الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حقيقة الأحلام بقلم:محمد "محمد سليم" الكاظمي

تاريخ النشر : 2019-07-20
حقيقة الأحلام بقلم:محمد "محمد سليم" الكاظمي
حقيقة الأحلام

إنَّ حياة الجسد كمادة لا تتوقف على وجود الروح فيه، وخير دليل على ذلك هوما نُلاحِظَهُ ومانعرِفهُ عن حالة النوم والسبات اليومية التي يمر بها الإنسان، فكماً صحَّت الرواية عن النبي مُحمَّد (صلى الله عليهِ وسلَّم) أَّنَّهُ كان يقول إذا أصبح وقام من نومهِ: الحمدُ لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، واليهِ النُشور. صدق رسول الله.

فمجرد أن ينام الإنسان ، تُفارقهُ روحهُ لتَسبح في ملكوتِ الله ، وذلك كي تُخفف عن كاهِلها عِبء الجسد ومشاكله ولو للحظات، فما الأحلام سوى صور من المحيط الذي عملت الروح لتوجدهُ حتى يكون لها متنفساً نتيجة الضغوط والمشاكل التي تحمَّلتها تلك النفس، وذلك خِلال فترة وجودها داخِل الجَسد، مما يُفسِّر
الصلة بين ما يشعُر بهِ الإنسان وبين ما يراهً في منامهِ، فإذا كان قلقاً أو خائفا تكون أحلامّهُ مُزعجة، وإذا كان هادئاً مطمئناً، تكون أحلامه سعيده ومريحه.

وبمجرد أن يستيقظ الإنسان من نومهِ تُردَّ إليهِ الروح ثانية من جديد .

ومع وجود العديد من الأحاديث النبوية التي تدعم قولنا هذا، هُناك دلائل من كتاب الله وهو القرآن الكريم.

فلقد جاء في مُحكم آياتهِ في سورة الفرقان ، الآيات رقم 45 و46 و47:

بسم الله الرحمن الرحيم (أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ
وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴿٤٥﴾ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ﴿٤٦﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴿٤٧﴾، صدق الله العظيم.

حيث يُرجَّح تفسير قولهِ تعالى هُنا (ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا
يَسِيرًا ﴿٤٦﴾ أي قبض الروح اليسير في فترة الليل عند النوم ، بحيث لا يفصلها كلياً عن الجسد مما يتيح لها فرصة العودة إلى الجسد بعد أن يريحها بعض الشيء، وذلك حتى موعد الفراق الأبدي في حالة الإنسان الكافر او الفراق المؤقَّت في
حالة الإنسان المؤمن، أما علاقة الظِل بالروح هنا تتجلى بكون الخالق جلَّ وعلا قد مدَّ الظِل في الكون لذلك نرى محيط الكون لونه اسود ولو شاء لأبقاهُ هكذا ولكن شاء الخالق بأن يجعل الشمس دليلاً عليه ليتعرف عليه الإنسان، فبمجرد حجز ضوء الشمس يكون الظِل، وبسبب هذا الظِل كان الليل، وفي الليل ينام الإنسان لتُقبض روحهِ قبضاً يسيرا، والله أعلم.

أو كما جاء التفسير في تأويل قولهِ تعالى في سورة الزُمَّر الآية 42 :( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا
ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) .

نجد الدلالة هُنا على أنَّ الألوهية لله الواحد القهَّار خالصة دون عن كلِّ من سواه ، وأنَّهُ هو من يُحيي ويُميت ، وأنَّهُ هو الذي يفعل ما يشاء، ولا يقدر على ذلك أحدُ سواه جلَّت قُدرتهُ ، فهو الذي جعل ذلك خبراً نبههُم بهِ على عظيم قُدرتهِ، فقال: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا فيقبِضها عند فناء أجلها وإنقضاء مدة حياتها ، ويتوفى أيضاً التي لم تمت في منامِها ، كما التي ماتت عند مماتها فيُمسِك التي قَضى عليها الموت كجسد فلا تعود إليهِ ، أما التي لم يقض على جسدها بالموت فتعود إليهِ عندما يستيقظ إلى أن ينقضي
أجلُها .

وقد ذُكِر في الأثر أنَّ أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتعارف ما شاء الله منها، فإذا أرادت الرجوع إلى اجسادهما أمسك الله أرواح الأموات عندهُ وحبسها، وأرسل أرواح الأحياء حتى ترجع إلى أجسادها إلى أجل مسمى وذلك إلى انقضاء مدة حياتها .

أو كما جاء في قولهِ تعالى في سورة الفجر الآيات 27 و 28 و 29 و 30:

بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي
(29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) صدق الله العظيم .

فجاء قوله هنا للدلالة على مرجعية الروح بشكل خاص لله وحدهُ، والحالة التي تعالجها الأية الكريمة هنا هي حالة يوم القيامة الذي يتم فيه محاسبة كل مخلوق بشري على ما اقترف من عملٍ اتجاه روحه الطاهرة التي أودِعَت أمانة من الله لديه، وما قوله تعالى هُنا (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) أي يا أيتها الروح التي عُوقِبَ من أهانك وجُوزي من أكرَمَكِ لتصبحي بعدها مُطمئنَّة عودي الى ربِّك ومولاكِ وصاحِبك وهو الله ، لتُمنحي بعدها إلى من يستحقَّك
وهو العبد الصالح المُقيم في جنَّة الخُلد.

وبناءاً على ما سبق تكون الروح قد فارقت الجسد لمرَّات عِدة مع بقاء الجسد حياً يُرزق وذلك عند نوم الإنسان، لأن الروح من صفاتِها عدم النوم وذلك توافقاً مع مرجعيتها لله الذي هو حي لا يموت وعظيمٌ لا يّنام.

من كتاب (حقائق في علم الكتاب – دراسة في علوم الكتب السماوي) صفحة 135-136.

تأليف: محمد "محمد سليم" الكاظمي (المقدسي)
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف