الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جداريات عنقاء بقلم: نزهة أبو غوش

تاريخ النشر : 2019-07-19
جداريات عنقاء للكاتبة مروى منصور
قراءة وتحليل: نزهة أبو غوش
حملت الكاتبة الفلسطينيّة مروى منصور ريشتها وغمّستها في بحر وطنها لتكتب لنا روايتها البكر المميّزة، خاضت بها عالم المرأة الظاهر والمخفيّ تعيش في ظلّ وطن مسيّر لطبقة أو شريحة من الشّعب هي فوق القانون وفوق أيّة مساءلة.
في روايتها أظهرت الكاتبة نقدا واضحا وصريحا لهذه الطبقة الفوقيّة: انتقدت ظلم وتعسّف المسؤولين الكبار وخياناتهم ومحسوبيّاتهم وارتفاعهم وبناء نفوذهم وأمجادهم مبنيّ على أكتاف الشّعب المسكين الّذي يتعب ويشفى، من أجل لقمة العيش؛ توصّل أن تصفهم بطلة الرواية بالخونة.
في روايتها عمدت الكاتبة أن تبني ثلاثة شرائح من النّساء في المجتمع. شريحة أو طبقة من النّساء اللواتي رزحن تحت سلطة الرّجل، ظلمه وتعسّفه وتسلّطه؛ مما أوصلهن إِلى الحياة على هامش المجتمع، لا مساعد ولا عائل لهنّ؛ أمّا الشّريحة الثّانية فهي النّساء اللواتي يعشن في مجتمع فضفاض يعملن ما يحلو لهن دون مسؤوليّة تجاه عائلاتهنّ وتجاه انفسهنّ يركضن خلف المادّة والرّجال بعلاقات مشبوهة لا حدود لها، فهنّ نساء لعوبات، خائنات، مغريات..
الشريحتان قد سحقتا تحت سلطة الطّبقة الفوقيّة الّتي ذكرت سابقا.
أمّا الشّريحة الثّالثة، فهي الشّريحة الجريئة المطالبة بحقوقها، الّتي استطاعت أن تقول...أخير، لا.. بفم مفتوح. احتجاجا على تخفيض رواتبهنّ في وزارة التربية والتعليم. هذه الشّريحة قد قُمعت أيضا من قبل الطبقة الفوقية.
لقد نجحت الكاتبة مروى في بنائها الفنيّ لهذه الطّبقات الثّلاث، وبالتّالي هي الدعّامة الاساسيّة لبناء الرّواية الفنّي.
لقد اتّفق معظم النّقّاد على أنّ المرأة ترمز إِلى الوطن، وفي هذه الرّواية أرى بأنّ شخصيّاتها النّسائيّة من كافّة الطّبقات قد مثّلت وطننا العربيّ الكبير بكلّ تفاصيله الّتي تتطابق مع النّساء اللعب، والمراوغة، الاغراء، الجري خلف المادّة التّملّق والتّسلّق والانقياد لسلطة فوقيّة تحكمها ونخطط لها مسارها وحياتها وكينونتها، وتسحقها تماما كما سُحقت نساء الرّواية. ووصلت إِلى درجة من الخنوع مسيّرات، كما حدث لبطلة الرّواية الّتي تحدّت الطّبقة التّنفيذيّة، وعاندت وقاومت، وساعدت النّساء المهمّشات وضخّت في أُسرهنّ الحياة وجعلت منهنّ نساء منتجات من خلال عملها في جمعيّة مناهضة للعنف؛ من أجل حياة محترمة كريمة.
في نهاية المطاف استنتجت البطلة لوليانا بأنّ من يمشي عكس التّيّار، وعكس رغبة أسياده، يمكن أن يسحق تحت أقدامهم وتضيع حياته، كما ضاعت شعوبنا، لكنّها أخيرا استدركت نفسها وجرت في نفس الاتّجاه الّذي يريده منهم الكبار الرّؤوس المدبّرة والمخطّطة، تماما كنهاية بطلة روايتنا – لوليانا- واستدراكها لتخليص حياتها فانقلبت كلّ موازينها رأسا على عقب وتركت كل مبادئها وقيمها وأذعنت للقوّة العليا لأنّها الوسيلة الوحيدة لاستمرارها بالحياة.
من المأخذ على الكاتبة حسب رأيي هو استخدامها نفس الخطاب من بداية الرّواية حتّى نهايتها.
اللغة في رواية " جداريّات عنقاء" لغة جريئة قويّة ورصينة وثريّة بالمحسّنات البديعيّة والتّشبيهات تنمّ عن تمكين الكاتبة من اللغة وتمرّسها بها؛ لكنّي رأين أن هناك تكرار مبالغ به في وصف الأحداث، حيث جعلت الكاتبة من الرّاوية البطلة إِمراة كثيرة الشّكوى والتّذمّر من حياتها وما آلت اليه ظروفها الحياتيّة، تجعل من القارئ يعتقد بأنّه عاد بالقراءة إِلى الخلف وكأنّ الكاتبة هنا لا تثق بقدرة القارئ على الفهم السّريع والاقتناع بالفكرة.
كما أن التّشبيهات جاءت على حساب النّص وأثقلته نحو في صفحة16:
جهازها النّقال يهتزّ مرارا على المنضدة، تهمّشه كوسواس خنّاس، كتوابل تفسد نكهة الطّعام الأصليّة.."
وفي صفحة88: "
هي تخشى على انوثتها من الاندثار من التّطاير كمشروب غازيّ بعد فتح علبته..."
استطاعت الكاتبة منصور أن توصل فكرتها للقارئ دون أدنى شكّ؛ لكنّها لم تستطع اقناعنا كقرّاء بعلاقاتها ولم تصل الينا بأنّ هناك حبّ حقيقي بين عاشقين رغم كثافة اللغة وتراصّها ومحاولة صنع الاسلوب الرومنسي والتّلاعب بالألفاظ الموحية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف