حين تصبح مصالحك هي المباديء
بقلم : حمدي فراج
ألن يقوم الوفد الاعلامي "السعودي الاماراتي البحريني" الذي يزور "اسرائيل" والكنيست ويلتقي نتنياهو ، ألن يؤدي الصلاة في رحاب المسجد الاقصى ، على اعتبار انه اولى القبلتين وثالث الحرمين من الوجهة الدينية ، وعلى اعتبار انها دعوة مفتوحة من اصحاب السلطة لكافة العرب والمسلمين ان يزوروا القدس ، "فأنتم تزورون السجين لا السجان" ؟ .
يتأسس هذا من ذاك ، الذي فقد بوصلته بعد ان فقد مبادئه ، وجعل من مصالحه هي البوصلة والمباديء ، ومن يومها ، بدأ يتخبط ، ويدخل اللج ، فيضطر الى اتخاذ قرارات لا تستقيم مع ما يمثل ، حتى وصل الامر بحاله "ان يصعب على الكافر" كما يقال . من تعليق صورة محمد مرسي على واجهات الاقصى وهو حي ، الى منع اقامة صلاة الغائب عليه وهو ميت ، السلام مع اسرائيل قبل ثلاثين سنة ، وتغيير نحو عشرة بنود من مواد الميثاق ، "الصهيونية" من حركة عنصرية بقرار رقم 3388عام 1975 في الامم المتحدة الى مبادرة فلسطينية لشطبه كبادرة نحو السلام عام 1991. تلاعب الالفاظ والمفردات ، بدل "سلام" تستخدم لفظة "تهدئة" ، ثم "هدنة" قد تصل الى خمسين سنة .
"أمريكا" رأس الشر المطلق في العالم ، تصبح مرجعيتنا في كل ما تريد ، ورغم دعمها اللامحدود والمعلن لاسرائيل ، تصبح راعية السلام الوحيدة بيننا وبينها ، حتى جاء ترامب ، وكأنه شيطان او جني بعث من الجحيم ، في حين انه جاء من امريكا نفسها ومن الحزب الجمهوري الذي يتقاسم السلطة مع الديمقراطي منذ استقلالها قبل نحو مئتين وخمسين سنة ، وللتذكير ، فإن قرار اعتماد القدس موحدة عاصمة لاسرائيل اتخذ في عهد بيل كلينتون عن الحزب الديمقراطي الذي دشن "السلام" في حديقة البيت الابيض بين رابين وعرفات .
الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي في السنة التي حكمها استضاف ما يسمى بمؤتمر الجهاد ، واعلن صرخته المشهورة "لبيك يا سوريا" ولو طال به الحكم ، كنا رأينا كيف يمكن ان يبعث بالجيش المصري تلبية لفصائل الارهاب التي نهشت سوريا ، وما زالت تنهشها في شمالها حتى اليوم بمساعدة تركيا . بالامس اعتقدنا انه عندما قال ان الرئيس بشار الاسد "فتح الدنيا امامنا وان علينا ان نصدح بالحق" ، خرج رئيسه للتدارك ، فاضطر الى ان يجافي الحق والحقيقة من انهم لم يتدخلوا في الشأن السوري ابدا ، لكنه أشاد بتركيا "التي لها علاقات متوازنة بين فتح وحماس" لكنه سبحان الله ، لم يلحظ علاقاتها مع اسرائيل . تخيلوا انه قال "خروجنا من سوريا كان مؤسساتيًا للحفاظ على سوريا وأمنها"، هل هناك عاقل واحد يصدق هذه الفرية ؟ ما جعل الاسد يقول لهم يومها : تعاطيتم مع سوريا كفندق ، غادرتموه بمجرد ان قلت خدماته . قال عنا : على الفلسطينيين ان يقبلوا صفقة القرن او فليخرسوا . لكننا تظاهرنا بأنه لم يقل او اننا لم نسمع . وعلينا الان التظاهر ان الوفد الاعلامي الخليجي لم يصل .
بقلم : حمدي فراج
ألن يقوم الوفد الاعلامي "السعودي الاماراتي البحريني" الذي يزور "اسرائيل" والكنيست ويلتقي نتنياهو ، ألن يؤدي الصلاة في رحاب المسجد الاقصى ، على اعتبار انه اولى القبلتين وثالث الحرمين من الوجهة الدينية ، وعلى اعتبار انها دعوة مفتوحة من اصحاب السلطة لكافة العرب والمسلمين ان يزوروا القدس ، "فأنتم تزورون السجين لا السجان" ؟ .
يتأسس هذا من ذاك ، الذي فقد بوصلته بعد ان فقد مبادئه ، وجعل من مصالحه هي البوصلة والمباديء ، ومن يومها ، بدأ يتخبط ، ويدخل اللج ، فيضطر الى اتخاذ قرارات لا تستقيم مع ما يمثل ، حتى وصل الامر بحاله "ان يصعب على الكافر" كما يقال . من تعليق صورة محمد مرسي على واجهات الاقصى وهو حي ، الى منع اقامة صلاة الغائب عليه وهو ميت ، السلام مع اسرائيل قبل ثلاثين سنة ، وتغيير نحو عشرة بنود من مواد الميثاق ، "الصهيونية" من حركة عنصرية بقرار رقم 3388عام 1975 في الامم المتحدة الى مبادرة فلسطينية لشطبه كبادرة نحو السلام عام 1991. تلاعب الالفاظ والمفردات ، بدل "سلام" تستخدم لفظة "تهدئة" ، ثم "هدنة" قد تصل الى خمسين سنة .
"أمريكا" رأس الشر المطلق في العالم ، تصبح مرجعيتنا في كل ما تريد ، ورغم دعمها اللامحدود والمعلن لاسرائيل ، تصبح راعية السلام الوحيدة بيننا وبينها ، حتى جاء ترامب ، وكأنه شيطان او جني بعث من الجحيم ، في حين انه جاء من امريكا نفسها ومن الحزب الجمهوري الذي يتقاسم السلطة مع الديمقراطي منذ استقلالها قبل نحو مئتين وخمسين سنة ، وللتذكير ، فإن قرار اعتماد القدس موحدة عاصمة لاسرائيل اتخذ في عهد بيل كلينتون عن الحزب الديمقراطي الذي دشن "السلام" في حديقة البيت الابيض بين رابين وعرفات .
الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي في السنة التي حكمها استضاف ما يسمى بمؤتمر الجهاد ، واعلن صرخته المشهورة "لبيك يا سوريا" ولو طال به الحكم ، كنا رأينا كيف يمكن ان يبعث بالجيش المصري تلبية لفصائل الارهاب التي نهشت سوريا ، وما زالت تنهشها في شمالها حتى اليوم بمساعدة تركيا . بالامس اعتقدنا انه عندما قال ان الرئيس بشار الاسد "فتح الدنيا امامنا وان علينا ان نصدح بالحق" ، خرج رئيسه للتدارك ، فاضطر الى ان يجافي الحق والحقيقة من انهم لم يتدخلوا في الشأن السوري ابدا ، لكنه أشاد بتركيا "التي لها علاقات متوازنة بين فتح وحماس" لكنه سبحان الله ، لم يلحظ علاقاتها مع اسرائيل . تخيلوا انه قال "خروجنا من سوريا كان مؤسساتيًا للحفاظ على سوريا وأمنها"، هل هناك عاقل واحد يصدق هذه الفرية ؟ ما جعل الاسد يقول لهم يومها : تعاطيتم مع سوريا كفندق ، غادرتموه بمجرد ان قلت خدماته . قال عنا : على الفلسطينيين ان يقبلوا صفقة القرن او فليخرسوا . لكننا تظاهرنا بأنه لم يقل او اننا لم نسمع . وعلينا الان التظاهر ان الوفد الاعلامي الخليجي لم يصل .