الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خمسون يوماً في اليابان، تجربة فريدة ما بين الكوارث الطبيعية وإعادة الإعمار الذاتية

تاريخ النشر : 2019-07-24
خمسون يوماً في اليابان، تجربة فريدة ما بين الكوارث الطبيعية وإعادة الإعمار الذاتية
خمسون يوماً في اليابان ،، تجربة فريدة ما بين الكوارث الطبيعية وإعادة الإعمار الذاتية

بقلم: الرائد نائل العزة – مدير العلاقات العامة والإعلام

 كل ما يشاع أو يروى عن اليابان يبقى في إطار الخيال طالما لم تخضعه للتجربة

ما أن تنزل في أرض اليابان حتى تبدأ جوانب حضارة مختلفة تظهر أمامك، تحيات وترحيب يخلو من التصنع، وهوية يابانية مشبعة بالأخلاق وتقبل الاخرين وعفوية لشطب صور نمطية وانطباعات لطالما عاشت معنا عن حضارات وثقافات أخرى. قصتي بدأت حين التحقت ببرنامج تدريبي بعنوان الإدارة الشاملة لمخاطر الكوارث من خلال الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) في أواخر عام ٢٠١٢والذي استمر لخمسين يوما مع ١٥ شخصا من ١٠ دول حول العالم ولك أن تتخيل هذا التنوع والاختلاف في اللغة والموروث الثقافي.إن المقارنة بين أي برنامج تدريبي في أي دولة مع التدريب في اليابان ستعد مقارنة غير متكافئة فلا مجال للمقارنة سواء على صعيد الوقت والترتيب والإعداد المحكم أو على صعيد المواد التدريبية والزيارات التعليمية التي تركز على فهم التجارب اليابانية لإدارة الكوارث خاصة أن الدولة اليابانية تعتبر واحدة من أكثر الدول تقدما في مجال إدارة الكوارث وتقييم المخاطر وهذا ليس رغبة منها في ذلك وانما لما تتعرض له هذه الدولة من مخاطر مختلفة (زلازل وأعاصير وبراكين وانزلاقات أرضية وعواصف ثلجية وتقلبات مناخية). 

وفي أحد الزيارات الميدانية التعليمية لاقليم توهوكو شمال شرق اليابان الذي تعرض لموجة تسونامي عرف في حينه بزلزال فوكوشيما شاهدنا ما يجعلك تقف وتدرك حقيقة مطلقة بقوة الطبيعية، التقينا خلال الزيارة بسكان محليين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم تحدثوا عن تجربتهم القاسية والمؤلمة  فقلت لاحدهم بينما كنا نقف بجانب سنابل قمح نمت بين المباني المهدمة بيت شعر لمحمود درويش (وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل) .فلا توجد كلمات تصف حجم الكارثة سوى أن تبعث الأمل في نفوس من فقدوا كل شيء فجوانب الدمار طالت جميع مرافق الحياة بما فيها المفاعل النووي الذي ضاعف من حجم الكارثة. 

وبالرغم من ذلك فبرامج إعادة الإعمار التي ترصدها الحكومة اليابانية تمكنها من تنفيذ مخططات عملاقة لتخطي مخاطر قادمة وهذا ما اطلعنا عليه في مدينة نكازاكي التي قصفت بالقنابل الذرية في نهاية الحرب العالمية الثانية فهي الآن من أجمل المدن وكأن شيئا لم يحدث. كان برنامج تدريبي مكثف وشامل تستطيع من خلاله التأكد من مشاركة كل اليابانيين في مواجهة الكوارث فيكفي أن تشعر بإثنين من الزلال خلال فترة التدريب دون خسائر بفعل الانظمة والسياسات التي يطبقها اغلب اليابانيين من إنذار مبكر وتوعية جماهرية واعلام لوقت الأزمات ومباني مصممة لمقاومة الزلازل واخلاء فوري اذا استدعى ذلك. 

هذه التجربة شكلت لدي بداية مشوار مهني متطور لنساعد في إدخال مبادئ عمل مختلفة لمنهجية الدفاع المدني الفلسطيني وخاصة في إدارة التدريب والمتطوعين فقد تكلفت بمسؤولية إدارة التدريب والمتطوعين في محافظة بيت لحم والتي قمنا مع طواقم العمل بادخال أفكار وأدوات جديدة في مجال التدريب المجتمعي والمتطوعين من أجل بناء قدرات المجتمع وخاصة في المناطق المهمشة والتي تعاني الكثير من التحديات في ظل محدودية إمكانيات الدفاع المدني الفلسطيني. وفي العام 2014 كلفت بإدارة العلاقات الدولية في المديرية العامة للدفاع المدني وهذه الإدارة تختص بالعلاقات مع أجهزة الدفاع المدني والحماية المدنية حول العالم فمن خلال العمل فيها حققنا العديد من المشاريع في مجال بناء القدرات سواء في التدريب او في المعدات والمراكز .اليوم أشغل منصب مدير العلاقات العامة والإعلام والمتحدث باسم المجلس الأعلى للدفاع المدني وهو أعلى هيئة قانونية لإدارة البلاد في حالات الطوارئ والذي يتطلب منك العمل في هذا المستوى قدرة ملائمة للتنسيق والاطلاع على أدوار الأعضاء في هذا المجلس والاستفادة من تجربة التدريب في اليابان التي ركزت في أغلبها على أن مواجهة الكوارث ليست مسؤولية جهة واحدة بل مسؤولية الجميع تبدأ من لجان الأحياء والمجالس المحلية والقروية والبلدية وصولا للمحافظة والحكومة المركزية في الدولة . وهنا لا بد للإشارة الى الإنسان الذي أعطى مجالاً واسعاً لمشاركة ضباط من الجيل الشاب في مؤسسة الدفاع المدني المدير العام اللواء يوسف نصار وذلك بالاعتماد على من تم تدريبهم وتأهيلهم للقيام بأدوار مفصلية تساهم في تحقيق رؤية وأهداف تحقق تطبيق مفاهيم الحماية المدنية في فلسطين.

كما أتقدم بالشكر الجزيل للوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) التي بذلت جهداً كبيراً في ترتيبات السفر والمتابعة المستمرة في برامجها المختلفة لما تحدثه هذه البرامج من تطور في بناء القدرات وما تعكسه بشكل مهني على أداء المتدربين




 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف