صحافة بنكهة الأسر
أ.عاطف شقير
محاضر قي قسم تكنولوجيا الاعلام بجامعة فلسطين التقنية "خضوري"
تبدأ رحلة الأسير الصحفي لحظات اعتقاله، فيسجل في ذاكرته الحية محطات اعتقاله من المنزل حتى دخوله أقبية التحقيق إلى يبلغ محطته الأخيرة الساحات الاعقتالية " السجون".
عندها ينسج الصحفي الأسير خيوط معاناة الأسرى على ثوب الصحافة التي ينقلها بدوره إلى خارج المعتقل الاسرائيلي بوسائل وطرق مختلفة لنشر هذه المعلومات والحقائق عن الأسرى والسجون خارج الساحات الاعتقالية وفي صفحات الصحافة الفلسطينية.
وقد يتعرض الأسير الصحفي للملاحقة والمتابعة والتفتيش من قبل ما تسمى مصلحة السجون الإسرائيلية لثنيه عن مواصلة عمله الصحفي الذي يفضح ممارسات الاحتلال اللاأنسانية داخل السجون الإسرائيلية.
أضف إلى ذلك، عدم وضوح أهمية العمل الصحفي داخل السجون لبعض قيادات الحركة الأسيرة من خلال مثلا: تخصيص دقائق أكثر للتحدث في الجوال لأغراض العمل الصحفي أو توفير الدفاتر والأقلام الخاصة للمارسة العمل الصحفي الأمر الذي يقلل من إبداع العمل الصحفي داخل السجون الإسرائيلية.
ورغم هذه الظروف الصعبة إلا ان الصحفيين الأسرى اشتروا الدفاتر والأقلام من مخصصاتهم المالية الخاصة لنقل معاناة الأسرى وقضاياهم المختلفة إلى الساحات الإعلامية الخارجية الفلسطينية، ليتمكنوا من نشر الأخبار والتقارير والقصص الصحفية إلى خارج معتقلات الاحتلال، ولا أدل على ذلك الصحفي الفلسطيني آمين ابو وردة الذي تميز بهذا اللون والده واثرى المكتبة الفلسطينية ببعض الأدبيات بهذا الخصوص.
ولقد عمل الأسرى بمختلف الوسائل والطرق لإيصال رسائلهم الإعلامية إلى الخارج عبر الأسرى المحررين او عبر زيارات المحاميين وكذلك زيارة الأهل وأعضاء الكنيست لنقل هذه الأخبار إلى العالم الخارجي الذي من شأنه التأثير والتفاعل مع قضايا الأسرى على المستوى الدولي والمحلي.
وأذكر هنا مساهمة الأسرى في إبداع وثيقة الوفاق الوطني التي اقترحها الأسرى للخروج من حالة الانقسام الأسود بين شطري الوطن، وهذا يدلل على فعالية الحركة الأسيرة في التأثيرالايجابي على الساحة الفلسطينية من مختلف النواحي السياسية والإعلامية التي كان لها الأثر الإعلامي الكبير على الساحة الفلسطينية
وفي السابق، خاض الأسرى إضرابات عن الطعام من أجل رفد المعتقلات والسجون الإسرائيلية بوسائل الإعلام المختلفة من التلفاز والمذيع والكتاب، وتم إدخال هذه المنجزات بعد نضالات متعددة، ولكن الاحتلال الاسرائيلي يحاول السيطرة والتحكم في قنوات التلفزة للتأكد من أن هذه القنوات لا تعزز القيم الوطنية والقومية عند المعتقلين فكان يركز في البدايات على قنوات التلفزة الإسرائيلية لتبث سمومها إلى عقول الأسرى لترسيخ الفكر والنموذج الإسرائيلي لدى هولاء الأسرى من خلال هذه القنوات الإسرائيلية.
لكن الأسرى حاولوا عبر إمكاناتهم الفنية الإتيان بالقنوات الفلسطينية المحلية مثل: تلفزيون فلسطين ومعا والأقصى وغيرها وذلك في الفترات المتأخرة.
هذا الأمر زود الصحفي الأسير بالمعلومات اللازمة التي يحصل عليها من خلال القنوات التلفزيونية والإذاعات المختلفة، ومن خلال المكتبات داخل معتقلات الاحتلال ليجمع معلوماته الوفيرة لتشكيل أحد الفنون الصحفية داخل غياهب السجون مثل: الخبر أو التقرير أو القصة الصحفية لا سيما في ظل غياب أدوات البحث الإلكترونية في المعتقلات الإسرائيلية، وهذه الإمكانات البسيطة بلا شك ستؤثر على حجم العمل الصحفي ولربما دقته.
ان هذا اللون من الصحافة الاعتقالية بدأ يعزز رويدًا رويدًا في ظل اعتقال العديد من الصحفيين في الفترة الأخيرة من عمر نضال شعبنا، مما يحتم على كليات الإعلام والصحافة في فلسطين دراسة هذا اللون وتضمينه بمساق الإعلام الفلسطيني والتوسع فيه بالمنافشة والتحليل.
ختامًا، لا بد من الاهتمام بهذا اللون من الصحافة تكريمًا لاسرانا البواسل الذين افنوا زهرات أعمارهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل كرامة هذا الشعب وتحرر وطنه من نير المحتليين.
أ.عاطف شقير
محاضر قي قسم تكنولوجيا الاعلام بجامعة فلسطين التقنية "خضوري"
تبدأ رحلة الأسير الصحفي لحظات اعتقاله، فيسجل في ذاكرته الحية محطات اعتقاله من المنزل حتى دخوله أقبية التحقيق إلى يبلغ محطته الأخيرة الساحات الاعقتالية " السجون".
عندها ينسج الصحفي الأسير خيوط معاناة الأسرى على ثوب الصحافة التي ينقلها بدوره إلى خارج المعتقل الاسرائيلي بوسائل وطرق مختلفة لنشر هذه المعلومات والحقائق عن الأسرى والسجون خارج الساحات الاعتقالية وفي صفحات الصحافة الفلسطينية.
وقد يتعرض الأسير الصحفي للملاحقة والمتابعة والتفتيش من قبل ما تسمى مصلحة السجون الإسرائيلية لثنيه عن مواصلة عمله الصحفي الذي يفضح ممارسات الاحتلال اللاأنسانية داخل السجون الإسرائيلية.
أضف إلى ذلك، عدم وضوح أهمية العمل الصحفي داخل السجون لبعض قيادات الحركة الأسيرة من خلال مثلا: تخصيص دقائق أكثر للتحدث في الجوال لأغراض العمل الصحفي أو توفير الدفاتر والأقلام الخاصة للمارسة العمل الصحفي الأمر الذي يقلل من إبداع العمل الصحفي داخل السجون الإسرائيلية.
ورغم هذه الظروف الصعبة إلا ان الصحفيين الأسرى اشتروا الدفاتر والأقلام من مخصصاتهم المالية الخاصة لنقل معاناة الأسرى وقضاياهم المختلفة إلى الساحات الإعلامية الخارجية الفلسطينية، ليتمكنوا من نشر الأخبار والتقارير والقصص الصحفية إلى خارج معتقلات الاحتلال، ولا أدل على ذلك الصحفي الفلسطيني آمين ابو وردة الذي تميز بهذا اللون والده واثرى المكتبة الفلسطينية ببعض الأدبيات بهذا الخصوص.
ولقد عمل الأسرى بمختلف الوسائل والطرق لإيصال رسائلهم الإعلامية إلى الخارج عبر الأسرى المحررين او عبر زيارات المحاميين وكذلك زيارة الأهل وأعضاء الكنيست لنقل هذه الأخبار إلى العالم الخارجي الذي من شأنه التأثير والتفاعل مع قضايا الأسرى على المستوى الدولي والمحلي.
وأذكر هنا مساهمة الأسرى في إبداع وثيقة الوفاق الوطني التي اقترحها الأسرى للخروج من حالة الانقسام الأسود بين شطري الوطن، وهذا يدلل على فعالية الحركة الأسيرة في التأثيرالايجابي على الساحة الفلسطينية من مختلف النواحي السياسية والإعلامية التي كان لها الأثر الإعلامي الكبير على الساحة الفلسطينية
وفي السابق، خاض الأسرى إضرابات عن الطعام من أجل رفد المعتقلات والسجون الإسرائيلية بوسائل الإعلام المختلفة من التلفاز والمذيع والكتاب، وتم إدخال هذه المنجزات بعد نضالات متعددة، ولكن الاحتلال الاسرائيلي يحاول السيطرة والتحكم في قنوات التلفزة للتأكد من أن هذه القنوات لا تعزز القيم الوطنية والقومية عند المعتقلين فكان يركز في البدايات على قنوات التلفزة الإسرائيلية لتبث سمومها إلى عقول الأسرى لترسيخ الفكر والنموذج الإسرائيلي لدى هولاء الأسرى من خلال هذه القنوات الإسرائيلية.
لكن الأسرى حاولوا عبر إمكاناتهم الفنية الإتيان بالقنوات الفلسطينية المحلية مثل: تلفزيون فلسطين ومعا والأقصى وغيرها وذلك في الفترات المتأخرة.
هذا الأمر زود الصحفي الأسير بالمعلومات اللازمة التي يحصل عليها من خلال القنوات التلفزيونية والإذاعات المختلفة، ومن خلال المكتبات داخل معتقلات الاحتلال ليجمع معلوماته الوفيرة لتشكيل أحد الفنون الصحفية داخل غياهب السجون مثل: الخبر أو التقرير أو القصة الصحفية لا سيما في ظل غياب أدوات البحث الإلكترونية في المعتقلات الإسرائيلية، وهذه الإمكانات البسيطة بلا شك ستؤثر على حجم العمل الصحفي ولربما دقته.
ان هذا اللون من الصحافة الاعتقالية بدأ يعزز رويدًا رويدًا في ظل اعتقال العديد من الصحفيين في الفترة الأخيرة من عمر نضال شعبنا، مما يحتم على كليات الإعلام والصحافة في فلسطين دراسة هذا اللون وتضمينه بمساق الإعلام الفلسطيني والتوسع فيه بالمنافشة والتحليل.
ختامًا، لا بد من الاهتمام بهذا اللون من الصحافة تكريمًا لاسرانا البواسل الذين افنوا زهرات أعمارهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل كرامة هذا الشعب وتحرر وطنه من نير المحتليين.