الضحك على المستثمرين
دائماً ما نردد سؤالاً مفاده "لماذا نفشل في جلب المستثمرين الأجانب لدولنا" ..؟
الجواب يجمع النقيضين فهو مضحك ومبك في الوقت نفسه، لأننا بكل بساطة نحاول خداع المستثمرين الأجانب ونمهد لهم طريقاً مفروشاً بالورد ،وبأنهم سيعيشون أحلاماً وردية معنا.
إن الشركات والمؤسسات العملاقة لديها صورة واضحة وشاملة عن كل شيء، فهي تملك حكومة مصغرة تعمل تحت يديها وتعرف الصغيرة والكبيرة، كما أن مندوبيها في الدول هم بمثابة مراسلين صادقين وأكفاء ينقلون لهم ما يجري من دون أية رتوش.
لاننكر أيضا دور المؤسسات الاقتصادية ذات الصيت الواسع كوكالات التصنيف الائتماني وصندوق النقد والبنك الدوليين وغيرها الكثير، فهذه المؤسسات العريقة تُصدِر بيانات وتقارير بين فترة وأخرى تُوَصِّف الوضع الاقتصادي بدقة متناهية، وكلمة من هذه المؤسسات ترفع من دول وتخسف الأرض بدول أخرى، كما فعلت إبَّان الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، وصنَّفت الاقتصاد في إسبانيا وإيطاليا واليونان بأنه في حالة يرثى لها، وعلى هذه الدول اتخاذ إجراءات سريعة وقاسية لكي يعود الوضع الاقتصادي للتحسن كما في السابق.
كما أن للإعلام دوراً مهماً، فأزمة الرَّهن العقاري التي حدثت في أميركا وإسبانيا وقبرص وغيرها من الدول، كان الإعلام لاعباً رئيسياً حيالها فلقد نقل كيف أن بيوتاً فخمة وعمارات شاهقة أصبحت خاوية ومكاناً لسكن الأشباح، وباتت تباع بثمن بخس.
أيضاً قد يغفل الكثيرون عن رؤوس الأموال المهاجرة والتي هاجرت بسبب ظروف كثيرة نحن في غِنىً عن ذكرها، وكيف أنهم ينقلون معاناتهم للآخرين بحسرة وألم، وهم بالتأكيد يملكون شبكة من العلاقات بمستثمرين وشركات وبنوك في دول عديدة.
من يريد الاستثمار وجلب الأموال من مختلف دول العالم عليه أن يتمتع بالشفافية وبالسرعة والمرونة، ونحن لانملك أياً منها، كما عليه أن يدعم المستثمر المحلي ويقف بجانبه، فبإمكان هذا المستثمر أن يكون سفيراً لهذه المهمة، كونه يعلم أصول اللعبة، أما ما نعقدها من مؤتمرات ونقوم بها من حملات ما هي إلا إضاعة للمال والوقت، وها نحن نرى أن نتائج ما نقوم بها تكاد تكون معدومة.
حسين علي غالب
دائماً ما نردد سؤالاً مفاده "لماذا نفشل في جلب المستثمرين الأجانب لدولنا" ..؟
الجواب يجمع النقيضين فهو مضحك ومبك في الوقت نفسه، لأننا بكل بساطة نحاول خداع المستثمرين الأجانب ونمهد لهم طريقاً مفروشاً بالورد ،وبأنهم سيعيشون أحلاماً وردية معنا.
إن الشركات والمؤسسات العملاقة لديها صورة واضحة وشاملة عن كل شيء، فهي تملك حكومة مصغرة تعمل تحت يديها وتعرف الصغيرة والكبيرة، كما أن مندوبيها في الدول هم بمثابة مراسلين صادقين وأكفاء ينقلون لهم ما يجري من دون أية رتوش.
لاننكر أيضا دور المؤسسات الاقتصادية ذات الصيت الواسع كوكالات التصنيف الائتماني وصندوق النقد والبنك الدوليين وغيرها الكثير، فهذه المؤسسات العريقة تُصدِر بيانات وتقارير بين فترة وأخرى تُوَصِّف الوضع الاقتصادي بدقة متناهية، وكلمة من هذه المؤسسات ترفع من دول وتخسف الأرض بدول أخرى، كما فعلت إبَّان الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، وصنَّفت الاقتصاد في إسبانيا وإيطاليا واليونان بأنه في حالة يرثى لها، وعلى هذه الدول اتخاذ إجراءات سريعة وقاسية لكي يعود الوضع الاقتصادي للتحسن كما في السابق.
كما أن للإعلام دوراً مهماً، فأزمة الرَّهن العقاري التي حدثت في أميركا وإسبانيا وقبرص وغيرها من الدول، كان الإعلام لاعباً رئيسياً حيالها فلقد نقل كيف أن بيوتاً فخمة وعمارات شاهقة أصبحت خاوية ومكاناً لسكن الأشباح، وباتت تباع بثمن بخس.
أيضاً قد يغفل الكثيرون عن رؤوس الأموال المهاجرة والتي هاجرت بسبب ظروف كثيرة نحن في غِنىً عن ذكرها، وكيف أنهم ينقلون معاناتهم للآخرين بحسرة وألم، وهم بالتأكيد يملكون شبكة من العلاقات بمستثمرين وشركات وبنوك في دول عديدة.
من يريد الاستثمار وجلب الأموال من مختلف دول العالم عليه أن يتمتع بالشفافية وبالسرعة والمرونة، ونحن لانملك أياً منها، كما عليه أن يدعم المستثمر المحلي ويقف بجانبه، فبإمكان هذا المستثمر أن يكون سفيراً لهذه المهمة، كونه يعلم أصول اللعبة، أما ما نعقدها من مؤتمرات ونقوم بها من حملات ما هي إلا إضاعة للمال والوقت، وها نحن نرى أن نتائج ما نقوم بها تكاد تكون معدومة.
حسين علي غالب