الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل العلم ضد الدين أم العكس؟ بقلم:عماد علي

تاريخ النشر : 2019-07-26
هل العلم ضد الدين أم العكس؟ بقلم:عماد علي
هل العلم ضد الدين أم العكس؟

عماد علي

سؤال يمكن ان يطرحه المغرض و الانسان البسيط قبل العالم لبيان ما هو العلم و تعامله مع الموجود في الحياة و في مقمدته الدين وفحواه الذي لا يمكن التاكد من تنظيراته و ادعاءاته والتحقيق من صحة المقولات و ما يفرز منه مختبريا على العكس من العلم الذي لا يمكن ان يحمل الشك او الوقوف ساكنا دون التاكد من صحة النتائج التي تفرز منه، و لا يمكن ان يكون كماهو حال الدين المعتمد على الغيب. الفكر الموجه نحو الدين الذي يحتاج لاراء و ما موجود في الكتب المقدسة و المقولات المنقولة و التاريخ  و ما حمل لبيان جوهر الاعتقادات و  التوجهات التي تبدر من حامليها اعتمادا على الايمان دون التاكد من بيان صحتها عمليا او مختبريا.

اما العلم فلا صحيح عند المعني به الا بعد التاكد على صحته بشكل ملموس و بالالية المستندة على قاعدة علميةرصينة  مؤكدة الصحة و غير مطلقة في ادعاء الصحة الكاملة التي لا تقبل النقاش كما هوالدين و مدعي صحته و عدم قبوله الشك، و اما العلم و الية بيان صحته فانها قابلة للتطور والتغيير كلما اكتشف افضل او اصح منه دون اي خجل او تردد وعلى العكس من الدين الذي لا يمكن الشك في النصوص و فحواها و ان بدا التاويل حديثا حول المتشابهات و حتى المحكمات ايضا في نصوصها القرآنية لدى الاسلام  اكثر من غيره نتيجة عدم التوافق ما فيها مع العصر و ما فيه.

السؤال البارز المتكرر الدائم هو هل يعرقل الدين العلم ام العلم عائق دائمي و كاشف لزيف ايغيبي غير مؤكد او  دين او حقيقته؟ هل الدين يعرقل الفكر العلمي و يقاوم البحث فيه ام العلم يفضح الدين و التضليلات النظرية التي تبرز و تفرز منه؟ هل الدين مفيد للانسان ام العلم اما نهما مفيدان و متساويان لما يدقمان كما ديعي المتدينيين و هل هما اضداد للبعض ام يمكن التوافق بين الدين و العلم و ما ينتجان؟ هذا و هناك الاسئلة الهائلة حول هذا و يمكن للعلم ان يجيب عنها بمعادلات وحسابات علمية حقيقية دقيقة قابلة للشك ايضا وغير مطلقة الاعتقاد، و لا يتمكن الدين ان يقنع بالاجابة عما يسال عن علاقته بالعلم او عرقلته له الا بالكلام و الخيال و الغيب و تاجيل ما يحمله من الاسئلة الفلسفية الدنيوية عنه و ما له من ما يحمل التفكير فارضا لنفسه ازاء العلم سلبا و ايجابا؟ ماهي غايات الدين و ما الفرق بين تلك الغايات و ما يهدفه العلم و ايهما الاهم للانسان و حياته ؟ ايهما يعتمد على القواعد الرصينة الحقيقية التي يمكن الاستناد عليها في بيان صحة الادعاءات لغرض و غاية كل منهما و الاسباب الموجبة لبقاءه او الاعتماد عليه في مسيرة الحياة لمن يؤمن به او يعتقده عقليا بعيدا عن العاطفة. هل الظروف المحيطة بالملتزم دينيا هي الدافع الاقوى للالتزام به ام حقيقته و صحته هما اهم العوامل للالتزام و الاقتتناع الفكري و الفلسفي باهميته و الذي يكون هو العامل الحاسم للتمسك به؟

اما اليوم فان مسار العلم و ما نراه قد ارتفع منحنيه مخلفا الدين كثيرا وراءه في اكثر المناطق المتقدمة غير مبال بما يدعيه الملتزمون به من ما يبدر منهم من الصياح و الصريخ لوقف قافلة التقدم التي لا تنتظر اي شيء مزيف او مضلل او تجرفه جانبا. اما الدين فقد بقي على الذين يفكرون و يعتقدون و يؤمنون بما يُقال و ان لم يكن منطقيا و بمجرد ما نقل من السلف و هم من اكدوا صحته و ليس مقومات عوامل بيان صحة الفكر المؤكد لصحة اي موضوع عصريا كما يعتمده العلم اليوم.

و عليه، فاننا نرى العلم قد يقود حتى الملتزم بالدين، و هو يفرض نفسه نتيجة ما يطرحه من المنتوجات التي لا يمكن  حتى لاي ملتزم ديني ان لا يفكر بها و ان كانت تناقض اعتقاداته غير الذين همشوا عقلهم و تركوا اي جدال او نقاش حول اصحية فكرهم و ايمانهم. فان اعتمد الاثنان على الاستدلالات العقلية في بيان صحة اي عقلية و توحهات و تفكير اي منهما على انفراد، فان العلم يمكن ان يؤكد صحته باستناد عملي و مختبري على العكس من الدين، و المنهج المعتمد علميا يمكن ان يتغير وفق بيان الاصح بالخطوات الصحية المتتالية و بالتدريج و بمسار يبدا من الصحيح نحو الاصح، اما الدين فان صحته لا تقبل النقاش عند من يؤمن به ايمانا عاطفيا كان ام استنادا على الظروف المختلفة التي تحيط المعتنق و تتمخض عن تلك الظروف العقلية التي يحملها و يتعامل بها مع الموجود و كيفية التقدم عقلانيا و التاكد من المحمول فكرا و فلسفة. اما ما يفرض نفسه على من يؤمن بالعلم بشكل مجرد من القيم و اكثرها موكابة مع الدين و ان كان بعضها عصرية حديثة نتيجة التطورات العلمية التي انتجت غير ما كانت على العكس من الدين الذي برز منه و بقي و توارث منه الاجيال من السلف دون التاكد من فحواه و حقيقته واصحيته. و هنا يمكن البيان ما المعتمد للتاكد من اصحية الادعاءات حول اي موضوع محل الجدل هل العقل و ما وصل اليه نتيجة التراكمات التي افرزها الدين خلال التاريخ و ما ورثها  المعتنق بالدين ام المختبر و المقياس العلمي غير المشكوك فيه و في صحته. هل التغييرات التي تفرض نفسها على الناس جيلا بعد اخر و تكون مصدرا لفرض التغييرات على الاعفقاد او الايمان ام ما موجود من النصوص يكفي لمن يؤمن كي لا يتجادل حول المشكوك، و الامر الوحيد المعتمد هو العودة الى النص و المعتقد بانه الذي يحل كافة الامور و القضايا و المشاكل التي تفرضها التغييرات و ما تجعل من يحملها الشك فيها استنادا على النصوص التي ورثت من السلف من المقدسات فقط متقاطعا او مصادما مع ما يفرزه العلم في العصر الحديث. ما دور المصلحة العامة و الخاصة في ما تُمليه على الناس من النصوص التي يمكن الشك بها بتقدم العلوم وكشف الاسرار الحياتية التي تدع الشك يكبر و يسيطر على العقل في قبول الغيبيات التي يستند عليها لجواب ما لم يعرف جوابه بشكل مؤكد و صادق.

اما الاهم في امر الدين و العلم هو  ما يطرحه الزمن و التقدم السائر على قدم و ساق، و هو الذي سيجيب عن ما يطرحه اي عاقل على نفسه و هو ما يحدث مستقبلا اكثر و اوسع مما يهمش الدين المعتمد على النصوص و المنقول فقط، و عليه يمكن التاكد منة جوابسؤال؛ ايهما سينقرض بفعل التقدم و التغييرات الحياتية متى ما كان قريبا او بعيدا و ايهما يثبت نفسه و اصحيته دون منازع؟ و هناك من يتاكد من الجواب منذ اليوم استنادا على فكره التقدمي العلمي و عقليته و تفكيره الدقيق و ذكائه و ما يمتلك من المقومات التي تدفعه الى اعتقاد الجواب الصحيح و يؤمن بتاصحيته عقلانيا و لا يمكن ان لا يكون مشكوكا او مطلقا لان هذه  مقولة غير علمية. و الجواب الوافي يمكن ايجاده بعد مقارنة الملتزمين بالدين او المنفكين منه  المنعتقين و نسبة من يؤدي الطقوس و ينفذ الشرائع ايمانا عقلانيا و مؤكدا مع نفسه بصحة عقليته و تفكيره و سلوكه وفقه بعيدا عن الظروف القاسية المحيطة به سواء كانت اقتصادية او ثقافية او سياسية عامة فرضت عليه الالتزام بالدين و ما يحمل للتهرب من الصعوبات و قسوة ما يفرض عليه نفسه دون ارادته.  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف