لعنة الحرب
،الساعة الرابعة عصراً، لقد تواعدت أنا ونصفي الآخر! أخيراً سأصبح مَلِكَتُه، سأصبح وحيدته، سأصبح عالمه، أجل سأصبح امرأته! ذهبت بكل فرح لأتزين، لم يتعدَ الوقت نصف الساعة، أنظر إلى التلفاز، صاروخ، ضحايا، مفقودين، باقة ورد، إسعاف، لم أكترث للأمر، أكملت بهجتي بانتظاره، مرت أكثر من ساعتين ولم يأتًي! هرولت مسرعةً لهاتفي أتفقد أي رسالة منه! ولكن لا يوجد، هنا بدأ القلق يسيطر على نفسي، مرةً أخرى أتفقد التلفاز، هناك شابٌ ذو لحية طويل القامة، في يده باقة ورد، قد استشهد!في اللحظة نفسها قُرع جرس الباب، يقولون أحمد قد مات!ماذا..كيف..لا..، انتظر دقيقة، حملت هاتفي..وذهبت معهم لا أدري إلى أين ذاهبة، عبرت بممر المشفى تشممت رائحة عطره وتذكرت لحظاتنا معاً، تخيلت طيفه، تذكرت ابتسامته!أفتح الغطاء عن وجهه، فعلاً إنه أحمد!أحاول أن أيقظه ولكن دون جدوى!هُنا بدأت أفقد نفسي شيئاً فشيئاً، سقطت أرضاً، انهمرت دموعي كالمطر! اللعنة على هذا الصاروخ، اللعنة عليكم، اللعنة على الاحتلال، لقد سرقتم عالمي! أصبحت لا شيئ، تركتم بداخلي نارٌ لا تُطفأ! لقد رحل..أحمد لم يعدْ بجانبي! هذه لعنةَ الحرب!
ريما خالد ثابت
ريما خالد ثابت