القار والعار
اشارة حمراء/ جريدة الخبر كل جمعة
د.رائد ناجي
ارتبط النفط بارض العرب كارتباط اللغة العربية بارضها، واصبحت تعرف بلاد العرب اوطاني في بلاد الله الواسعة ببلاد النفط والقار، واصبح الاعرابي ينظر اليه على أنه برميل نفط متجول ، فمثلا إذا مر اعرابي في شارع من شوارع عاصمة اوروبية، اصبحت عيون الاوروبي كعداد النقود او شاشات البورصة تحسب كم لدى هذ البرميل المتجول من مال، واذا مر امام متجر سارع صاحب المتجر بدعوة البرميل للدخول لعلمه أنه يمكنه أن يشتري المتجر بكامله.
وعلى ما يبدو أن المعادلات الاقتصادية التي يبني عليها العالم اقتصاده تختلف عن المعادلات الاقتصادية في بلاد العرب أوطاني، بالرغم من الطفرة النفطية إلا أن معظم شعوبنا العربية مغلوب على امرها في لقمة عيشها، وتجدها تعيش على الكفاف، فحياة المواطن العربي اشبه بنظام السخرة، فهو يعمل ليل نهار من اجل أن يصل إلى الكفاف او أقل بقليل، اما باب الكماليات يعتبر من المستحيلات.
ومن ناحية تطوير الاقتصاد، فكثير من الدول التي اكتشف النفط بارضها إرتقت إلى مصافي دول تقدمية، وتخطت حاجز تسمية "العالم الثالث"، ولكن بلاد العرب اوطاني وفية لتسمية العالم الثالث وهذه شهامة العربي وصفته "الوفاء" !!
اما من الناحية السياسية اصبحت الدول النفطية تلعب دورا مهما في السياسة العالمية سواء على المستوى الاقليمي او القاري او العالمي بخلاف بلاد العرب أوطاني، التي كلما زاد الانتاج النفطي بها اصبحت كرة تتقاذفها أرجل الدول الاخرى، وكأنها تخلت عن الفعل الفاعل واسم الفاعل واكتفت بالمفعول به.
وعلى المستوى العسكري، اصبحت بلاد العرب اوطاني تجسيدا حقيقا " لدونكشوت"، مع سكر زيادة فهي تقاتل طواحين الهواء من جهة وتقاتل من انتسبوا إلى بلاد العرب أوطاني، فعلى ما يبدو أن العربيّ بطبعه مجبولا على الحنين لداحس والغبراء.
إن معادلة النفط العربي معكوسة تماما مع واقعنا ، فالنفط خلق طبقية مفرطة بين الناس في بلادنا، وخلق عداوة وبغض بين الشعوب وبين فئات الشعب الواحد، وخلق تمردا بعد احساس المواطن العربي بعدم المساواة والشعور بالظلم والتهميش، والنفط جعل العالم نظرة العالم للعربي "برميل نفط" لا يفكر ولا يقرر ولا يعقل وانما يفكر في كرشه.
والنفط جعل منا اصناما مستهلكة تعتاش على ريع النفط دون أن تنتج او تعمل مما جعلنا خارج دائرة التاريخ والعالم، فاصبحنا عالة على العالم من الناحية العلمية من جهة وخزانة مال من جهة أخرى، بل وجعل الامم تتداعى علينا كما يتداعى الاكلة على القصعة وصدق الشاعر حين قال
ستظل تحت الزفت كل طباعنا ما دام هذا النفط في الصحراء
فاذا كانت البلاد النفطية تستفيد من نعمة النفط في تطوير بلادها، وتعز مواطنها، وترفع من شأنه امام الامم، فان بلاد العرب اوطاني لا تستفيد من نفطها الا لإتخام الكروش والتمتع بمباهج الحياة والسفر شرقا وغربا.
خلاصة القول: كلما زاد النفط والقار زاد العار
اشارة حمراء/ جريدة الخبر كل جمعة
د.رائد ناجي
ارتبط النفط بارض العرب كارتباط اللغة العربية بارضها، واصبحت تعرف بلاد العرب اوطاني في بلاد الله الواسعة ببلاد النفط والقار، واصبح الاعرابي ينظر اليه على أنه برميل نفط متجول ، فمثلا إذا مر اعرابي في شارع من شوارع عاصمة اوروبية، اصبحت عيون الاوروبي كعداد النقود او شاشات البورصة تحسب كم لدى هذ البرميل المتجول من مال، واذا مر امام متجر سارع صاحب المتجر بدعوة البرميل للدخول لعلمه أنه يمكنه أن يشتري المتجر بكامله.
وعلى ما يبدو أن المعادلات الاقتصادية التي يبني عليها العالم اقتصاده تختلف عن المعادلات الاقتصادية في بلاد العرب أوطاني، بالرغم من الطفرة النفطية إلا أن معظم شعوبنا العربية مغلوب على امرها في لقمة عيشها، وتجدها تعيش على الكفاف، فحياة المواطن العربي اشبه بنظام السخرة، فهو يعمل ليل نهار من اجل أن يصل إلى الكفاف او أقل بقليل، اما باب الكماليات يعتبر من المستحيلات.
ومن ناحية تطوير الاقتصاد، فكثير من الدول التي اكتشف النفط بارضها إرتقت إلى مصافي دول تقدمية، وتخطت حاجز تسمية "العالم الثالث"، ولكن بلاد العرب اوطاني وفية لتسمية العالم الثالث وهذه شهامة العربي وصفته "الوفاء" !!
اما من الناحية السياسية اصبحت الدول النفطية تلعب دورا مهما في السياسة العالمية سواء على المستوى الاقليمي او القاري او العالمي بخلاف بلاد العرب أوطاني، التي كلما زاد الانتاج النفطي بها اصبحت كرة تتقاذفها أرجل الدول الاخرى، وكأنها تخلت عن الفعل الفاعل واسم الفاعل واكتفت بالمفعول به.
وعلى المستوى العسكري، اصبحت بلاد العرب اوطاني تجسيدا حقيقا " لدونكشوت"، مع سكر زيادة فهي تقاتل طواحين الهواء من جهة وتقاتل من انتسبوا إلى بلاد العرب أوطاني، فعلى ما يبدو أن العربيّ بطبعه مجبولا على الحنين لداحس والغبراء.
إن معادلة النفط العربي معكوسة تماما مع واقعنا ، فالنفط خلق طبقية مفرطة بين الناس في بلادنا، وخلق عداوة وبغض بين الشعوب وبين فئات الشعب الواحد، وخلق تمردا بعد احساس المواطن العربي بعدم المساواة والشعور بالظلم والتهميش، والنفط جعل العالم نظرة العالم للعربي "برميل نفط" لا يفكر ولا يقرر ولا يعقل وانما يفكر في كرشه.
والنفط جعل منا اصناما مستهلكة تعتاش على ريع النفط دون أن تنتج او تعمل مما جعلنا خارج دائرة التاريخ والعالم، فاصبحنا عالة على العالم من الناحية العلمية من جهة وخزانة مال من جهة أخرى، بل وجعل الامم تتداعى علينا كما يتداعى الاكلة على القصعة وصدق الشاعر حين قال
ستظل تحت الزفت كل طباعنا ما دام هذا النفط في الصحراء
فاذا كانت البلاد النفطية تستفيد من نعمة النفط في تطوير بلادها، وتعز مواطنها، وترفع من شأنه امام الامم، فان بلاد العرب اوطاني لا تستفيد من نفطها الا لإتخام الكروش والتمتع بمباهج الحياة والسفر شرقا وغربا.
خلاصة القول: كلما زاد النفط والقار زاد العار