الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أسرى الصراع الإسلامي المسيحي في الأندلس من عصر المرابطين حتى سقوط غرناطة

تاريخ النشر : 2019-07-18
أسرى الصراع الإسلامي المسيحي في الأندلس من عصر المرابطين حتى سقوط غرناطة
أسرى الصراع الإسلامي المسيحي في الأندلس من عصر المرابطين حتى سقوط غرناطة (483-897هـ/1090-1492م). للدكتورة أميرة الطواب.

عرض أبوالحسن الجمال – كاتب ومؤرخ من مصر

    في مصر ظاهرة غريبة تصنف الكليات إلى كليات قمة وكليات سفح.. وهذا لعمري تصنيف غريب لا نجده في الدول الأخرى، فليس هناك كلية قمة وكلية سفح ..فالقمة هي ما يصنعها صاحبها في أي تخصص.. وهذا ما حدث مع الدكتورة أميرة الطواب التي أحرزت الدرجات العلا في شهادة الثانوية العامة، ومع ذلك التحقت بكلية الآداب جامعة الزقازيق؛ التي تحبها والقسم الذي تعشقه (قسم التاريخ)، ووضعت نصب عينيها التفوق وظلت تحافظ عليه طوال السنوات الأربع، وكان ترتيبها في كل هذه السنوات (الأولى) على دفعتها، وعينت معيدة في تخصص تاريخ المشرق الإسلامي، ولأنها عشقت الأندلس منذ مبكراً والإلمام بمصادره القديمة والمراجع الحديثة وأعلام تخصصه من أمثال الدكتور: السيد عبدالعزيز سالم، والدكتور أحمد مختار العبادي ورواد مدرسة الإسكندرية عموماً، وأساتذة المغرب من أمثال: محمد بن شريفة، وعصمت دندش، ومحمد حجي، وغيرهم  وكذلك أستاذها الدكتور محمود إسماعيل والدكتورة سامية مسعد، فقد تقدمت بطلب إلى عميد الكلية لتغيير هذا التخصص الدقيق إلى المغرب والأندلس.. وهكذا بدأت محطاتها مع الأندلس في رسالتها للماجستير وعنوانها "الأزمات الاقتصادية وتأثيرها الاجتماعي على مملكة بني الأحمر في غرناطة 635-897ه/ 1238-1492م ومنحت الدرجة عام 2013 بتقدير ممتاز .

   وقد ألمت أميرة الطواب بالمصادر العربية والأجنبية وتعلمت العديد من اللغات، وانتهزت فترة وجودها مع زوجها في بعثة في الخارج فتعلمت الإسبانية لتكون متمكنة وقادرة على القراءة والتحليل للجانب الأخر خاصة عندما أتيحت لها فرصة زيارة بعض المكتبات العالمية في المجر والنمسا فوجدت المتحامل على المسلمين في كتاباته والحيادي، ومن يكتب من الجانب المسيحي فقط لذا ودت أن تكون مضطلعة على جميع الآراء والأطراف لتكون موضوعية في كتاباتها عن هذه الفترة الأندلسية المليئة بالصراعات بين المسلمين والنصارى.

 

      وقد نوقشت مؤخراً رسالتها للحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي بعنوان: "أسرى الصراع الإسلامي المسيحي في الأندلس من عصر المرابطين حتى سقوط غرناطة (483-897هـ/1090-1492م)". بإشراف الدكتور محمد إسماعيل عبدالرازق أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية الآداب جامعة عين شمس، والدكتورة سامية مسعد أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية الآداب جامعة الزقازيق، وقام بمناقشة الباحثة الدكتور إبراهيم عبدالمنعم سلامة  أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، والدكتور حسن بشير أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية الآداب جامعة الزقازيق.

     ومنذ وصول المسلمين إلى الشاطيء الأندلسي سنة 92هـ والصراع لم ينتهي بينهم وبين النصارى في الشمال، وكان ميزان القوى دوما لصالح المسلمين، إلى أن سقطت الخلافة الأموية في قرطبة سنة 422هـ وعقب ذلك ظهور دويلات الطوائف، واستعانة بعضهم بالممالك النصرانية لمحاربة بعضهم بعضاً.. وأدى ذلك إلى التوغل في البلاد الإسلامية لأول مرة وسقوط طليطلة عام 478هـ/1085م وأدى ذلك إلى تحول ميزان القوى في الأندلس لصالح الممالك المسيحية وبدأ ما يعرف بحروب الاسترداد الصليبية، حيث عبرت الجيوش المسيحية نهر التاجة لأول مرة منذ الفتح الإسلامي؛ بعدها توالى عبور النصارى الإسبان إلى الأراضي الإسلامية وحمل المرابطون والموحدون مهمة الجهاد في الأندلس؛ ووقعت بين المسلمين والنصارى غمار معارك كبرى كثيرة كالزلاقة 479هـ/1085م؛ والأرك591هـ/1195م؛ والعقاب 609هـ/1212م؛ بالإضافة إلى المئات من الغارات والاشتباكات والتي أفرزت بدورها الآلاف من القتلى والأسرى.

     كانت عملية الأسر بالنسبة للمسلمين والنصارى في شبه الجزيرة الأيبيرية نتاجاً طبيعياً من نتائج حروبهم المسترسلة، وعليه امتلأت قصور الأندلسيين بالأسرى المسيحيين، وامتلأت أيضاً بلاطات ملوك الممالك المسيحية بالأسرى المسلمين؛ وارتبطت عملية الأسر بتجارة الرقيق إذ سرعان ما كان يتم التخلص من الأسرى ببيعهم كرقيق حتى وصل الأمر إلى اصطحاب بعض ملوك النصارى للتجار لليهود في معاركهم ضد المسلمين لشراء الأسرى المسلمين المتوقع الحصول عليهم.

   وقد رصدت الدراسة الفترة الزمنية الممتدة من عام 483هـ/1090م وهي البداية الفعلية للمرابطين في حكم الأندلس بعد قيام يوسف بن تاشفين بالقضاء على معظم دويلات الطوائف، وحتى عام 897هـ/1492م وهو نهاية الوجود الإسلامي في الأندلس بسقوط مملكة غرناطة في أيدي الملكين الكاثوليكيين فرناندو وإيزابيلا؛ حيث شهدت هذه الفترة تطوراً في عمليات فداء الأسرى خاصة مع ازدياد حدة المواجهات العسكرية بين الجانبين الإسلامي والمسيحي، فاختلفت استراتيجية المسلمين والنصارى في التعامل مع هؤلاء الأسرى فبعدما كان يُقضى على غالبيتهم بالرق أصبحت عمليات الفداء هي الأكثر شيوعاً.

   وقد قسمت الباحثة هذه الدراسة إلى مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة، يعقبها الملاحق وقائمة بمصادر ومراجع الدراسة.

   وفي التمهيد تناولت فيه بالشرح تعريف الأسرى؛ ثم تطرقت إلى وضعية الأسرى في الديانة المسيحية والتي لم تحتوي على قواعد وأحكام خاصة بالأسرى، بخلاف الدين الإسلامي والسنة النبوية الذين فصَّلا جميع المعاملات الخاصة بالأسرى؛ وسنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم منهجاً هو الأول من نوعه في الرحمة والإنسانية والرفق في التعامل معهم، وسبق بذلك العالم الذي يرى في اتفاقية "جنيف عام 1949م" المنقذ والملهم لهذه الفئة المستضعفة؛ وفي النهاية تحدثت الباحثة عن الأسرى في الأندلس في الفترات السابقة، وخاصة في العصر الأموي وعصر ملوك الطوائف، وعرضت لبعض الأمراء والخلفاء الذين كان لهم دور بارز في عملية افتكاك الأسرى، وأهم طرق الافتكاك.

     وعرضت الباحثة في الفصل الأول الذي جاء تحت عنوان "ظروف الأسر وملابساته" لأهم طرق الوقوع في الأسر وهي الحروب والمواجهات العسكرية بين المسلمين والنصارى، وعمليات القرصنة البحرية وقطع الطريق والخطف وغيرها؛ ثم تحدثت عن أوضاع الأسرى، وناقشت عملية قتل الأسرى والظروف التي أدت إلى ذلك وأهم أسبابها، ثم عرضت لعملية تحويل الأسرى إلى رقيق ومراحل بيعهم؛ وأخيراً تحدثت عن طرق التعامل مع الأسرى والأماكن المخصصة لسكناهم، وحصص الطعام والشراب التي كانوا يحصلون عليها.

     أما في الفصل الثاني وعنوانه "جهود الدولة في افتكاك الأسرى" فاستعرضت الباحثة أهم الطرق التي سلكتها الدول والحكومات لافتكاك أسراها، وأهمها عمليات تبادل الأسرى، وافتداء الأسرى بالمال، والجهود الدبلوماسية المتمثلة في إرسال الرسائل الديوانية من أجل افتكاك الأسرى، وإدراج الأمور المتعلقة بالأسرى وافتكاكهم ضمن بنود المعاهدات الرسمية المعقودة بين الجانبين، وأخيراً تعبئة القوى العسكرية وشن الغارات لاستنقاذ الأسرى في حالة فشل الطرق السلمية في تحريرهم.

     وناقشت الباحثة الفصل الثالث: "جهود العلماء والجهود الشعبية في افتكاك الأسرى" وهي جهود لا تقل أهمية عن دور الحكومات، وفيه عرضت لدور العلماء والفقهاء في افتكاك الأسرى من خلال شرحهم للإشكاليات المتعلقة بقضية الأسر، ودور فتاوى هؤلاء العلماء في إيجاد حلول عملية ومنطقية لها، بالإضافة إلى تبرعات هؤلاء العلماء المادية وتذكيرهم الناس بضرورة افتكاك الأسرى؛ ثم تطرقت إلى جهود الكنيسة، والجمعيات الدينية ودورها في افتكاك المئات من الأسرى؛ أما الجهود الشعبية فتمثلت في التبرعات لصالح الأسرى، والأحباس وأموال الزكاة والصدقات التي قدمها الشعب من أجل افتكاك الأسرى؛ أما مؤسسة "الفكاكة" فكان لها دور كبير وبارز في تسهيل عمليات افتكاك الأسرى، لقيام هؤلاء الفكاكين بالبحث عن الأسرى وافتكاكهم مقابل عقود مكتوبة بينهم وبين أهالي الأسرى، ومقابل الحصول على بعض الأرباح المتفق عليها والمنصوص عليها في هذه العقود، والتي من الواضح أنها كانت أرباحاً طائلة، الأمر الذي جعل بعض الأسر العريقة تحتكر هذه الوظيفة لسنوات عديدة.

    أما في الفصل الرابع والأخير والذي جاء تحت عنوان "الآثار الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعملية الأسر" فقد تناولت فيه الآثار الاقتصادية للمتاجرة في الأسرى جراء تكليفهم بالعديد من الأعمال مما أدى إلى حصول سادتهم على الأرباح الطائلة جراء تشغيل هؤلاء الأسرى كأيدي عاملة مجانية، هذا بالإضافة إلى فرض الضرائب على عملية انتقال الأسرى من مكان إلى آخر؛ وذكرت أيضاً أهم المشكلات الاقتصادية الناتجة عن غياب الأسرى عن أملاكهم.

    اما الآثار الاجتماعية فتمثلت في ارتداد الأسرى وتخليهم عن دينهم أحياناً من أجل الحصول على الحرية أو لتحسين وضعيتهم في الأسر، وذكرت أهم المشكلات الاجتماعية الناتجة عن غياب الأسرى عن أهلم وذويهم، والزواج المختلط بين المسلمين والنصارى لازدياد أعداد السبايا الإناث؛ وأخيراً تحدثت عن الآثار الثقافية وأهمها التأثير الثقافي المتبادل بين الجانبين الإسلامي والمسيحي والأعمال الأدبية التي أنتجها العلماء والشعراء في مدة أسرهم.

   أما في الخاتمة: فقد عرضت لأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، يليها عدد من الملاحق ثم قائمة بأسماء المصادر والمراجع التي تم الاعتماد عليها أثناء إعداد الدراسة.

   وفي النهاية أوصت اللجنة بمنح الطالبة درجة الدكتوراه في الآداب من قسم التاريخ بمرتبة الشرف الأولى. بتاريخ 29-6-2019م

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف