
تبعات تبعات ... الحذر الحذر 26-7-2019
بقلم : حمدي فراج
أكيد ان هناك تبعات لما ستقوم به السلطة الفلسطينية من "وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب الاسرائيلي" ، وعلينا بالتالي أخذ حذرنا منه ، اهمها ما يتعلق بقضايا الحل الدائم ، من المرجح ان تبطش اسرائيل ببعضها و تتحايل في بعضها الاخر ، وأهمها قضية عودة اللاجئين ، إذ ستعمد الى إلغاء هذا الحق المقر امميا من خلال مثلا الغاء وكالة الغوث الدولية ، او تقليص عدد اللاجئين من ستة ملايين الى بضعة الاف ممن ظلوا على قيد الحياة منذ لجوئهم في عام 1948 ، تكون شقيقتي الكبرى "ثريا" هي الوحيدة بيننا التي يحق لها العودة ، من بين نحو مئتين اعضاء اسرتنا الصغيرة التي انحدرت من صلب ابي ورحم امي ، اذا كانت اختي قد اصبح لها من الاولاد والاحفاد وابناء الاحفاد حوالي خمسين فردا . وهذا بحد ذاته لا نخشاه ، لكن ما نخشاه ان تقصر اسرائيل حق العودة على من هم خارج فلسطين ، فيمنعوا حتى "ثريا" من ان تعود الى قريتها التي ولدت فيها عام 1946 . نخشى ان يبطشوا بالقدس ، فيعلنوها كما توعدوها دائما ، معراخ وليكود ومن بينهما ، عاصمة موحدة لهم ، صحيح ان هذا سيكون صعبا بعض الشيء ، كون هذه المدينة مقدسة لدى العالمين العربي والاسلامي ، مما سيجعل الامر اقرب الى المستحيل ، و ماذا مع سكانها الفلسطينيين الذين يناهز تعدادهم نحو ثلاثمائة الف ، ماذا ان قرروا هدم منازلهم بالجملة والمفرق ، لكن هذا سيكون تطهيرا عرقيا ، هل ممكن ان يسمح العالم بشيء من هذا القبيل ونحن على ابواب العقد الثالث من المئوية الاولى في الالفية الثالثة ؟
نخشى ايضا من ضمن التبعات ان يسمحوا بتوسع الاستيطان وتسمينه من تحت الطاولة ، بحيث تصبح الكلمة الفصل للكتل الاستيطانية ان تحول الضفة الى اشبه ما يكون بالكانتونات ، رغم ان وصف الحد الادنى من تعريف الامم المتحدة بالاستيطان انه حجر عثرة في طريق السلام ، ولا نظن انهم سيزيحزن السلام من طريق الحجر بدل ازالة الحجر من طريق السلام . ما فعله السفير الامريكي مؤخرا عندما حمل المطرقة ليهدم جدارا في سلوان ، مجرد حادثة ، لا يمكن لامريكا التعويل عليها .
من ضمن التبعات التي يجب الحذر ازاءها استباحة مناطقنا ، ما درج على تسميته مناطق ألف ، لتصبح هذه المناطق مسرحا ومرتعا لجنودهم يدخلونها وقتما يشاؤون ليعتقلوا ويصادروا ويهدموا ، فـ"يضطروا" ان يقتلوا ويجرحوا من يعيق مهماتهم وغالبيتهم من الاطفال الذين يمكن ان يتجرأوا على السلام وعلى الجنود بحجر .
بالمناسبة ، تصادف هذه الايام ذكرى مرور سنة على استشهاد الطفل اركان مزهر الذي قنص امام منزله في مخيم الدهيشة ، هو واحد من ضمن حوالي عشرة اولاد قنصوا داخل المخيم في ساعات الليل ، ومعهم نحو سبعين معوقا بالرصاص ، لم يكونوا في تل ابيب او على مفرق عصيون يفجرون او يطلقون النار او يتهددوا مستوطنا بسكين .
بقلم : حمدي فراج
أكيد ان هناك تبعات لما ستقوم به السلطة الفلسطينية من "وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب الاسرائيلي" ، وعلينا بالتالي أخذ حذرنا منه ، اهمها ما يتعلق بقضايا الحل الدائم ، من المرجح ان تبطش اسرائيل ببعضها و تتحايل في بعضها الاخر ، وأهمها قضية عودة اللاجئين ، إذ ستعمد الى إلغاء هذا الحق المقر امميا من خلال مثلا الغاء وكالة الغوث الدولية ، او تقليص عدد اللاجئين من ستة ملايين الى بضعة الاف ممن ظلوا على قيد الحياة منذ لجوئهم في عام 1948 ، تكون شقيقتي الكبرى "ثريا" هي الوحيدة بيننا التي يحق لها العودة ، من بين نحو مئتين اعضاء اسرتنا الصغيرة التي انحدرت من صلب ابي ورحم امي ، اذا كانت اختي قد اصبح لها من الاولاد والاحفاد وابناء الاحفاد حوالي خمسين فردا . وهذا بحد ذاته لا نخشاه ، لكن ما نخشاه ان تقصر اسرائيل حق العودة على من هم خارج فلسطين ، فيمنعوا حتى "ثريا" من ان تعود الى قريتها التي ولدت فيها عام 1946 . نخشى ان يبطشوا بالقدس ، فيعلنوها كما توعدوها دائما ، معراخ وليكود ومن بينهما ، عاصمة موحدة لهم ، صحيح ان هذا سيكون صعبا بعض الشيء ، كون هذه المدينة مقدسة لدى العالمين العربي والاسلامي ، مما سيجعل الامر اقرب الى المستحيل ، و ماذا مع سكانها الفلسطينيين الذين يناهز تعدادهم نحو ثلاثمائة الف ، ماذا ان قرروا هدم منازلهم بالجملة والمفرق ، لكن هذا سيكون تطهيرا عرقيا ، هل ممكن ان يسمح العالم بشيء من هذا القبيل ونحن على ابواب العقد الثالث من المئوية الاولى في الالفية الثالثة ؟
نخشى ايضا من ضمن التبعات ان يسمحوا بتوسع الاستيطان وتسمينه من تحت الطاولة ، بحيث تصبح الكلمة الفصل للكتل الاستيطانية ان تحول الضفة الى اشبه ما يكون بالكانتونات ، رغم ان وصف الحد الادنى من تعريف الامم المتحدة بالاستيطان انه حجر عثرة في طريق السلام ، ولا نظن انهم سيزيحزن السلام من طريق الحجر بدل ازالة الحجر من طريق السلام . ما فعله السفير الامريكي مؤخرا عندما حمل المطرقة ليهدم جدارا في سلوان ، مجرد حادثة ، لا يمكن لامريكا التعويل عليها .
من ضمن التبعات التي يجب الحذر ازاءها استباحة مناطقنا ، ما درج على تسميته مناطق ألف ، لتصبح هذه المناطق مسرحا ومرتعا لجنودهم يدخلونها وقتما يشاؤون ليعتقلوا ويصادروا ويهدموا ، فـ"يضطروا" ان يقتلوا ويجرحوا من يعيق مهماتهم وغالبيتهم من الاطفال الذين يمكن ان يتجرأوا على السلام وعلى الجنود بحجر .
بالمناسبة ، تصادف هذه الايام ذكرى مرور سنة على استشهاد الطفل اركان مزهر الذي قنص امام منزله في مخيم الدهيشة ، هو واحد من ضمن حوالي عشرة اولاد قنصوا داخل المخيم في ساعات الليل ، ومعهم نحو سبعين معوقا بالرصاص ، لم يكونوا في تل ابيب او على مفرق عصيون يفجرون او يطلقون النار او يتهددوا مستوطنا بسكين .