التكيّف مع الظروف أمرٌ شرعي من مهنة القائد الحكيم ..الدورات التربوية مثالاً
فلاح الخالدي
................
إن التكيّف مع الظروف الطبيعية لكل زمان والإحاطة بها من مهام المعلم المتصدي لتربية المجتمع والذي أتى لهداية الناس وإرجاعهم لطريق الحق والهداية وعبادة الله الواحد الأحد ونهيهم عن العصيان والإشراك به، هي من الأمور الشرعية التي جاء بها الأنبياء والرسل، حيث لو تدقق في جميع قصص الأنبياء ودعواتهم المذكورة في القرأن الكريم لتجدهم عندما اتوا ببضاعتهم وطرحوها لمجتمعهم كانت ملائمة لظروف ذلك المجتمع تفصيلًا لايمكن لهم في حينها انكارها او استغرابها لانها من واقعهم، وعلاج لمرضهم المعنوي والاجتماعي، فمثلاً عندما أتى موسى وطرح علاجه، كان في زمانه السحر، فجاء بما يبطله وأعجز اهل أختصاص السحر في زمانه، وهكذا عيسى- عليه السلام- كان المنتشر في زمانه الطب فطرح دليله في علاج الأمراض المستعصية وإحياء الأموات، وكذلك نبينا محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- فأتى بالقرأن في زمن يسود فيه دور اللغة والادب والمعلقات حيث كان القرآن الكريم اعجازٌ أعجز فطاحلة اللغة من شخصٌ لايقراء ولا يكتب!!!
وهنا نقول من يريد أن يعالج مجتمع ويهديه لطرقِ الصلاح عليه أن يتكييف مع ماموجود في حينه وحسب الأُطر الشرعية ليكون العلاج بليغًا وهذا هو منهج أئمتنا- عليهم السلام- في هداية الناس ولنا في ذلك قصص ومواقف بليغة وسُنة وحسنة , اختصرها المرجع المحقق الصرخي الحسني في نهضة توعوية له، وهنا نستذكر كلام المرجع المعلم السيد الصرخي بخصوص التكيّف الشرعي مع الظروف:
((علينا أن نكيّف أنفسنا مع كل ظرف ووسيلة وقدوتنا في ذلك أئمتنا- عليهم السلام- حيث نراهم جابهوا وتصدوا للكفر بأساليب مختلفة كلٌ حسب ظرفه وعصره ولكن جهادهم يصب في هدف واحد هو رقي الإنسانية والوصول بها إلى الحياة الحرة الكريمة والأخلاق السامية والفوز بالجنانِ والحياة السعيدة في الآخرة بعد رضوان الله -تعالى- فلو كان الإمام الحسن- عليه السلام- في عصر الإمام الحسين-عليه السلام- لفعل الإمام الحسن نفس الفعل ولقاد الثورة ضد الطاغية يزيد ولو كان الإمام الحسين- عليه السلام- بدل الإمام الرضا- عليه السلام- لفعل نفس ما فعله الرضا- عليه السلام- انتهى كلام المرجع.
وختامًا وفي نظرة خاطفة مختصرة في حياة المرجع الصرخي، وجدنا أن هذا التكيّف مع الظروف حاضرًا وملازمًا لمسيرته التربوية منذ تصديه للقيادةِ فكان دليله من الواقع الذي تخرّج منه وهي الحوزة، حيث طرح دليله الأصولي وأعجز أهل زمانه من الرد عليه الذي أثبت لأهل العقل أنه الاحق في تربية المجتمع وقيادته، واليوم نراه يقارع الإرهاب والإلحاد متكيفًا مع ما يطرحونه من أفكار، وحيث انتشار الإلحاد على كثير من العقول، فطرح مشروعه التربوي القرأني ومجالس الشور والراب المهدوي الإسلامي, ليجذب الشباب لما يرغبونه, ويجمعهم في دورات إخلاقية شرعية قرآنية تربوية في تحصينٍ منه لإنقاذ الشباب متكيفًا مع الظروف، ولم يبقَ مكتوفَ الأيدي مكتفيًا بالنقد والانتقاص من تلك الأفكار المنحرفة الدخيلة التي فرضها أعداء الدين الإسلامي الحنيف على المجتمعات.
فلاح الخالدي
................
إن التكيّف مع الظروف الطبيعية لكل زمان والإحاطة بها من مهام المعلم المتصدي لتربية المجتمع والذي أتى لهداية الناس وإرجاعهم لطريق الحق والهداية وعبادة الله الواحد الأحد ونهيهم عن العصيان والإشراك به، هي من الأمور الشرعية التي جاء بها الأنبياء والرسل، حيث لو تدقق في جميع قصص الأنبياء ودعواتهم المذكورة في القرأن الكريم لتجدهم عندما اتوا ببضاعتهم وطرحوها لمجتمعهم كانت ملائمة لظروف ذلك المجتمع تفصيلًا لايمكن لهم في حينها انكارها او استغرابها لانها من واقعهم، وعلاج لمرضهم المعنوي والاجتماعي، فمثلاً عندما أتى موسى وطرح علاجه، كان في زمانه السحر، فجاء بما يبطله وأعجز اهل أختصاص السحر في زمانه، وهكذا عيسى- عليه السلام- كان المنتشر في زمانه الطب فطرح دليله في علاج الأمراض المستعصية وإحياء الأموات، وكذلك نبينا محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- فأتى بالقرأن في زمن يسود فيه دور اللغة والادب والمعلقات حيث كان القرآن الكريم اعجازٌ أعجز فطاحلة اللغة من شخصٌ لايقراء ولا يكتب!!!
وهنا نقول من يريد أن يعالج مجتمع ويهديه لطرقِ الصلاح عليه أن يتكييف مع ماموجود في حينه وحسب الأُطر الشرعية ليكون العلاج بليغًا وهذا هو منهج أئمتنا- عليهم السلام- في هداية الناس ولنا في ذلك قصص ومواقف بليغة وسُنة وحسنة , اختصرها المرجع المحقق الصرخي الحسني في نهضة توعوية له، وهنا نستذكر كلام المرجع المعلم السيد الصرخي بخصوص التكيّف الشرعي مع الظروف:
((علينا أن نكيّف أنفسنا مع كل ظرف ووسيلة وقدوتنا في ذلك أئمتنا- عليهم السلام- حيث نراهم جابهوا وتصدوا للكفر بأساليب مختلفة كلٌ حسب ظرفه وعصره ولكن جهادهم يصب في هدف واحد هو رقي الإنسانية والوصول بها إلى الحياة الحرة الكريمة والأخلاق السامية والفوز بالجنانِ والحياة السعيدة في الآخرة بعد رضوان الله -تعالى- فلو كان الإمام الحسن- عليه السلام- في عصر الإمام الحسين-عليه السلام- لفعل الإمام الحسن نفس الفعل ولقاد الثورة ضد الطاغية يزيد ولو كان الإمام الحسين- عليه السلام- بدل الإمام الرضا- عليه السلام- لفعل نفس ما فعله الرضا- عليه السلام- انتهى كلام المرجع.
وختامًا وفي نظرة خاطفة مختصرة في حياة المرجع الصرخي، وجدنا أن هذا التكيّف مع الظروف حاضرًا وملازمًا لمسيرته التربوية منذ تصديه للقيادةِ فكان دليله من الواقع الذي تخرّج منه وهي الحوزة، حيث طرح دليله الأصولي وأعجز أهل زمانه من الرد عليه الذي أثبت لأهل العقل أنه الاحق في تربية المجتمع وقيادته، واليوم نراه يقارع الإرهاب والإلحاد متكيفًا مع ما يطرحونه من أفكار، وحيث انتشار الإلحاد على كثير من العقول، فطرح مشروعه التربوي القرأني ومجالس الشور والراب المهدوي الإسلامي, ليجذب الشباب لما يرغبونه, ويجمعهم في دورات إخلاقية شرعية قرآنية تربوية في تحصينٍ منه لإنقاذ الشباب متكيفًا مع الظروف، ولم يبقَ مكتوفَ الأيدي مكتفيًا بالنقد والانتقاص من تلك الأفكار المنحرفة الدخيلة التي فرضها أعداء الدين الإسلامي الحنيف على المجتمعات.