"خارِج عَن المَألوف"
حقاً ما ظننتُ يوماً أنَّ إلإنسانَ يشيخُ منذُ ولادتهِ،يُولَدُ و مراسِمُ دفنهِ قائمةٌ،يُقتلُ مرّةً ،ومرّتينِ،ومرّاتً عديدةً في آنً واحدٍ ،ليتوجَ بسبعمئةِ انكسارً،ومئةِخيبةً،وفقدانٍ مئاتِ المرّاتِ ، ليُصْبِحَ الشّخصَ عَاجِزاً ، عاجِزاً تماماً،إنَّها إِدانةٌ للحياه ، وإنّه لأمرٌ قاسٍ إلا أجد سوى ذكرى ارتكزُ عليها،لِأهرعَ في هامشِ الطّرقاتِ باحثةً عن نفسي بعدَ تِلكَ الخيبةِ ألتي فلقت أحلامي شطرينِ في إحدى مقاهي المدينهِ،كنتُ قدْ شعرتُ بضيقٍ يُعانِقُ قلبي،أصِبْتُ بالدُوارِ،كانّ الظلامَ حالِكٌ رغْمَ أنّنا في الصّباحِ،ذهبتُ لأغسلَ وجهي وقفتُ أمامَ المرآةِ لأجد فتاةٌ خلفي،تمضيَ نحوي وترددُ:لن تفكري بشيءٍ بعدَ الآن،إلى ان تلاشت،كنتُ مذعورةٌ لم ينتهِ فزعي وتوتري بعد،لم ينتهِ.لقدْ أكلتُ شِفاهي حتى خرجَ الدّمُ منها،شعرتُ بالكثيرِ من القلقِ .
" إنَّها أنتِ"هذا ما كانت تقولهُ الأصواتُ الصاخبةُ في رأسي.
عْدْتُ أليوم التّالي للمقهى لأجدهُ مغلقٌ على غيرِ العادةِ،أطلتُ الوقوفَ، ليخُبرني أحدُهم أن المقهى أحترق الأمسِ بالكاملِ. كان يحقُّ لي الانهيارَ ولمْ أفعل أصبحتُ أكذبُ على نفسي لاطمئنُها ،لربّما كانت خدعةً مُنذُ البدايةِ،تخيلّاتٌ لا أكثر.
ومضتْ عدةُايامٍ تناسيتُ كُلِّ شيءٍ إلا ما حدثَ حقا ً،كنتُ أنهارُ وافعلُ ذلكَ حدَّ هلاكي.لا أدرِكْ ماذا يحدثُ بعدَ دقائقٍ فكلُ شيءٍ أصبحَ يخرجُ عن المألوفِ.عدتُ أحادثُ نفسي مراراً وتكراراً،أنّهي ضجةَ حديثٍ وابدأ بآخٍر،عانقني الخوفُ بطريقةٍ مُرعبةٍ،طريقةٍ لا يُمكن وصَفها، عُدتُ أنتظرُ عودَة أبي، ألا أن أمي احتضنتني بقوةٍ،لتُخبُرني أنَّ أبي لن يعودَ ،غادرنا وسيطولُ غيابهِ هذه المرّة.لم أدركُ شيئاً ممّا قالتهُ أمي، فَفي كلُّ مرةً تُخبِرُنا بذلكَ، لكنَ كُل ما أدركهُ أنَّ الخوفَ الذي ينتابُني هو الإجرامُ الوحيدُ ألذي أحدِثهُ بحقَ نفسي .سئمتُ ايضاً اسئلةَ أُمي المتكررةَ عن سبب خُوفي ،كيفَ لّي أنّ أُخبرها أنني أخافُ ايضاً من أسباب خُوفي،كيف أخُبرها أنّ ابنتها هالكةً،وأنّ الإنتِظارَ انهكني حدَّ التبلدَ.كنتُ احدّق بالسّقفِ طوالَ الوقتِ،لا أعلمُ لما أبالغُ في خيبتي كأنّها المرةُ الأولى.
ألثانيةً عشرَ بعدَ مُنتصفِ الليلِ،اغلقتُ عينايَ وتمنّيتُ الموتَ والسّلامَ الأبدي.الثانيةَ عشر ودقيقة،استيقظُ في مكانٍ آخَر،الحقيقة أنني في إحدى غرف المستشفياتِ الخاصّةِ بالأمراضِ النفسية،كنتُ منهكةٍ للغايةِ.لا أحد هُنا سوا الطبيب وأمي والصمتُ يعتليهما ،وجدتُ رسالةً بجانبي،بدأتُ البكاء رغمّ أنَّني لا أعلم إيةُ أسباب حولهَا،بدأتُ قرأتها وبِكل كلمة اقرأها رصاصةٌ تخترقُ قلبي،كانت رسالة تحمل بين سطورِها الحزينة فجيعة موتِ أبي،شعرتُ أنّ مقبرةً داخلي تكفي احتضانُ جثثِ هذا العالمُ،كان غيابهُ أثقلُ من تقبلهِ ببكاءٍ،كيفَ ساعتاد شكلَ الحياةِ بعد ذلك؟
ومضتْ عدة شهور ،لكن الإنسانَ سرعان ما يتكيفُ مع الألم.اعتدتُ الأمرَّ إلا أنه مازال لا يفارقني،لاشيء سيعودُ كسابقِه حتى أنا.أدركتُ مؤخراً أن تلك الفتاةَّ واحتراقُ المقهى ما هي إلا تخيلاتٍ تطاردُني،كانَ ذلكَ كُله بفعل أنَّني لم أخرجَ من صدمةِ وفاةِ أبي ،لأستفيقَّ على رسالةٍ أخرى تصدمني بالحقيقةِ مرّة أخرى.مازلتُ عالقةً في تلك الساعةِ بين كلماتِ الرسالة تحديداً،أنتظرُ أبي أمام بابٍ مغلقٍ،لعلهُ يأتي .
من كان يصدقُ أن رسالةً قد تحدثُ ثقباً في قلبي.ومضتّ ثلاثةُّ سنينٍ،غرقتُ في تلكَ ألحادثةِ، ولم انجو ،لم يكن من ألمُنصفِ أنَّ أواجهَ هذا الخوفَ وحدي،لأكون الأكثرَ حُزناً على أبي بينَ افرادِ عائلتي.اعلمُ أنَّ كلُ شيٍء زائلٌ،لکن فاجعةً كهذهِ قاسيةٌ ، قاسيةٌ جداً.
#الاسم:سجود محمد المحاسنة
حقاً ما ظننتُ يوماً أنَّ إلإنسانَ يشيخُ منذُ ولادتهِ،يُولَدُ و مراسِمُ دفنهِ قائمةٌ،يُقتلُ مرّةً ،ومرّتينِ،ومرّاتً عديدةً في آنً واحدٍ ،ليتوجَ بسبعمئةِ انكسارً،ومئةِخيبةً،وفقدانٍ مئاتِ المرّاتِ ، ليُصْبِحَ الشّخصَ عَاجِزاً ، عاجِزاً تماماً،إنَّها إِدانةٌ للحياه ، وإنّه لأمرٌ قاسٍ إلا أجد سوى ذكرى ارتكزُ عليها،لِأهرعَ في هامشِ الطّرقاتِ باحثةً عن نفسي بعدَ تِلكَ الخيبةِ ألتي فلقت أحلامي شطرينِ في إحدى مقاهي المدينهِ،كنتُ قدْ شعرتُ بضيقٍ يُعانِقُ قلبي،أصِبْتُ بالدُوارِ،كانّ الظلامَ حالِكٌ رغْمَ أنّنا في الصّباحِ،ذهبتُ لأغسلَ وجهي وقفتُ أمامَ المرآةِ لأجد فتاةٌ خلفي،تمضيَ نحوي وترددُ:لن تفكري بشيءٍ بعدَ الآن،إلى ان تلاشت،كنتُ مذعورةٌ لم ينتهِ فزعي وتوتري بعد،لم ينتهِ.لقدْ أكلتُ شِفاهي حتى خرجَ الدّمُ منها،شعرتُ بالكثيرِ من القلقِ .
" إنَّها أنتِ"هذا ما كانت تقولهُ الأصواتُ الصاخبةُ في رأسي.
عْدْتُ أليوم التّالي للمقهى لأجدهُ مغلقٌ على غيرِ العادةِ،أطلتُ الوقوفَ، ليخُبرني أحدُهم أن المقهى أحترق الأمسِ بالكاملِ. كان يحقُّ لي الانهيارَ ولمْ أفعل أصبحتُ أكذبُ على نفسي لاطمئنُها ،لربّما كانت خدعةً مُنذُ البدايةِ،تخيلّاتٌ لا أكثر.
ومضتْ عدةُايامٍ تناسيتُ كُلِّ شيءٍ إلا ما حدثَ حقا ً،كنتُ أنهارُ وافعلُ ذلكَ حدَّ هلاكي.لا أدرِكْ ماذا يحدثُ بعدَ دقائقٍ فكلُ شيءٍ أصبحَ يخرجُ عن المألوفِ.عدتُ أحادثُ نفسي مراراً وتكراراً،أنّهي ضجةَ حديثٍ وابدأ بآخٍر،عانقني الخوفُ بطريقةٍ مُرعبةٍ،طريقةٍ لا يُمكن وصَفها، عُدتُ أنتظرُ عودَة أبي، ألا أن أمي احتضنتني بقوةٍ،لتُخبُرني أنَّ أبي لن يعودَ ،غادرنا وسيطولُ غيابهِ هذه المرّة.لم أدركُ شيئاً ممّا قالتهُ أمي، فَفي كلُّ مرةً تُخبِرُنا بذلكَ، لكنَ كُل ما أدركهُ أنَّ الخوفَ الذي ينتابُني هو الإجرامُ الوحيدُ ألذي أحدِثهُ بحقَ نفسي .سئمتُ ايضاً اسئلةَ أُمي المتكررةَ عن سبب خُوفي ،كيفَ لّي أنّ أُخبرها أنني أخافُ ايضاً من أسباب خُوفي،كيف أخُبرها أنّ ابنتها هالكةً،وأنّ الإنتِظارَ انهكني حدَّ التبلدَ.كنتُ احدّق بالسّقفِ طوالَ الوقتِ،لا أعلمُ لما أبالغُ في خيبتي كأنّها المرةُ الأولى.
ألثانيةً عشرَ بعدَ مُنتصفِ الليلِ،اغلقتُ عينايَ وتمنّيتُ الموتَ والسّلامَ الأبدي.الثانيةَ عشر ودقيقة،استيقظُ في مكانٍ آخَر،الحقيقة أنني في إحدى غرف المستشفياتِ الخاصّةِ بالأمراضِ النفسية،كنتُ منهكةٍ للغايةِ.لا أحد هُنا سوا الطبيب وأمي والصمتُ يعتليهما ،وجدتُ رسالةً بجانبي،بدأتُ البكاء رغمّ أنَّني لا أعلم إيةُ أسباب حولهَا،بدأتُ قرأتها وبِكل كلمة اقرأها رصاصةٌ تخترقُ قلبي،كانت رسالة تحمل بين سطورِها الحزينة فجيعة موتِ أبي،شعرتُ أنّ مقبرةً داخلي تكفي احتضانُ جثثِ هذا العالمُ،كان غيابهُ أثقلُ من تقبلهِ ببكاءٍ،كيفَ ساعتاد شكلَ الحياةِ بعد ذلك؟
ومضتْ عدة شهور ،لكن الإنسانَ سرعان ما يتكيفُ مع الألم.اعتدتُ الأمرَّ إلا أنه مازال لا يفارقني،لاشيء سيعودُ كسابقِه حتى أنا.أدركتُ مؤخراً أن تلك الفتاةَّ واحتراقُ المقهى ما هي إلا تخيلاتٍ تطاردُني،كانَ ذلكَ كُله بفعل أنَّني لم أخرجَ من صدمةِ وفاةِ أبي ،لأستفيقَّ على رسالةٍ أخرى تصدمني بالحقيقةِ مرّة أخرى.مازلتُ عالقةً في تلك الساعةِ بين كلماتِ الرسالة تحديداً،أنتظرُ أبي أمام بابٍ مغلقٍ،لعلهُ يأتي .
من كان يصدقُ أن رسالةً قد تحدثُ ثقباً في قلبي.ومضتّ ثلاثةُّ سنينٍ،غرقتُ في تلكَ ألحادثةِ، ولم انجو ،لم يكن من ألمُنصفِ أنَّ أواجهَ هذا الخوفَ وحدي،لأكون الأكثرَ حُزناً على أبي بينَ افرادِ عائلتي.اعلمُ أنَّ كلُ شيٍء زائلٌ،لکن فاجعةً كهذهِ قاسيةٌ ، قاسيةٌ جداً.
#الاسم:سجود محمد المحاسنة