
علي همات
( الوجع العظيم )
رُبَّما يتهيِّئُ لي ولكِنهَّا مخلوقةً من وَّردٍ كِدُّتُ أجزُّم، فذاك
الحُّسنُ اليوُّسُفي، أسرَني ولا يدري أني أراهُ وأسمعهُ وهو قائمٌ في
مِحرَّاب القلبِ يُّصلي ويدعو أن تُستَّجابَ لهُ الأماني، وتحرُّسَهُ
الأضَّلعُ، ولياليهِ التي أزهرَّت على أصابع نور الشَّمس، فجراً يُشرِق في واقعي جمَّالهُ، رباهُ حتى الحياةَ تعشَّقهُ، وعندما تشتَّاقهُ تُرسِّل رياحهَّا، فتَّهزهُ كما النَّخلة على حين قُّبلة، لتشتَّم رائحتَّهُ من دمعهِ العَّطِرُ، فيزرف عطاءً على تُربةٍ من سِّنينَ جافاها الغيثُّ .
وفي هدأة الليل، أتاني صوتٌ من بعيد أحدَّث رعشةً في روحي، "أنت يا صديقي بأمسَّ الحاجة إلى الإرشاد والتوجيه أكثر
من حاجتك إلى الحبِّ ومتاهاتهِ التي لا تنتهي، ألا يكفيكَ صفعةً واحدة حتى تستيقظ من سُّباتِك"، ثُّم اختفى، وإلى الأن تائهٌ بشِّدة مما جعل الحيّرة تستوطن في زوايا روحي بثقةٍ أكبر، فجأة ما عدتُّ أنا، أصبحت أمشي في شوارعَ الليل أبحثُ عن نفسي لعلَّني أجدُني، ازداد قلقي حينَ تُهتُ بين ثناياكِ، الوَّرد كلهُ والياسمين، وتنجدني عندما نَدفت عيناكِ نَداها، خائفةً على روحي أن تَفقِد الطريق .
وأنتم يامن عيناكم تُبحر في أحرفي، تمَّهلوا قليلاً واسألوا الصَّبر ! كيف يتَّلفح الفرح قلبٌ كسَّتهُ تجاعيد الندم وصُبَّ عليهِ نيرانُ الفقد ؟
ولكنَّنا عندما نفقُّد الشَّغف لشيء ما، نحن نفقد الحياة ولا نشعر بذلك، ونمَّل كل شيء باستمرار فقدهِ .
وبعد هذا كله، لم أجد ما أسُّد بهِ رَّمق فقدي غير ماء الدعاء وما بالُ الغريب يفتحُ لي بابَ السُّلوان ولا حاجةَ لي بهِ، وترتَحل روحي بين أزِّقة العُّقلاء لعلها تحظى بحلٍ يُّهون عليها قساوة السُّؤال وربما مشورة صائِّبة من حكيم، لكن عبَث وتوارت خلف اللا وجود وكأنها تُلاعِبُني وتوَّدني من غير اهتمام فلا جدوى بعد طول انتظار، فقد قال النَّصيب كلمتهُ فجَّف حبري وشَّاخت أحرفي
وأُغلقت الصُّحف واستيقظتُ بعدَ سُّباتٍ عميق، وليتني لم أستيقظ، الوقتُ كفيل بكلِّ أمرٍ لا تحزن، لكن إعلم يا صديقي أنَّ الوَّجع العظيم لا دموع لهُ، هو موتٌ بطيئ .
( الوجع العظيم )
رُبَّما يتهيِّئُ لي ولكِنهَّا مخلوقةً من وَّردٍ كِدُّتُ أجزُّم، فذاك
الحُّسنُ اليوُّسُفي، أسرَني ولا يدري أني أراهُ وأسمعهُ وهو قائمٌ في
مِحرَّاب القلبِ يُّصلي ويدعو أن تُستَّجابَ لهُ الأماني، وتحرُّسَهُ
الأضَّلعُ، ولياليهِ التي أزهرَّت على أصابع نور الشَّمس، فجراً يُشرِق في واقعي جمَّالهُ، رباهُ حتى الحياةَ تعشَّقهُ، وعندما تشتَّاقهُ تُرسِّل رياحهَّا، فتَّهزهُ كما النَّخلة على حين قُّبلة، لتشتَّم رائحتَّهُ من دمعهِ العَّطِرُ، فيزرف عطاءً على تُربةٍ من سِّنينَ جافاها الغيثُّ .
وفي هدأة الليل، أتاني صوتٌ من بعيد أحدَّث رعشةً في روحي، "أنت يا صديقي بأمسَّ الحاجة إلى الإرشاد والتوجيه أكثر
من حاجتك إلى الحبِّ ومتاهاتهِ التي لا تنتهي، ألا يكفيكَ صفعةً واحدة حتى تستيقظ من سُّباتِك"، ثُّم اختفى، وإلى الأن تائهٌ بشِّدة مما جعل الحيّرة تستوطن في زوايا روحي بثقةٍ أكبر، فجأة ما عدتُّ أنا، أصبحت أمشي في شوارعَ الليل أبحثُ عن نفسي لعلَّني أجدُني، ازداد قلقي حينَ تُهتُ بين ثناياكِ، الوَّرد كلهُ والياسمين، وتنجدني عندما نَدفت عيناكِ نَداها، خائفةً على روحي أن تَفقِد الطريق .
وأنتم يامن عيناكم تُبحر في أحرفي، تمَّهلوا قليلاً واسألوا الصَّبر ! كيف يتَّلفح الفرح قلبٌ كسَّتهُ تجاعيد الندم وصُبَّ عليهِ نيرانُ الفقد ؟
ولكنَّنا عندما نفقُّد الشَّغف لشيء ما، نحن نفقد الحياة ولا نشعر بذلك، ونمَّل كل شيء باستمرار فقدهِ .
وبعد هذا كله، لم أجد ما أسُّد بهِ رَّمق فقدي غير ماء الدعاء وما بالُ الغريب يفتحُ لي بابَ السُّلوان ولا حاجةَ لي بهِ، وترتَحل روحي بين أزِّقة العُّقلاء لعلها تحظى بحلٍ يُّهون عليها قساوة السُّؤال وربما مشورة صائِّبة من حكيم، لكن عبَث وتوارت خلف اللا وجود وكأنها تُلاعِبُني وتوَّدني من غير اهتمام فلا جدوى بعد طول انتظار، فقد قال النَّصيب كلمتهُ فجَّف حبري وشَّاخت أحرفي
وأُغلقت الصُّحف واستيقظتُ بعدَ سُّباتٍ عميق، وليتني لم أستيقظ، الوقتُ كفيل بكلِّ أمرٍ لا تحزن، لكن إعلم يا صديقي أنَّ الوَّجع العظيم لا دموع لهُ، هو موتٌ بطيئ .