يأبى أن يتركك في ذلك الركن المهجور من مكنونه، يأبى وبشدّة أن يتركك في الظلام، وكيف لا وأنت ابنه الذي لطالما تشبّث بيدي لِنخرج سوياً؟
كيف لا وأنتَ الطفل الذي كان يناديني بِصوته الملئ بِالحب فَيبعث بِصوته الروح في روحي؟
كيف لا وأنت الذي كانت تُربِكه ترنّيمة حُبي التي كنت أُرتّلها لكَ حتى تغفو بِقلبي وتنام؟
لقد أشعلت الشيب في قلبي قبل أن يشيب رأسي وملئت روحي بِتجاعيد الزّمن، فمن ذا الذي اذاب جليد الفِطرة في قلبك وهدّم أسوار الرحمة؟
ما يؤلمني حقاً هو أنك لا زِلتَ عالقٌ فيني بِرائحتك وصوتك وتفاصيل ملامحك، لازلت عالق في ذاكرتي !
رائحتك تؤثث بيت السلام في ذاكرتي الوردية، صوتك يثري الحب في جوفي ويُزهر الياسمين فيه، ووجهك البرئ يُضفي السعادة والراحة على وجنتيّ المُتزينة بِالتجاعيد.
لكنني أبحث عن وجهك في طيّات وجوه الناس أجمعين ولا أجدك، أبحث عن رائحتك في صحراء الجفاء ولا اشتمها إلا في داخلي، أبحث عن بُحّات صوتك ولا أجدها وكأنني أصمّ خُلق ولا يزال ينتظر أن يتراقص على نغم الحياة.
ولدي حتى كلماتي توقفت عن الإنجاب، عاجزٌ بِكل لاوعيي عن البوح، أسير الذكريات السوداوية وأسير تفاصيل خيانتك السرمديّة، لقد جعلتني احتسي الوجع بِكل مرارة، فَهلّا حررتني؟
ولدي قلبي المنهك يتساءل اسئلة مقيتة باستمرار وهو يعتصر ألماً: ما ضُرّك لو عانقتني تحت وطأة البر؟
هل ستأتي يوماً لِتهدّم بيوت الحزن والألم القابعة في صدري؟
هل سيستقيم انحناء قلبي الذي أوشك على السقوط في بحر الظلمات؟
هل سيهفو قلبكَ إليّ يوماً ما؟
نعم يا أبتِ، لقد عانقتك بِشدّة ولكن بعد أن جاء ملك الموت ليحمل روحك إلى ربّ السماء.
نعم يا أبتِ، لقد قبّلت وجنتيك ووشحّت رأسك المُشتعل شيباً ولكن بعد أن فات الأوان وكان قد بلغ النّدم منّي عِتياً.
أبي لقد ضممت قلبك الذي كان يضخّ حُبّاً وسلاماً بين كفيّ وخبّأته في صدري حتى أنني اسقيته من دموع روحي المُتآكلة.
أبي خائنٌ أنا وعاقّ، أنا ذو العقل العقيم، ذو القلب المُهترئ الذي غلّق أبواب الحُبّ والرحمة، أنا الذي اقترفت الخطيئة العُظمى.
أبي لقد عاهدتُ اللّه وأعاهدك أنني سأتخذّ مِحرابي كُل ليلة لأصلّي وأرجو الرّب غُفرانه، ستتسلل من قلبي إلي لساني: "السلام علينا وعلى عِباد اللّه"
عِبادك نحن يا ربّ العِباد، فَالغفران لي يا اللّه والسلام لِروحكَ يا أبي. "