أمتلك في منزلي بقلم: نور عبدالله الشواهين

أمتلك في منزلي طاولة خشبية من الخشب القوي المعتق يقال عنها بلهجتي "أصيلة" مركون عليها رخامة من نوع جيد،

ثقتنا إنها أصيلة كانت تدفعنا لإهانتها ليل نهار

أكل، قراءة، و حتى الجلوس عليها بأوزان ثقيلة

طبق ساخن؟ لا يؤثر نقف عليها للوصول إلى الخزائن المرتفعة، إصلاح الضوء، تركيب الستائر للنوافذ، لا يؤثر فكثيرها القليل من الماء و الصابون و ستعود كما كانت و أفضل
....

كبروا الأطفال ومرة تناتشوا و أسقطوا الرخامة و لأنها هي" بنت أصول"

إنقسمت نصفين بالطول من غير فتافيت و لم تجرح أحد ولم تحدث فوضى و لم تتسخ السجادة بسببها

لكن منظرها لم يعد حضاري لإستقبال الضيوف
و كان القرار أن نبدلها بلوح بلور رقيق من الغالي
خفيف و أكثر أناقة
المعاملة إختلفت تمامًا
ممنوع وضع أي طبق ساخن كان أم بارد
ممنوع الجلوس عليها
خائفون منها و عليها
خائفون من شرخها و من شظايا جرحها
صابون و ماء؟ لا طبعًا! البلور له مستحضر تنظيف خاص به مع الملمع و المعطر و جميع المستلزمات
.

تذكرون الأصيلة؟؟

نصفها أسفل أنبوبة الغاز من أجل عزل الصدأ عن سيراميك المطبخ و النصف الآخر وضع على عتبة الحمام

..

عزيزتي،
لكي كامل الصلاحية في الإختيار بين أن

تعيشي رخامة حمّالة للهموم و للخدمة الشاقة بلا تقدير على حساب نفسكِ وصحتكِ وكرامتكِ أم أن تعيشي بلورة رقيقة موضوعة في رموش العين و كل الإهتمام بها...

حاولي قدر المستطاع أن لا تنسي نفسكِ يجب أن تلمسي الحب من الأشخاص الذين يبادلونكِ مثل الشعور أو ضعفه...

ولو بكلمة " يعطيكِ العافية " ستفرق كثيرًا...

أنتي المهمة و الأهم
أنتي الجمال و الكمال
امنحي ذاتكِ جلَّ التقديس
لستِ من ضلعٍ أعوج
أنتي من عضلة رقيقة و اللين فيكِ مقصدًا
أنتي الإبنه، الأخت، الأم، الخالة، العمة، الجدة
أنتي منبع الحنان
أنتي كل العظمة.

-نور.