
زعيم بالكوستيم
د.رائد ناجي
اشارة حمراء
لا تحتاج في بلد العُرب اوطاني على الاطلاق لمؤهلات علمية لكي تصبح مديرا وزعيما او صاحب منصب مرموق ومرّحبا بك من شريحة كبيرة من الناس – فالمظاهر خداعة-، فما عليك إلا أن تذهب إلى أقرب محل بيع ملابس الرجال، وإذا لم يكن لك خبرة في ملابس البدلات والكوستيمات، فاستعن بصديق على طريقة برنامج من سيربح المليون !!
وتذكر جيدا حين تختار القميص أن يكون مناسبا للون البدلة، ولا تنس ربطة العنق فاذا استطعت اجعلها من الالوان التي تشع وتراها النملة عن بعد 10 كلم، فمثلا الاحمر او الفسفوري الذي يضيء ليلا يناسب ما تطمح اليه.
معظم العاهات التي قابلتها اقصد المدراء هي كفقاعات رغوة لعبة الاطفال التي كنا نلعبها قديما، فنضع الماء مع قليل من الصابون داخل العلبة، ونبدأ بالنفخ لصناعة فقاعات تطير قليلا ثم تختفي، ولكن عندما كبرت ادركت أن معظم الذين يدعون المسؤولية اصحاب ربطات العنق الفسفوري او الاحمر او اي لون اخر، هم فقاعات يختفون بمجرد الاصطدام باي جسم حتى لو كان ليّناً.
هذه الفقاعات – عفوا المدراء- الذين يتباهون بمناصبهم وتجد أحدهم يحرص على تلميع جزمته قبل الخروج، ويقف ساعة امام المرآة على مبدأ المثل القائل "اشتدي يا ارض اشتدي ما عليك حدا قدي" ويدور حول نفسه وينظر إلى قميصه ويرتب الجاكيت، ويهتم بالشكليات والبروتوكولات لإخفاء الفقر العقلي والغباء اللامحدود طبعا إذا كان يملك عقلا أصلا !!!
فتخيل عندما يعتلي مؤسسات وسياسات بلاد العُرب أوطاني مثل هذه الفقاعات ماذا سيحدث؟ ستحرص كل فقاعة أن تبقي الوطن ماء وصابون لاستمرار حياة الفقاعة، ولكي تضمن أيضا استمرار انتاج الفقاعات لحفظ النسل من الانقراض.
وهذه الفقاعات ايضا ستطبق سياستها الفقاعية القائمة على الفراغ الهوائي الذي يملأ الفقاعة فستجد فقاعة مثلا خرجت امام الاعلام الفقاعي للإعلان عن مشروع فقاعي وعن تنمية فقاعية وعن احلام فقاعية وفي النهاية لنصل إلى دولة فقاعية وكل ما فيها فقاعة.
ما أسهل أن تصبح مديرا او مسؤولا في بلاد العرب أوطاني، فما عليك إلا أن تصبح فقاعة تحملها الأهواء والرياح أنى جرت، ويجب أن يكون عقلك فقاعيا فارغا من كل شيء بل هو في عطلة طويلة الأمد.
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جُهالهم سادو
د.رائد ناجي
اشارة حمراء
لا تحتاج في بلد العُرب اوطاني على الاطلاق لمؤهلات علمية لكي تصبح مديرا وزعيما او صاحب منصب مرموق ومرّحبا بك من شريحة كبيرة من الناس – فالمظاهر خداعة-، فما عليك إلا أن تذهب إلى أقرب محل بيع ملابس الرجال، وإذا لم يكن لك خبرة في ملابس البدلات والكوستيمات، فاستعن بصديق على طريقة برنامج من سيربح المليون !!
وتذكر جيدا حين تختار القميص أن يكون مناسبا للون البدلة، ولا تنس ربطة العنق فاذا استطعت اجعلها من الالوان التي تشع وتراها النملة عن بعد 10 كلم، فمثلا الاحمر او الفسفوري الذي يضيء ليلا يناسب ما تطمح اليه.
معظم العاهات التي قابلتها اقصد المدراء هي كفقاعات رغوة لعبة الاطفال التي كنا نلعبها قديما، فنضع الماء مع قليل من الصابون داخل العلبة، ونبدأ بالنفخ لصناعة فقاعات تطير قليلا ثم تختفي، ولكن عندما كبرت ادركت أن معظم الذين يدعون المسؤولية اصحاب ربطات العنق الفسفوري او الاحمر او اي لون اخر، هم فقاعات يختفون بمجرد الاصطدام باي جسم حتى لو كان ليّناً.
هذه الفقاعات – عفوا المدراء- الذين يتباهون بمناصبهم وتجد أحدهم يحرص على تلميع جزمته قبل الخروج، ويقف ساعة امام المرآة على مبدأ المثل القائل "اشتدي يا ارض اشتدي ما عليك حدا قدي" ويدور حول نفسه وينظر إلى قميصه ويرتب الجاكيت، ويهتم بالشكليات والبروتوكولات لإخفاء الفقر العقلي والغباء اللامحدود طبعا إذا كان يملك عقلا أصلا !!!
فتخيل عندما يعتلي مؤسسات وسياسات بلاد العُرب أوطاني مثل هذه الفقاعات ماذا سيحدث؟ ستحرص كل فقاعة أن تبقي الوطن ماء وصابون لاستمرار حياة الفقاعة، ولكي تضمن أيضا استمرار انتاج الفقاعات لحفظ النسل من الانقراض.
وهذه الفقاعات ايضا ستطبق سياستها الفقاعية القائمة على الفراغ الهوائي الذي يملأ الفقاعة فستجد فقاعة مثلا خرجت امام الاعلام الفقاعي للإعلان عن مشروع فقاعي وعن تنمية فقاعية وعن احلام فقاعية وفي النهاية لنصل إلى دولة فقاعية وكل ما فيها فقاعة.
ما أسهل أن تصبح مديرا او مسؤولا في بلاد العرب أوطاني، فما عليك إلا أن تصبح فقاعة تحملها الأهواء والرياح أنى جرت، ويجب أن يكون عقلك فقاعيا فارغا من كل شيء بل هو في عطلة طويلة الأمد.
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جُهالهم سادو