الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المسيحيون الإنجيليون وقضية فلسطين بقلم:د.محمد بدر

تاريخ النشر : 2019-07-18
المسيحيون الإنجيليون وقضية فلسطين

د.محمد بدر

لم يكن من المستغرب والمستهجن أن يقوم الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة دولة بلاده من تل أبيب الى مدينة القدس، رغم القرارات الدولية التي تعارض مثل هذه الخطوة والاجماع الدولي على ذلك قبل أن يتوصل طرفي الصراع الى حل سلمي تُقام بموجبه دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران من العام 1967، قيام ترامب بنقل سفارة بلاده الى القدس جاء استرضاء لقاعدته الشعبية الصهيونية – المسيحية وهو ما عبر عنه مراراً وتكراراً قبل تسلمه مقاليد الحكم وخلال حملته الانتخابية ومعتبرا أن مثل هذه الخطوة كان من المفترض أن تكون منذ وقت طويل.

تنطلق رؤية الانجيليون من أن ما يجري من أحداث في الأراضي المحتلة "اسرائيل" كان قد ورد في "سفر الرؤيا" من الكتاب المقدس، فسفر الرؤيا يمتلىء بوصف دقيق للرؤى التي تعلن الأيام الأخيرة التي تسبق المجيء الثاني للمسيح وتقديم السماء والأرض الجديدتين. يبدأ سفر الرؤيا بسبع رسائل موجهة إلى سبع كنائس في آسيا الصغرى، ثم يمضي ليعلن سلسلة من الدمار الذي سينسكب على الأرض؛ وعلامة الوحش "666"؛ ومعركة هرمجدون النهائية؛ وتقييد الشيطان؛ وملك الرب؛ وعرش الدينونة الأبيض العظيم؛ وطبيعة مدينة الله الأبدية. فالصهيونية المسيحية ترى أنه توجد خطة إلهيه تتوافق في اسرائيل تتمثل في تشجيع اليهود على العودة الى فلسطين التاريخية والضفة الغربية فهي بنظرهم عبارة عن "القلب التوراتي" والمنطقة يجب أن يمتلكها اليهود قبل عودة المسيح.

الانجيليون يدفعون ملايين الدولارات لبناء المستوطنات، حيث على مدى السنوات العشر الماضية، جلبت "منظمة هايوفيل" الامريكية وحدها ما يزيد عن 1700 متطوع مسيحي للمساعدة في بناء مستوطنات في الضفة الغربية. وتقوم رؤيتهم على أمر واحد " أن كل ما يساعد على الوصول الوشيك للمسيح فهو أمر مُرحب به" ، ومن هذا المطلق يرون أن من واجبهم تشجيع اليهود على الانتقال من الأوطان التي يعيشون بها الى الأرض الموعودة وذلك لتعجيل بقدوم آخر الزمان الذي يفترض أن يُبشر به الكتاب المُقدس، تلك هي النشوة التي تتحقق عندما يعود المسيح لبناء مملكته على الأرض ويجلس بجانبه الاتقياء من المسيحيون، أما الآخرون بما فيهم اليهود فإن عليهم التوبة والذين لا يتوبون فيكون مصيرهم الجحيم. وبالتالي هؤلاء ليس مراقبون يتابعون تحقيق الخطة الالهية وانما يشاركون في التعجيل بها. وتقوم على فكرة بأن على اليهود عدم الاندماج في بلدانهم بل وعليهم أن يتحولوا الى ادوات لتحقيق ارادة الرب من خلال الانتقال الى فلسطين وذلك من أجل ان يتمكن المسيحيون من تحقيق الخلاص.

نصل الى نتيجة مفادها بأن من أسس وأنشأ اسرائيل هم المسيحيون الانجيليون، وأن طلائع الحركة الصهيونية هم من المسيحيين، ففي مطلع القرن التاسع عشر نشأت حركة صهيونية مسيحية عُرفت بإسم التجديد وكانت سابقة على نشأة الحركة الصهيونية اليهودية.

جون هاغي مؤسس ما يُسمى ب " مسيحيون متحدون من أجل اسرائيل" وقف أمام الايباك ليقول" لقد أفاق عملاق الصهيونية الذي كان نائماً، هناك خمسون مليون مسيحي يساندون دولة اسرائيل" اضافة الى دوره وتأثيره على الكونغرس للخروج بتشريعات مؤيده لاسرائيل مثل قانون تايلور فوريس الذي يقلل من التمويل الذي تقدمه الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية. تشير كلمة "صهيون" في العهد القديم بشكل عام إلى القدس. فهي تظهر مئة وأربعا وخمسين مرّة في العهد القديم، خاصةً في أشعيا (47 مرة) وفي المزامير (37 مرة). أما في العهد الجديد فتظهر الكلمة فقط سبع مرات، وهي في معظمها ضمن اقتباسات من العهد القديم. بالنسبة للكثير من المسيحيين، يبدو واضحا أنه، مع مجيء المسيح، لم يًعُد التركيز على أرض محددة (أرض إسرائيل) أو مدينة محددة (صهيون-القدس)، بل، بالأحرى، على كل بقاع الأرض.

المسيحية الصهيونية هي مصطلح حديث نسبياً ولكنه يشير إلى نوع من الفكر المسيحي الذي هو أقدم من الصهيونية ويمكن أن يتواجد خاصة في عدة كنائس غير تقليدية، بالتحديد في المناطق الانجلوسكسونية (أمريكا وبريطانيا) والعالم الأوروبي الشمالي (هولندا واسكندنافيا). ترتكز الصهيونية المسيحية على ثلاثة دعائم أساسية:

أ‌) أنها تحاول قراءة الأحداث المعاصرة في سياق الكتاب المقدس. 

ب‌) السؤال الرئيسي الذي تطرحه المسيحية الصهيونية هو ذلك المتعلق بالأواخر: متى يعود المسيح؟ فالمسيحيون الصهاينة يدعمون فكرة أننا على حافة نهاية الزمان وأن عودة المسيح أوشكت. 

ت‌) في قلب نهاية الزمان هذا تركز الصهيونية المسيحية على الشعب اليهودي ودولة إسرائيل. تقول الصهيونية المسيحية إن الوعود المقدمة إلى الكنيسة في نهاية الزمان والمتعلقة بالاعتراف الشامل بالمسيح كإله ومخلص، يجب إن يسبقه الإيفاء بوعود العهد القديم لإسرائيل. وتتضمن هذه الوعود عودة اليهود إلى وطنهم وتأسيس دولة يهودية وبناء الهيكل الثالث. وهذا كله يدعو إلى نشوب حرب نهاية الزمان التي يجب إن تسبق عودة المسيح الثانية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف