الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العبور إلى سدات بقلم:شقيف الشقفاوي

تاريخ النشر : 2019-07-27
الحلقة رقم 01
من روايتي الثانية
( العبور إلى سدات )
إنها المفارقة المتوهجة بلهب الانتظار و قد تآكلت جوانبها المترامية الأطراف خلف هذه الهضبة التي سميت حين ذاك بالاسم الذي تحمله الآن ، اختلف الناس في انتسابها لتلك المراحل التي عاش فيها أجدادنا و أجدادكم أيضا ، انتسبت في انسابها لهم و خلدت اسماءهم التي قد ترمز في مفهومها للصراعات الدامية التي عاشتها على مر التاريخ ، فالديس هذه النبتة البرية المرتبط أساسا في رمزية المنطقة ، و تلك الأكواخ المتناثرة على السفوح من أولاد عميور و أولاد الطالب و الدراوش ثم أولاد علال و أولاد زكري، لم تكن سوى هذه التضاريس الملتوية نحو المجهول و الفراغ الذي يحتويها ، و هذه الأحداث الأليمة التي عاشت فيها على الدوام ، لقد تنكرت الأيام و الأحداث لعدد كبير من القابعين في الظل و السكون ، و ماتوا دون أن تتحقق أحلامهم الصغيرة في العيش الكريم بسلام بعيدا عن الحقد الذي سكن قلوبهم و التوجس وقد نخر عقولهم ، كانت القمم مأهولة بتلك الحياة البدائية البسيطة الممزوجة بالألم و الصبر و الحلم لغد جميل و أفضل ، لكن هذا اليوم تأخر عند جيل أجدادنا ، و انخرط فيه آباؤنا بنفس الحلم الذي تحول إلى وهم بعدما غادر الاروبيون القرية و تركوها غارقة في ظلام دامس من الفقر و الجهل و الخرافة ، فخضعت ذليلة لمنطق القوة في تقاسم البنايات و المساكن و الأراضي و حتى الأرصفة التي خلفها الكولون و أتباعه العرب المنتفعين بخدماتهم الدنيئة للاستعمار ، كيف استفاقت مدام جورج على فجيعة العودة و الاستسلام للأمر الواقع و النزوح ثانية إلى بلادها ، و التفريط في النزل الوحيد الذي تحول فيما بعد إلى مقر للبلدية ، و المخمرة التي استسلمت ملكيتها للصراعات العقائدية في تحريم بيع الخمر و استهلاكه ، إلى أن تهدمت أسوارها و بقيت شاهدة على حقبة من التاريخ عمر على فراغات و هوة من التناقض في التفكير و التصور و الاعتقاد ، لم يكن جدي يوسف ليمتلك مطحنة للقمح في مركز الشقفة و قد منحتها له جراء أمانته و صدقه و تفانيه في العمل ، لكن بعد غيابها الاضطراري استجابة لاتفاقيات إيفيان باعها وصرف ثمنها ، إنها الفوضى التي اكتسحت تلك البدايات و جرجرتنا إلى هذه النهاية التي نعيشها الآن ،
وقف عمي الشريف بن عميرش (براح القرية ) على جانب الطريق واستطال بالرصيف و استنجد به ، مد بصره في الفراغ ، يتأمل نهاية الأرض الممتدة بلا حدود حيث تلامس الأفق في نهاية سلسلة جبال سدات و بعدها الفراغ الرابض خلف القمم المتراصة مثل أنياب حادة في فم ذئب أصابه السعار ، تيسبيلان ثم أفوزار فجبل عميرة الذي يتوسد حقول و مروج الكنار ،و من الجهة الأخرى هضاب الشقفة و قد استسلمت للبور و الإسمنت و أكياس النيلون العالقة بالأحراش ، لم تعد تلك البساتين التى خلفتها مدام جورج تنبض بالنماء و الحياة مثلما تركتها عند النزوح العكسي إلى الشمال ، ولم تعد النوادر قائمة على حواشيها و أطرافها الشمالية بعدما جرفها العائدون من الجبل و حولوها في البداية إلى ملعب ، ثم تقاسموا بقية الأراضي و استولوا على تلك البنايات المؤثثة التي تخلى عنها ماني و بوليث و لدريان ، حتى الأشجار التى تركوها قطعت و استغلت أخشابها في تضييق المعابر و الممرات بين أكواخ البؤس في حي لعسالة و بقية الأحياء ، إنها الكارثة التي زحفت على القرية الصغيرة القابعة في السكون و انتزعت منها براءتها و عفتها و حولتها إلى خراب و ركام ،
رفع بن عميرش كفيه و صهل في التيه منذرا بإعلانات الحاكم الوطني الجديد الذي استنسخ الانقلاب ، و قاد الثورة إلى الجنون
سرى صوته في السوق و في الأحياء المتاخمة ، و انتشر الخبر في المسامات المغلقة بالخوف ، ترى لماذا تكررت نفس الأحداث و رجفت كل القلوب المتوجسة بهول المآسي ،
_ يا أولاد الحلال أسمعكم بالخير و العافية ،،،، فاسمعوا يا أهل الخير

.../...
يتبع

شقيف الشقفاوي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف