في مسيرتي إلى خبايا الزمان وبين عِتمة الأيام.....
رأيتُ من بعيد فتاة صغيرة مكومة في زاوية مظلمة بالكاد تُرى ،تُخبتئ بعيدة عن الجميع، تبكي بحرقة، صامتة ولكن أنين قلبها مسموع، تلتفت بين الحين والآخر لتتأكد أن لايراها أحد و ترفع رأسها للسماء وتتمت ببعض الكلمات الغير مسموعة ثم تعود إلى ندبها وحسرتها...
حدقتُ بها من بعيد، وسألت نفسي مابال فتاة بهذا العُمر، تبكي وكأنها ثَكلى، تختبئ وكأنها هاربة من عيونٍ قتلت طفولتها، يا الهي لماذا لاتبكي في حُضن والدتها، لماذا لا تُكوم جسدها الصغير في جُعبة الأيام الجميلة...
بدأتُ أسير نحوها ببطئٍ بعكس قلبي الذي كان سينفجر من تسارع نبضاته، لربما أستطيع مساعدتها، بدا لي صوتها أوضح، بدا أنينها كمن يحتضر على فراش الموت، لم أستطع سماع شيء من تمتماتها فقد كانت لاتقوى حتى على التنفس.
اقتربت أكثر، وضعت يدي على كتفها:هل استطيع المساعدة؟
فزعت، هربت وركضت بسرعة كبيرة كُدت أفقد أثرها لولا أني هرولت خلفها لأعلم من هي..
وإذا بها تسقط وتبقى كالجُثة الهامدة بلا أي حِراك..
هاقد عثرتُ عليكي الآن سأُساعدكِ حتماً ياصغيرتي لن أترككِ أبداً تبكين وحيدة...
نظرت إليها وأفسحت خصلات شعرها عن وجهها، ثم أنتفضتُ كمن صُعق بكهرباء...
يا إلاهي هذهِ..!!!
ه ذ هِ.... أمسكتُ بها بشدة وصرخت ماذا تفعلين هنا، ماذا حل بكِ، لا أُصدق ماتراه عيناه، كيف لفتاةٍ في عمرك أن تحمل كُل تِلك الهموم، من أين لكِ كُل تلك الدموع، من فعل بكِ هكذا؟
رميتها بكُل قوايي وهربت، ركضت إلى الخلاء أتخبط بين الأزقة من هول ما رأيت..
وإذا بفتاةٍ صغيرة أُخرى جميلة بشوشة الوجه، إبتسامتها ساحرة، تتراقص كالفراشة، تطير في السماء من الفرح..
هرولتُ إليها... أمسكتها بقوة كمن وجد فقيد بعد سنوات من مُر الغياب... تعالي إليَّ هذه أنا... تعالي تِلك الكئيبة لاتشبهني والله، عودي... أرجوكِ ،وصرخت حتى أدميتُ حُنجرني هذه أنا هذه أنااااااا، لم يلبث ثواني حتى تلاشت في الهواء، وكأنني أمسكتُ خيالاً ، تبعتها روحي، هلمت بالرحيل عني، ابتعدت ولوحت بيدها لي قائلة:لن أحتملكِ بعد الآن..
بكيتُ بحرقة تخلى عني الجميع، لم يحتملني أحد، حتى روحي، تلك التي عاهدت جسدى ألا تتخلى عنه مدة الحياة..
التفتُ على طَبطبات يد الجُثة على كتفي، تواسيني بمفقوديتي قائلة:لاتقلقي لن أترككِ وحيدة، اِخترقتني رُغماً عني، وأعلنتني ميتةٌ على سرير الكآبة مدى الحياة.....
يقلم المبدعة ..فاطمة الزهراء قلعه جي
رأيتُ من بعيد فتاة صغيرة مكومة في زاوية مظلمة بالكاد تُرى ،تُخبتئ بعيدة عن الجميع، تبكي بحرقة، صامتة ولكن أنين قلبها مسموع، تلتفت بين الحين والآخر لتتأكد أن لايراها أحد و ترفع رأسها للسماء وتتمت ببعض الكلمات الغير مسموعة ثم تعود إلى ندبها وحسرتها...
حدقتُ بها من بعيد، وسألت نفسي مابال فتاة بهذا العُمر، تبكي وكأنها ثَكلى، تختبئ وكأنها هاربة من عيونٍ قتلت طفولتها، يا الهي لماذا لاتبكي في حُضن والدتها، لماذا لا تُكوم جسدها الصغير في جُعبة الأيام الجميلة...
بدأتُ أسير نحوها ببطئٍ بعكس قلبي الذي كان سينفجر من تسارع نبضاته، لربما أستطيع مساعدتها، بدا لي صوتها أوضح، بدا أنينها كمن يحتضر على فراش الموت، لم أستطع سماع شيء من تمتماتها فقد كانت لاتقوى حتى على التنفس.
اقتربت أكثر، وضعت يدي على كتفها:هل استطيع المساعدة؟
فزعت، هربت وركضت بسرعة كبيرة كُدت أفقد أثرها لولا أني هرولت خلفها لأعلم من هي..
وإذا بها تسقط وتبقى كالجُثة الهامدة بلا أي حِراك..
هاقد عثرتُ عليكي الآن سأُساعدكِ حتماً ياصغيرتي لن أترككِ أبداً تبكين وحيدة...
نظرت إليها وأفسحت خصلات شعرها عن وجهها، ثم أنتفضتُ كمن صُعق بكهرباء...
يا إلاهي هذهِ..!!!
ه ذ هِ.... أمسكتُ بها بشدة وصرخت ماذا تفعلين هنا، ماذا حل بكِ، لا أُصدق ماتراه عيناه، كيف لفتاةٍ في عمرك أن تحمل كُل تِلك الهموم، من أين لكِ كُل تلك الدموع، من فعل بكِ هكذا؟
رميتها بكُل قوايي وهربت، ركضت إلى الخلاء أتخبط بين الأزقة من هول ما رأيت..
وإذا بفتاةٍ صغيرة أُخرى جميلة بشوشة الوجه، إبتسامتها ساحرة، تتراقص كالفراشة، تطير في السماء من الفرح..
هرولتُ إليها... أمسكتها بقوة كمن وجد فقيد بعد سنوات من مُر الغياب... تعالي إليَّ هذه أنا... تعالي تِلك الكئيبة لاتشبهني والله، عودي... أرجوكِ ،وصرخت حتى أدميتُ حُنجرني هذه أنا هذه أنااااااا، لم يلبث ثواني حتى تلاشت في الهواء، وكأنني أمسكتُ خيالاً ، تبعتها روحي، هلمت بالرحيل عني، ابتعدت ولوحت بيدها لي قائلة:لن أحتملكِ بعد الآن..
بكيتُ بحرقة تخلى عني الجميع، لم يحتملني أحد، حتى روحي، تلك التي عاهدت جسدى ألا تتخلى عنه مدة الحياة..
التفتُ على طَبطبات يد الجُثة على كتفي، تواسيني بمفقوديتي قائلة:لاتقلقي لن أترككِ وحيدة، اِخترقتني رُغماً عني، وأعلنتني ميتةٌ على سرير الكآبة مدى الحياة.....
يقلم المبدعة ..فاطمة الزهراء قلعه جي