الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فكرة عمل المرأة في القطاعات المهنية والشائع عنها في التصورات القديمة بقلم: هايل المذابي

تاريخ النشر : 2019-07-16
فكرة عمل المرأة في القطاعات المهنية والشائع عنها في التصورات القديمة بقلم: هايل المذابي
فكرة عمل المرأة في القطاعات المهنية والشائع عنها في التصورات القديمة.

هايل المذابي.

لم أجد ثمة قصة حول نزاهة زعيم عربي من العصور الحديثة كتلك المروية عن الزعيم هواري بومدين وهي تتعلق بموضوع ضرورة عمل المرأة بشكل كبير حيث وبعد توليه لرئاسة البلاد إبان الثورة الفرنسية أخبر زوجته في أول وهلة لتنصيبه أن عليها أن تتعلم وتجد لنفسها عملا، وقال موضحا أنه لو مات فلن تجد من يعيلها أو يطعمها.
كما أنه بعيدا عن هذا وفي سياق النزاهة ذاته تعمد أن يقوم بتغيير اسمه ولقبه بفرضية ألا يقوم أي من أقاربه بإدعاء النسب ثم استخدام صلاحيات تلك القرابة بينه وبين الرئيس فيما ليس يملكه ولا يحق له أن يملكه من أمور وساطات وتوظيف ومنح للامتيازات وغير ذلك من أشكال الفساد التي عرفت عن كثير من الزعامات وذويهم.
وبعيدا عن ذلك فإن المكونات البنيوية للمجتمعات العربية بالذات وقد نجد ما يماثلها في بعض دول أوروبا والغرب قد توارثت بخصوص العلاقات الاجتماعية حقيقة مطلقة، وهي شبه معممة من حيث أن الشباب هم الأجدر بالعمل دائما حتى يتهيأ لهم جو مناسب لنيل الاستقرار الأسري والحصول على زوجة وربما ان الاعتيادية على هذا جعلت من هذا الأمر تقليدا لا ريب فيه لكن الكوارث التي جاءت لاحقا اقتصاديا بالذات في المجتمعات العربية سببت تكدسا كبيرا في فئات الشباب والفتيات بالذات حالت دونهن ودون نيل أبسط حق غريزي تفترضه الحياة لهن.

كيف تكونت تلك اللامتغيرات البنيوية؟

لكن لو كانت ثمة رؤية تقوم على مبدأ واع ومثقف واحترام متبادل بين الجنسين وهي مهمة المكونات البنيوية للمجتمع لما استطاع أي تدهور اقتصادي أن يحرم الشاب أو الفتاة حقهم في الزواج والارتباط طالما أن ثمة اتفاقا مسبقا على التكافؤ من قبل مفاهيم المجتمع التي نشأوا عليها.
تقول نظرية القرابة لعالم الانثروبولوجيا كلود لفي شتراوس أن الشعوب كافة تشترك في ذات الجذر الثقافي الممتد بشكل طبيعي من تفاصيل الغرائز الواحدة في النفس البشرية مع فارق في أساليب وأدوات التعبير عن تلك الثقافات المتشابهة.
ولعل العالم النفسي كارل يونغ صاحب أهم نظرية في العصر الحديث بخصوص مبدأ الثنائية الجنسية في الذات البشرية والتي تفترض المساواة بين الجنسين في أي حال من الأحوال حتى لو لم تتوافق طبائع المجتمع وعاداته وتقاليده المكتسبة والتنشئة مع هذه النظرة إلا أن ثمة أنثى داخل كل رجل وثمة رجلا داخل كل أنثى والإنسان في الحالتين بين تعلل وانتقال بين هذه الثنائية بين حين وآخر.

المكونات الحضارية

يقول كارل يونغ في نظرية أخرى تسبق نظرية شتراوس ولعل هذا الأخير كان في نظريته امتدادا لأفكار يونغ سماها نظرية الأنماط البدئية وثمة ترجمة أخرى هي النماذج العليا وهي ذات مضمون نظرية القرابة وتفاصيلها. وكمثال بسيط على هاتين النظريتين ماذا يمكن تسمية اكتشافات علماء الأنثروبولوجيا في العصر الحديث عن ذلك التشابه بين حضارتين في التاريخ القديم وتفاصيل ثقافتهما أحدهما في أقصى الأرض كحضارة الإنكا والأخرى في الأقصى الآخر كحضارة البير والدانومي؟
وحتى لا نذهب بعيدا كيف يمكن وصف التشابه بين أمثال الشعوب المتوارثة كنماذج عليا مثلا يقال في العربية «لا يفل الحديد إلا الحديد» ويقال في الإنكليزية تعبيرا عن ذات السياق والمضمون «Diamond cut Daiamond».؟
لقد ظلت بالمثل العادات والتقاليد الاجتماعية تمثل نماذج عليا بالنسبة لمعظم المجتمعات لكن حداثة العصور الحديثة ومكوناتها الحضارية لم تبذل أدنى جهد يمكن ذكره في تحديث هذه النماذج واللامتغيرات البنيوية وهنا كانت فجوة عظيمة مازالت تتسع كل يوم تشبه الفجوة بين العرب والعلوم التي حدثت منذ القرن الثاني عشر.
ولأن منظومة النماذج العليا للمجتمع تسير في سياقات قديمة فبالتالي فإن الحداثة والحضارة الجديدة لا تمثل سوى شكل فقط لا يتغلغل إلى الجوهر أو حتى له أي علاقة به والقليل في أفضل الحالات لا يمكن القياس عليه.
من ذلك التوهم الدائم تبعا لمقتضيات النماذج القديمة أن ليس ثمة وجود يمكن أن تشغره المرأة في تفاصيل الأعمال والمهن لكن هذا باعتبارات قديمة تفترض عدم وجود أي آليات حديثة أو تطورات علمية مهنية يوفرها العصر الحديث ولذلك فلا يمكن أن تنخرط المرأة إلا قليلا في هذا القطاع المهني أو أنها صورة غير طبيعية تشبه تلك الصورة اللا معقولة التي يضعها الفرنسي بينيه بين مجموعة صور طبيعية في اختباراته لقياس الذكاء.

متطلبات الحياة

وهذه الفرضية المبنية على سياق تاريخي ليس له علاقة بالحاضر جعلت الشباب في حالة صدام دائم في أول العمر مع متطلبات الحياة لأنه يواجه كابوسا حقيقيا يسمونه المستقبل يشبه تحدي الإبحار بقارب بمجداف واحد لمحدث في هـذا الـشأن.
وبتحديث افتراضي لهذه النماذج سنجد أن الصورة الطبيعية القديمة تستند على مجموعة من المرجعيات وهي فقط ما يقوم بتغذية الفكرة ويمنحها الحيوية لدى الوعي المجتمعي فلا يقبل بأي شكل من الأشكال في بديل لها بسبب مرجعيات الفكرة التي تستند إليها وهي في معظم الحالات تقليدية تستند على قيم أبوية متوارثة مما يمكن ادراجه تحت مضامين المصطلح الشائع A tvaism. وهنا يكون السبيل الوحيد هو استبدال هذه المرجعيات بمرجعيات منطقية عقلية مستلهمة مما تفرضه الحضارة الحديثة وتفاصيلها من مجالات وأعمال وعلوم ومهن لا يمكن عزل المرأة بأي شكل من الأشكال عن القدرة على مزاولتها.
لقد فرضت التصورات القديمة والنماذج العليا التي سادت فيها أن يصل عدد الفتيات العانسات في بعض المجتمعات إلى أكثر من 13 مليونا كما فرضت نظرة التمييز الدائمة القائمة على الأحادية في تحمل المسؤولية استمرار ارتفاع المهور والبطالة وقد عزز من اسباب الوصول إلى هذه الـنتائج عدا تلك النماذج العلـيا أي انه منـحه الحيـوية السـلبية لتثبت خطأ التصور والاعتقاد الفساد الذي تعيشه معظم المجتمـعات بالإضـافة إلى الأزمات الاقتصـادية.
لولا أن الفكرة القائمة على مبدأ الشراكة بين الذكر والأنثى تفترض رؤية أخرى حول عادات وتقاليد اجتماعية لم يتم تحديثها كالزواج وهي تستمد تفاصيلها من الحضارة التي نعيشها ومعطياتها التي يصبح الشريك فاعلا في كل شيء والزواج ليس أكثر من مجرد منزل يعيش تحته شابان بمسؤوليات متساوية، بدءا من العمل والمشاركة في تحمل المسؤولية المنزلية بكل متطلباتها بالتساوي حتى في ساعات الاختلاف لا يمثل اي طرف عبئا على ذويه مثلا أو حتى على المجتمع بما تفرضه البطالة والسائد حول حالات الانفصال في عادات وتقاليد المجتمع. إنها رؤية تفترض الحرية للطرفين والمسؤولية والإلتزام في ذات الوقت.
إن أهم ما يمكن قوله في ختام هذا المقال أن فرضية التحديث لمنظومة اللامتغيرات البنيوية والنماذج العليا الخاصة بموضوع الشراكة والمساواة في الأعمال والمهن بكل أنواعها بين الجنسين هي ضرورة إن لم تفرضها متغيرات الحضارة الحديثة فإن أهداف التنمية المستدامة وغاياتها هي ما يفرض ذلك التحديث بالضرورة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف