الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة نقدية على قصيدة نثرية شجية في ظلمة الليل بقلم:أ.روان أحمد شقورة

تاريخ النشر : 2019-07-18
أ.روان أحمد شقورة.
أ.د خالد صافي"وطن على أجنحة سراب"
خطوت في حلكة دجى الحياة على مقبرة الأحياء، فتوجست خيفة من وقع ضباب التراب، فلم أرى سوى سراب هياكل عظام مغروسة في جذور اللا مكان، فانبثق صدى صوت هاذي بحروف زهرة الأديان مجزوعا، فلهث بقلمي؛لأسطر نقدي التفكيكي على أسطورة ملحمية لأمة مقصوصة الهوية...
فالمنهج التفكيكي: تفكيك النص الأدبي ( نحويا، دلالية، صرفيا، بلاغيا، صوتيا،لغويا) لمعرفة شكل ومضمون أسطر القصيد..

" وطن على أجنحة السراب"

اختزل أسلوب السياق التركيبي للعنوان إقامة صرح القصيد، فجاء التركيب جملة الاسمية؛لإثبات مضمون المعاناة والمأساة الوجودية لوطن من سراب: فالمبتدأ-وطن- وشبه الجملة حلت محل الخبر-على أجنحة السراب-، فشبه الجملة ضعيفة البنية اللغوية، فعند الإخبار عن الوطن تداعي العقل بنية ضعيفة؛لضعف وتهمش هيكلية أجزاء الوطن، وجاء حرف الجر-على-؛للاستعلاء المعنوي المجازي، فتجاوز الواقع المكبل بقيود اللجوء إلى معني خيالي لإنسان حر الهوية، وجاء اسم المجرور جمعا-أجنحة- على وزن أفعلة؛للكثرة، وأضيف إلى شقيقه المضاف إليه-السراب-؛لإيضاح المعنى، واتشح العنوان بجمال اللون البياني -على أجنحة السراب-:كناية عن وهم خيال إنسان في جوف صحراء أسر الكيان، وأضفي لحن حزن مخاض اللجوء بدلالات الموحية، فاستخدم كلمة-أجنحة-؛لدلالة على حلم الخيال، وكلمة-السراب-؛لدلالة على الوهم، فالوطن تحول إلى حلم خيال صعب المنال؛لقلة الارتواء في أمل الوجود، فانبلج سراب وهم في صحراء الحياة، وأحكم الوهم بقافية حرف-الباء-(حرف شفوي: تطبق الشفة السفلى مع العلوي عند نطقه)فأطبق الوهم على واقع لجوء ينشد لحن سرمدي حزين على انتهاك أمه الوطن...
وطني"
عين تدمع
حزن دفين
ألم يدثره شاطئ
شاطىء يلتحف حلم
حلم على أجنحة النوارس
نوارس صهيلها وجع
وجع في عيون ثكلى
ثكلى تحتضن شهيد
شهيد على أكتاف الرحيل
رحيل على أشرعة الفراق
فراق يجلجل قلب
قلب أعياه البعاد
بعاد طال بلا إياب
إياب على شرفة الانتظار
انتظار تاه وسط الزحام
زحام على أكتاف سراب
سراب يتلوه ضباب
ضباب يتوسد المكان
مكان يعاني انقسام
انقسام على فوهة بركان
بركان من الآهات
أهات الفقراء والمسحوقين
مسحوقين يقتاتون على الأنين
أنين بلا نهاية
نهاية بلا أمنيات
أمنيات تلاحق أحلام
أحلام تعانق أوهام
أوهام بلا بداية
بداية بلا نهاية"
جاءت أسطر القصيد متلاحمة متماسكة بوحدة عضوية معنوية (تماثل أعضاء جسم الإنسان: فلا يتقدم جزء على آخر، ولا يستغني جزء عن آخر) تفوح بأحزان دموية من عيون بقايا إنسان...
واعتمد على الأسلوب القصصي اللولبي، فسنسترسل مع كل الأسطر؛لنحدد شخصياتها وأحداثها وزمانها ومكانها، ونهاياتها...
افتتحت قصة القصيد بعقدة الصراع والأزمة النفسية المضطربة بازدواج، حين نادي الوطن بأداة مقدر-يا-؛لقربه من الوجدان، وهذه الأداة للقريب والبعيد، فالوطن قريب من خلايا الشرايين بعيد عن أعين المسحوقين، فنادي على الوطن، ولم يقصد الوطن بمجرد أرض بل الوطن: هوية أبناء لأم حنونة محتضنة بدفء أبناءها المنتسبين لجذورها منذ الميلاد من رحمها، وأضاف ياء المتكلم للمنادي-وطني-؛لدلالة على العاطفة الوطنية الصادقة(الصدق الشعوري الفني)؛ولدلالة على الملكية والانتساب للوطن الحزين، ثم أتبع الصراع بجملة اسمية؛لإثبات أحداث اللجوء وما تلاها من ضياع وتشتت، فالمبتدأ -عين- والخبر جملة فعلية-تدمع-؛لتجدد واستمرار الدموع على القصة الفلسطينية الأزلية والأبدية، واستخدم اللون البياني بواسطة المجاز المرسل بعلاقة محلية-عين-: فذكر المحل-عين-وأراد الحال والشعور-الحزن-؛للإيجاز، ثم أتبع الخبر بعلاقة سببية-حزن دفين-، فالدموع انهمرت من العين؛للحزن الدفين، واستخدم كلمة-دفين-؛لدلالة على عمق المأساة، وتجذرها في الوجدان، ورسوخها منذ القدم،وجاءت على وزن فعيل (صيغة مبالغة)؛لتهويل وإظهار مدى المعاناة، وأضفي الخيال على الواقع بواسطة الجمال البياني : حين صور الألم بشيء مادي يدفن في التراب؛لتوضيح الصورة الواقعية، فالإنسان تراب ومن تراب والألم يغرس في فؤاد التراب، وبرزت أسباب دموع الحزن الدفين بواسطة جملة متتابعة اسمية في سرد أحداث القصة، فالألم يغطى الشاطئ، فالمبتدأ-ألم-والخبر جملة فعلية-يدثره-؛لتجدد الغطاء على مرسى حياة الإنسان، واستخدم كلمة-شاطىء-؛لدلالة على بقايا جوانب الحياة وبقايا أجزاء الإنسان، فالتحفت بقايا الإنسان حلم خيال، واستخدم كلمة-حلم-؛لدلالة على أمنية في العقل، يسعى الإنسان حثيثة على بلوغها، واستخدم اللون البياني بالاستعارة: فصور الحلم بشيء مادي ملموس محسوس؛لتوضح، وما زالت الأحداث مثبتة بجمل الاسمية، فالحلم حلق على أجنحة نوارس، فالمبتدأ-حلم-والخبر-على أجنحة نوارس-، واستخدم شبه الجملة-على أجنحة نوارس-؛لدلالة على التحليق في خيال أمنية الحلم، واستخدم الجمال البديعي في التورية: فالمعنى القريب-أجنحة النوارس- والمعنى البعيد-الأجداد-؛خوفا من المحاسبة على المطالبة بالحق، وخصصت -النوارس-؛لدلالة على التشرد والضياع وعدم الاستقرار، وهنا تبرز شخصية من شخصيات القصة التراجيدية ألا وهي الأجداد، الذين التحفوا أمنية حق العودة إلى الديار، فهؤلاء الأجداد تحول حلمها إلى صوت تنشد الوجع والألم؛لفقدانها حقها، وأثبت الفقدان بواسطة الجملة الاسمية الاثباتية: فالمبتدأ-نوارس-والخبر-صهيلها وجع-، فألصق الضمير الغائب-ها-في صهيلها العائد على النوارس؛لإثبات الصوت إلى الأجداد، ثم أتبع ما تلا من أحداث حرمان حق الملك للوطن بجمل اسمية؛لتوثيق تاريخية الأحداث، ومن هنا يبدأ عنصر الزمن، فحق نوارس الأجداد تلاشى منذ بلفور، فأتبع الحدث الزمني بنكبة مخاض الأجداد وسلالة الأنساب، فاستوطن الوجع في عيون ثكلي(الأم الفاقدة لأولادها)، وهنا استخدم الجمال البديعي بالتورية: فالمعنى القريب الغير مراد(الأم الفاقدة أولادها) والمعنى البعيد المراد(فلسطين الفاقدة أبناءها)؛لتعظيم الحدث، واستخدم اللون البياني بواسطة المجاز المرسل بعلاقة جزئية-عيون-: فذكر الجزء-عيون-وأراد الكل-الجسد-؛لإيجاز تجسيد المعاني في عيون الإنسان، فالعين نافذة وبوابة القلب، واستخدم حرف الجر-في-؛لظرفية، فالوجع في داخل وباطن عين الوجدان، واستخدم الصفة في ثكلى على وزن فعلى، فهذه الأم الفلسطينية، تعانق أبناءها الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم وأنفسهم في سبيل الوطن، واستخدم كلمة-تحتضن-على وزن تفتعل؛للمشاركة والتفاعل، فامتزجت دماء الشهداء بأرض الوطن مثل امتزاج الجسد بالروح، وما زال الشاعر يستخدم الصفات المشبهة في شهيد على وزن فعيل، وهنا تبرز شخصيات من القصة: الوطن-ثكلى- والأبناء-شهيد-، واستخدم المفرد في شهيد؛لدلالة على توحد الأبناء المسلمين في جسد واحد، وهنا برزت الديانة الإسلامية بواسطة كلمة-شهيد-وليس قتيل،والأبناء الفلسطينيون حملوا الشهداء وسلالتهم على أشرعة الرحيل والبعاد،واستخدم حرف الجر-على-بمعنى إلى: انتهاء الغاية المكانية، فانتهى المصير على أشرعة الفراق، واستخدم اللون البليغ للمعنى بواسطة الترادف-رحيل، فراق-؛لتوضيح المعنى والفكرة، فأكد البعاد والرحيل عن الوطن قسرا على الأبناء، واستخدم الجمع في -أكتاف أشرعة-؛لدلالة على كثرة اللاجئين، ثم يصف أثر الفراق على النفس، فقد جلجل القلب وأضناه تعبا وشقاء على بعاد طال بلا إياب، وأكد وصف الأثر بواسطة الجمل الاسمية الثبوتية: فالمبتدأ(فراق،قلب،بعاد)والخبر جمل فعلية تجديدية(يجلجل، أعياه، طال)، فثبت الفراق والبعاد وتجدد في القلب القهر المجلجل و التعب المضني والبعاد دون عودة، وأضفى الأثر بواسطة الدلالات الموحية: - يجلجل القلب؛لدلالة على القهر والحزن، و- أعياه البعاد-؛لدلالة على التعب المرهق لنفس، و-طال بلا إياب-؛لدلالة على البعد دون عودة الحق، واستخدم الجمال البلاغي البياني بالتشبيه المركب، فشبه فراق القلب عن الوطن بزلازل يهز الأرض؛لدلالة على مدى الكارثة البشرية، واستخدم حرف العطف-بلا-؛لدلالة على نفي العودة، ووقف اللاجئون على نافذة الحياة ينتظرون العودة، واستخدم كلمة-نافذة -؛لدلالة على الحواجز الحاجبة للحق، ثم أوجز بتكثيف الأحداث الفلسطينية في التركيب الإضافي-وسط الزحام-؛للإيجاز والاختصار، ولدلالة على وحدة المأساة المتتابعة في الانتظار، فقد انتظروا بعد نكبة ونكسة وهبات وانتفاضة حجارة أطفال...وخدعوا بالشعارات المنمقة والخطب الجوفاء والوثائق المزيفة والطاولات المستديرة ذات التطبيع اللعين...فانتظروا وسط زحام من سراب لوعد حق كاذب غير واضح الرؤية مشتت أمام نظائر الأعين، فما زال يستخدم الجملة الاسمية الثبوتية للأحداث الدموية البربرية المبتدئة بالمبتدأ الاسمي ( سراب،ضباب)والمحتضن بالخبر في الفعل مضارع(يتلوه، يتوسد)؛لتجدد الصورة الغاشمة، فاستخدم الصورة الشعرية التراجيدية، التي عزفت أنينها بأشلاء ودماء بقايا بشر على مرسي شاطىء الحياة ، حين صور الإياب الخيالي وسط أقلام في دفاتر مكدسة بسراب وهم في صحراء الحياة؛لقلة الارتواء للحق الإنساني، فعانق وهم السراب إنسان فلسطيني لاجئ بائس فقير، وأتبع الضباب الشائب الخالي من الصحو والصفاء متشح بشوائب زمن نازف وينزف ؛لقلة شعاع شمس الأمل ، فتتابع التضاد الجغرافي على المكان، وكرر الشاعر حرف الباء(الشفوي المطبق) ست مرات-سراب ضباب-؛لإحكام إطباق السراب والضباب في الأذهان، واستخدم الفعل-يتلوه-؛لدلالة على تتابع للأحداث البربرية، وتناسب المحور العمودي في الأسطر بين(انتظار، زحام، سراب، ضباب،مكان)فالانتظار والترقب يصدر من وسط زحام الحياة، ولشدة ضجيج الوجود يتحول الانتظار إلى سراب، وبعد سراب الأعين، تصبح الرؤية في ضباب دون وضوح في المكان، وما زالت الأحداث الدموية تعزف على رصاص دماء الأبناء، حين اختلف في أيدلولوجية فكر: استرداد ما ضاع من هوية تراب الوطن، فاستخدم الفعل-يعاني- على وزن يفاعل؛لدلالة على طرفين مشاركين في الاقتتال؛لهوية استرجاع الوطن، واستخدم المصدر الخماسي-انقسام-على وزن افتعال؛لدلالة على المبالغة في وصف آثار معاناة التفكك، وما زال يثبت الأحداث بجمل اسمية ثبوتية خالية من أدوات التأكيد، فهو يخاطب إنسان خالي الذهن غير شاك أو منكر للأحداث البربرية، فيلجأ إلى استخدام الأساليب الخبرية الابتدائية في سرد الأحداث، فبعد الانقسام الممقوت تكالبت الأعداء والأخوة على بقايا إنسان في فوهة بركان حروب غاشمية، هتكت عقل ووجدان الإنسان، فحين هانت الأنفس في قتل نفسها هانوا على الأخوة والأعداء، واستخدم الجمال البياني في -فوهة بركان- كناية عن الحروب المتتابعة، ولدلالة على دمويتها، وهنا يكتمل عنصر المكان في القصة الملحمية: ففي البداية كانت هناك وطن يسمي أرض فلسطين، ثم أصبح هنا بقايا رماد من وطن على جزء منقسم يعاني من الأوجاع الدموية المختزنة في الأرواح، وكرر حرف النون(فهو صوت أسناني لثوي أنفي مجهور ليس -شديدا ولا رخوا- متوسط)في"مكان،بركان"؛لدلالة على تصاعد الأنفس واحتراقها ببركان الانقسام،فبعد تدمير كنائس ومساجد الديار ارتفعت الآذان والأجراس؛لتأن على بقايا رماد الإنسان، واستخدم كلمة-آهات-؛لدلالة على الأوجاع والآلام النفسية، ثم استخدم الإطناب في ذكر الخاص بعد العام، فحدد مصدر الآهات والأوجاع الصادرة من مساكين وفقراء، فهم فقراء إلى الوطن والوحدة والكيان والوجود و الرزق ...، وكرر مد الألف في الأسطر-نوارس، فراق، بعاد، انتظار، زحام، سراب، ضباب، مكان، انقسام، بركان، آهات، فقراء، مساكين...؛لانطلاق الجوف عند إصدار المعاناة باستطالة دون عائق من دموع البنيان، وجاءت أحداث القصة متماسكة بوحدة عضوية بواسطة و الجمال البديعي لحسن التقسيم: فقد قسم المأساة منذ تطبيع بلفور وما تلاها من معاناة...؛للحصر وتوثيق المعاناة، فتحول المنطق إلى اللا منطق والوجود إلى اللا وجود، حين سطرت نهاية القصة المفتوحة في لحن أنين المسحوقين، الذين تحول غذاءهم من الآلام والأوجاع، واتضحت الصورة بالسياق الانزياحي للتركيب: فقدم المفعول به-مسحوقين-على فعله؛لتخصيص وحصر السحق على هؤلاء الفقراء والمساكين، ولدلالة على طغيان اللاوعي عند ذكر القصة المأساوية الدموية الملحمية للمسحوقين، فالعقل الصارم يكبت القصة، ولا يجرؤ على سردها، وأسند إلى الفعل-يقتات-بواو الجماعة؛لدلالة على المأساة الجماعية، واستخدم حرف الجر -على-بمعنى من، فأطباق الموائد حزن وأنين الأوجاع والشراب دموع مالحة يجرح الأفواه، وهذا الطبق الأنيني عطف بحرف عطف-بلا- بمعنى دون نهاية، وهذا دلالة على استمرار الأنين، ثم عطف الأنين اللامنتهي على أمنيات عدمية، بواسطة حرف العطف-بلا-؛لدلالة على عدمية الأمل والأمنيات ، الذي استوطن المكان، ثم دار في حلقة دائرية مفرغة، فهذه الأمنيات العدمية تلاحق وتعانق أحلام سرابية وهمية في الوجدان، واستخدم السياق التركيبي الاسمي؛لثبوتية الوهم، فالمبتدأ(أمنيات، أحلام) والخبر جمل فعلية(تلاحق، تعانق)؛لاستمرار ملاحقة الأمل من الإنسان، فالأمل حياة، وعند تحول أمل المسحوقين إلى سراب أوهام، تحولوا إلى جماعة بشرية تعيش في سرداب مقبرة اللا مكان، واختتم الأسطر بإيضاح عنصر الزمان والنهاية: فالأحداث السردية للملحمة الجماعية، اختزنت في ذاكرة وهم سراب الأحلام، التي لم تكن لها بداية ولم تكن لها نقطة نهاية، فالمأساة أزلية وأبدية على الأبناء اللاجئين، وأكد مطلق الزمان وعدم تقيده بواسطة حرف العطف-بلا-؛لدلالة على الاستمرار في عزف رصاص الألحان السرمدية على بقايا أشلاء البشرية، واستخدم الجمع(أمنيات، أحلام، أوهام)؛لدلالة على الضمير الجمعي، والأسطورة البشرية، وكرر حرف الميم(حرف شفوي جهري)-أوهام،أحلام-؛لدلالة على جهر المعاناة من شفاه أضنتها الحياة...
وبلورت أسطر القصيد بواسطة موسيقي متحررة من قوالب التقليدية الكلاسيكية (الوزن العروضي، القافية)؛لنشر طوفان الوعي الإنساني الذي يغير الأقدار الأليمة، والمصائر الضائعة...ولكن اعتمد على الموسيقى والحلية الداخلية مثل تكرار؛لفائدة معنوية، مثل تكرار الأحرف الحلقية المهموسة (الحاء والعين، الهاء،العين)في(عين،حلم،مسحوقين،آهات،...) لدلالة على حشرجة الصوت الحزين، وهمسه وعدم القدرة على الجهر؛لقواه المستنزفة ، وتكرار كلمات "شاطىء،حلم،نوارس،وجع،ثكلي،شهيد،رحيل،فراق، قلب، بعاد،إياب، انتظار، سارب، ضباب، مكان، انقسام، بركان، آهات، مساكين،أنين،نهاية،أمنيات، أحلام،أوهام،بداية،نهاية" للبناء القصصي الموجع؛ولدلالة على تكثيف التجربة الشعورية المثمتلة في معركة الوجود" الموت والحياة "، السجع " سراب،ضباب-أحلام،أوهام-"؛لإحداث نغم موسيقي ، الصور الشعرية "البيانية" التي غمرت ثنايا القصيد، و الوحدة الموضوعية العضوية بواسطة حسن التقسيم في معركة الوجود والعدم...
وفي اللانهاية، دارت الحلقة المفرغة على أشلاء رماد الأجداد والأجنة اللاجئون الحالمون بسراب رجوع أيار المغصوب في فيافي صحراء عدمية الوجود...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف