الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ماذا فعلت إسرائيل لإخفاء جريمة النكبة الفلسطينية ؟! ترجمة : حماد صبح

تاريخ النشر : 2019-07-15
ماذا فعلت إسرائيل لإخفاء جريمة النكبة الفلسطينية ؟! ترجمة : حماد صبح
كانت النكبة التي أنزلتها إسرائيل بالشعب الفلسطيني خلال عامي 1947 _ 1948 ولا زالت واحدة من الجرائم العظمى في التاريخ ، وهي التي يسميها إيلان بابي " التطهير العرقي في فلسطين " في كتابه الذي يحمل ذات العنوان ؛ فقد تمت إقامة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني أحفادا ولاجئين ، واستهدف المشروع الأساسي إقامة دولة بأكبر عدد من اليهود ، وأقل عدد من العرب الفلسطينيين بأي وسيلة بما في هذا المجازر الجماعية ضد شعب أعزل . وقاد ذلك إلى إجبار 800 ألف فلسطيني إلى ترك وطنهم ، وقتل آلاف منهم بدم بارد . ودمرت حملة الشهور الستة الإسرائيلية التي بدأت في نهاية 1947 531 قرية فلسطينية و11 منطقة حضرية في ضواحي مدن مثل تل أبيب وحيفا والقدس . وتصنف مبادىء نورمبرج التطهير العرقي لشعب من وطنه باعتباره جريمة عظمى في حق الإنسانية . ولم يحدث أن حوسبت إسرائيل على القتل الجماعي ، وتدمير البيوت ، وإتلاف المحاصيل والممتلكات الأخرى في أفعال وحشية لم يظهر فيها الإسرائيليون أي شفقة على الرجال العزل ، والنساء والأطفال ، فمعايير نورمبرج أقصيت عن التاريخ الإسرائيلي الرسمي ، وحلت محلها الخرافة التي تقول إن الفلسطينيين تركوا بلادهم راضين ، خوفا من الضرر الذي قد تلحقه بهم الجيوش العربية التي غزت هذه البلاد . ويقول فلسطيني عاش تجربة تلك الذكريات المرعبة : " لا أستطيع نسيان ثلاثة أيام من الرعب في يوليو 1948 لكون الألم ما فتىء يلفح ذاكرتي ، ولا أستطيع التخلص منه مهما كان عظم المحاولات التي أقوم بها . في البداية ، طرد الجنود الإسرائيليون آلاف الفلسطينيين من بيوتهم قرب ساحل البحر مع أن بعض الأسر التي تعيش في تلك البيوت عاشت فيها قرونا سابقة . أسرتي تعيش في مدينة اللد من 1600 سنة على الأقل . وإثر طردنا سرنا متعثرين في التلال الوعرة ، وتابعنا سيرنا ثلاثة أيام مميتة دون ماء . وتعقبنا الجنود الإسرائيليون يطلقون النار فوق رؤوسنا بين وقت وآخر لإرهابنا ودفعنا لموالاة سيرنا . وملأ الرعب قلبي ذا الأحد عشر عاما ، متسائلا عما سيحدث لنا . وتذكرت في تلك اللحظة ما سمعته مرارا من أبي وأصدقائه متحدثين عن رعبهم من آخر المجاز التي اقترفها الإرهابيون اليهود ، وسألت نفسي : هل يقتلوننا أيضا ؟! ولم ندرِ ما نفعل غير طاعة أوامر الجنود الإسرائيليين ، والسير على وجوهنا متعثرين دون هدى بين التلال الصخرية . سرت يدي في يد جدي الذي كان يحمل ما تبقى من مملوكاتنا ، وهي وعاء سكر صغير ، وشيء من الحليب لابن عمتى ذي العامين المصاب بالتيفوئيد " ،
ويستعيد الناجون من الفلسطينيين الرعب الذي اجتاح قرية دير ياسين يوم 9 أبريل حين دخلها دخولا عنيفا جنود إسرائيليون يمثلون الدولة التي تقترب من الإعلان عن قيامها ، وأطلقوا نيران رشاشاتهم خبط عشواء على بيوتها ، فقتلوا كثيرين فيها ، ثم جمعوا من تبقى من سكانها ، وذبحوهم بدم بارد ، وكان بينهم صبية وأطفال ومسنون ونساء ، اغتصبوا بعضهن قبل أن يذبحوهن ، ويقدر عدد قتلى القرية ب 120 . ويصف شاهد عيان هول ذلك اليوم على النحو التالي : "كنت في القرية حين هاجمها اليهود . بدؤوا بتطويقها وتبادل النار معنا ، وما أن دخلوها حتى حمي القتال في طرفها الشرقي ، وامتد بعدئذ إلى سائر أطرافها : إلى مقطع الحجارة ، وإلى وسطها حتى انتهى إلى بيوتها الغربية ، فقتلوا النساء والصبية دون تمييز ، ودافع شبانها عنها في شجاعة ورجولة " . وتسبب القتال في موت عشرات آخرين ، وواجهت قرى كثيرة ذات المصير . كان ما يفعله الإسرائيليون مرسوما بعناية بهدف القتل المنظم ، وهو النهج الذي اتبعته إسرائيل بعد ذلك باستعمال المزيد من القوة والأسلحة الممنوعة دوليا .
وفي تقرير استقصائي بصحيفة " هآرتس " ذُكر أن شعبة الأمن السري بوزارة الحرب الإسرائيلية (مالاب ) عملت على إخفاء مجريات النكبة ، وجاء في ذلك التقرير أن " فرق عمل تلك الشعبة سعت إلى تطهير أرشيفات إسرائيل ، وإزالة الوثائق التاريخية ، وإخفائها وفق جهد منسق لطمس أدلة النكبة " . وعلمت " هآرتس أن مالاب ( كلمة عبرية مؤلفة من بوادىء حروف كلمات أخرى ) أخفى شهادات قادة من جيش الدفاع الإسرائيلي عن " مجازر جماعية للفلسطينيين ، وتدمير لمدنهم وقراهم ، وعن انتزاع ملكية أراضي البدو في السنوات العشر الأولى لدولة إسرائيل " ، وأخبر يحيل حوريف رئيس شعبة الأمن السابق " هآرتس " أنه بدأ ذلك المشروع بهدف محو ماضي إسرائيل الشائن مع أن معلومات مفصلة عن النكبة نشرت من قبل . وهدف حوريف وغيره من ذوي الصلة بهذه القضية كان ومازال إعادة اختراع التاريخ بشأنها ، وهذا أمر مأخوذ به في بلدان كثيرة من ذات الماضي القبيح المزعج الذي تريد أن تمحوه من سجلها العام ، مثلما حدث في دفن السجل التاريخي للإساءة الرهيبة التي اقترفتها السلطات الأميركية بحق السود الأفريقيين والهنود الحمر . فالوثائق الخاصة بتطوير المشروع النووي الإسرائيلي ، وعدوان إسرائيل على دول في منطقة الشرق الأوسط ، وتاريخ النكبة ، كلها مدفونة في أقبية سرية . ويحمل تقرير " هآرتس " المفصل عنوان " دفن النكبة : كيف تخفي إسرائيل منهجيا الدليل على طرد العرب في 1948؟! " بإخفاء وثائق تاريخية عن الرأي العام . وعلاوة على إخفاء ماضي إسرائيل القبيح ، يستهدف مالاب تقويض مصداقية ما نشر من الوثائق عن النكبة . والواقع أنه ليس مهما كيف ننشر التاريخ ، وكيف نتعلم ما فيه . المهم أن الحقيقة التي ينشدها المؤرخون موجودة في أحداثه . كتاب بابي " التطهير العرقي في فلسطين " ، وكتاب هوارد زن " تاريخ شعبي للولايات المتحدة " يكشفان السجل العام الذي يجب أن يعرفه مواطنو هاتين الدولتين ، وكل مواطن آخر في العالم .
*ستيفن لندمان في (GLOBAL RESEARCH) .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف