الأخبار
إعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حرب
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل أنت مُعوق؟ بقلم:إيمى الأشقر

تاريخ النشر : 2019-07-15
هل أنت مُعوق ؟

عندما نسمع كلمة "مُعوق" فإننا نعتقد على الفور ان الحديث سيكون عن شخص يعانى من إعاقة عقلية أو حسية أوجسدية ولكن أنا أرى ومن خلال ملاحظاتى على ارض الواقع أن هناك نوع أخر من الإعاقة يختلف كثيراً فى ظاهره وجوهره ولكن فى حقيقته نستطيع أن نعتبره إعاقة وهى " الإعاقة النفسية " والتى تتمثل فى كون الشخص صاحب بناء نفسى مُعوق غير طبيعى به خلل يجعله لا يتمكن من العمل بشكل سليم مثلما يجب ان يكون فــ هناك اشحاص رغم أنهم لا يمكن تصنيفهم ضمن المعوقين المتعارف عليهم لسلامتهم البدنية والحسية والعقلية إلا أنهم يعانون من وجود عائق نفسى بينهم وبين أن يكونوا اشخاص عاديين او يتصرفوا مثل البشر الطبيعين فى المواقف العادية او يكون حواراهم الداخلى مع انفسهم حوار عادى وليس حوار أشبه بالصراع النفسى الحاد وكأنه صراع الفرد مع نفسه او مع نفسه والأخرين فى أعماقه , حاجز نفسى لديهم دائماً او فى أغلب الاحيان بينهم وبين احساسهم بالراحة والرضا او احساسهم أنهم مثل البشر ونظرة المجتمع لهم نظرة عادية لا يشوبها شىء مهين او غير عادى , عائق نفسى بينهم وبين المنطق السليم او التفكير بشكل سليم او الاستنتاج فى اطار العقل والمنطق وعلى أساس واقعى وبينهم وبين القدرة على إقامة علاقات اجتماعية عادية او سليمة ليست مريضة او غير سوية , هذا النوع من الاشخاص لا يقوى على عمل توافق بين بيئته الداخلية والبيئة الخارجية , لا يريد الاستبصار بحقيقته ويوجد عائق بينه وبين محاولة التغيير او حتى الاعتراف بالضرورة القصوى للتغيير مما هو عليه الى الأفضل ولذلك يُفضل اللجوء الى الحيل الدفاعية التى تغطى على الحقيقة والتى بدورها تدفعه الى الألاعيب النفسية على نفسه وعلى الأخرين , لا يقوى على تكوين علاقات اجتماعية وان حدث لا يستطيع الاستمرار فيها , ينتابه الخوف من الاقتراب من الناس , يخشى وبشدة من تكوين علاقات بالغرباء وقد يكون هؤلاء الغرباء زملاء العمل مثلاً , الاحتكاك بالأخرين يسبب له قلق غير عادى وكأنه مُعرض للخطف او محاولة نصب او اِحتيال , يشعر بالخوف خارج المنزل ولا يشعر بالأمان إلا داخل منزل اسرته رغم الاعتراف بدور الاسرة القوى فى بنائه النفسى المختل وسلبيات افراد اسرته, لا يتصفون بالمرونة فى التعامل مع الأخرين وكذلك المواقف ولا يتصفون بالمرونة النفسية فنجد ردود افعالهم دائما جامدة عنيفة مبالغ فيها بالنسبة للموقف وربما يتصيدون الاخطاء والكلمات او يتصيدون نظرة عين او إيماءة وجه او همسة ليكون لهم عليها رد فعل كالرياح التى تهب محملة بأتربة والكثير من المكروبات والجراسيم ويحملون قدر كبير من العدوانية تتجلى فى سعادتهم عند إلحاق الأذى بالأخرين , لا يتصفون بالحكمة ايضا فى إدارة العلاقة او المواقف , الجمود الفكرى سيد الموقف دائما , غير ناضجين فكرياً فنجد أن هناك فجوة بين العمر العقلى والعمر السنى فنجدهم كبار عند رغبتهم فى ممارسة هوس السيطرة والتسلط وصغار جدا كالاطفال عندما يقعون فى مشكلة او الاصابة باعراض مرضية , كثيرى الشكوى وكثيرى الكلام ويتحدثون فى مشكلاتهم لكن لا يبحثون لها عن حل وربما يمضى العمر حتى نهايته يتحدثون فقط لكن لا يفعلون شىء ولا يدركون الاسباب الحقيقية لمشكلاتهم وفى حالة من السخط الدائم والنقد الموجهه للاخرين بصفة مستمرة ولكن انتقاد الاخرين فى حد ذاته ليس الغريب الغريب انهم ينتقدون تصرفات وافعال وافكار وردود افعال هم يفعلونها ويمارسونها وتمثل جوانب شخصيتهم بمنتهى الدقة فكيف ينتقدون ويسخرون بغضب من اشياء هم يفعلونها هذا هو العجيب فعلا واللامنطق فى اغرب صوره !! ونجدهم يعانون من اعراض مرضية جسدية بشكل دائم ويميلون الى تضخيم مايشعرون به والتقليل مما يشعر به الأخرين , واحيانا يتجهون نـحو المرض بكامل رغبتهم ويلتصقون به ويتخذونه فرصة جيدة لجذب تعاطف الاخرين واهتمامهم وحجة يتكؤن عليها ليبدون مغلوبين على امرهم ولا يد لهم فى افعالهم الشاذة ولا إرادة , ونجد ايضا أن عقليتهم وشخصيتهم لا تتطور ولا تتغير وإن حدث تغير فى الشخصية فهو تغير فى الاسلوب وليس فى الحقيقة , يميلون الى الاِختباء خلف شكل معين او شخصية مُصطنعة كنوع من الهروب من مواجهة المجتمع ونوع من العجز على تغيير الحقيقة يعتقدون أنهم مُلفتين للنظر ولكن بشكل مثير للسخرية والاِستهزاء ملفتين ولكن من منظور سلبى على كل حال , او يُحاك حولهم الخطط والمؤامرات كذلك يشعرون , يعتقدون أنهم غير مرغوب فيهم وغير محبوبين وبالتالى يتجنبون الاِحتكاك بالمجتمع مثل المناسبات الاجتماعية والتجمعات العائلية ,وفى بعض الحالات نجد أن الفتاة تكتفى بعلاقتها بأمها والولد يكتفى بعلاقته بوالده وليس لديهم علاقات حقيقية خارج اطار الاسرة , وربما نجد ان الفتاة ارتباطها بأمها ارتباط غير عادى لدرجة انها تريد ان تنفرد بملكيتها او لا تريد الذهاب الى المدرسة حتى لا تبتعد عنها ونجد ايضا ان الولد يرتبط ارتباط غير عادى بوالده ويسير خلفه كظله ويشعر بالخوف فى البعد عنه والحيرة وكأنه فقد عقله , وهناك اشخاص يشبهون الألة تماما حيث لا يجيدون فن التفكير فنجد الفرد يقول ما تم تلقينه له من خلال الأب او الأم ولا يستطيع اِتخاذ قرار حتى لو بسيط حتى يرجع الى الأب او الأم وهم يخبرونه ماذا يفعل فهؤلاء الاشخاص حقاً معوقين غير قادرين على التفكير والحركة واتخاذ قرار غير قادرين على اصدار اى سلوك فهم فى وضع انتظار للأوامر التى سيتم ارسالها لهم من خلال الأب او الأم لكن قبل ذلك لا يصدر عنهم اى حركة او سلوك ونجد هذا النوع يعانى من سوء التوافق فى العلاقات العاطفية والزوجية ان لم تفشل العلاقة فشل تام وتنتهى بالانفصال وايضا الدخول فى علاقات غير سوية وربما تكون علاقات مؤذية مريضة ايضا مما يدل على غياب الحكمة فى التفكير والخلل فى بناء العلاقات وضعف القدرة على اتخاذ قرار فيما يخص علاقة عاطفية او زوجية على أساس سليم , إن هؤلاء الاشخاص غير متوافقين نفسياً وغير متكيفين اِجتماعيا وذلك نتيجة لبناء نفسى مًصاب بخلل ما ناتج عن نمط تربية وتنشئة اجتماعية غير سوية او غير سليمة على كل حال وليس من الضرورى ان يكون الفرد يجمع كل الصفات السابقة ولكن يكفى ان يكون عاجز على ان يكون شخص عادى او ان يقف أمام حقيقته ويأخذ قرار التغيير رغم انه يؤذى نفسه ومن حوله ويكتفى بأن يظل على حاله وعاجز على ان يخطو خطوة نـحو تغيير ينقذه ويُريح من حوله إن هناك اشخاص كثيرة عانت من مشكلات نفسية واضطرابات بسبب نمط التربية او ظروف البيئة ولكنها اجتهدت ان تقف أمام الحقيقة وأخذت بالفعل خطوات نـحو التغيير واصبحوا أفضل مما كانوا عليه فى السابق اما هؤلاء السابق ذكرهم فهم حقا مُعوقين , ومن المحتمل ان تكون النقاط التالية جزء من الاسباب المسئولة عن اِصابة الفرد بما اراها على انها إعاقة نفسية مرتديه ثوب سوء التكيف الاجتماعى :
-شعور الفرد انه غير مرغوب فيه وغير محبوب او منتقد دائما داخل اطار الاسرة مما أدى الى اصابته بعقدة الدونية وصورة مشوهه عن الذات مما انعكس بدوره على صورة نفسه لدى الأخرين .
-شعور الفرد بالدونية يؤدى الى الخجل والانسحاب وضعف النضج الفكرى يجعله لا يتصف بالمرونة الفكرية مما يجعله غير قادر على التكيف الاجتماعى .
-غياب الموضوعية عنهم وضعف قدرتهم على التفكير السليم يجعلهم يتعاملون مع الموقف وليس الحقيقة فنجدهم كثيرى الشكوى والنقد ومنزعجين دائماً من من حولهم مهما طالت مدة التعامل معهم ومعرفتهم جيدا وكأن بينهم وبين حقيقة الاشخاص من حولهم عائق يحجب عنهم إدراك الحقيقة .
-تخويف الفرد وبرمجته على عدم الثقة بالأخرين وفى العالم الخارجى بشكل سلبى تام .
-نمط التربية القاثم على أساس السيطرة والتسلط والتفرقة بين الابناء .
-نمط التربية القائم على أساس الحماية الزائدة و إنعدام الشخصية والتابعية العقلية والفكرية للوالدين .
-تَعود الفرد على عدم مواجهته بأخطائه وسلبياته داخل اطار الاسرة مما ترتب عليه الاصابه بالجمود الفكرى وعدم القابلية للتطور ونظرته أحادية الاتجاه للأمور .
-سلبية الوالدين فى التعامل مع الفرد وفى تقيمه وتوجيهه وغياب المناقشات والحوارات الهادفة الموضوعية .
-الخوف المرضى من الأب او الأم والانسياق الاعمى خلفهم مما يجعل الفرد يبدو وكأنه شخص غريب الاطوار فى نظر الطرف الثانى .
-تشجيع الوالدين على الارتباط المرضى للابناء بهم وعدم اعتراضهم على ذلك بل قبوله واستحسانه بما فيه من ارضاء لغرورهم .
-البناء النفسى المصاب بخلل ما للوالدين او أحدهما والذى ينعكس على اسلوب تربية الابناء وبرمجتهم العصبية ورؤيتهم لأنفسهم وللأخرين واعتقادهم فى رؤية الأخرين لهم وقاعدتهم المعرفية والمفاهيم المخزنة بعقولهم ايضا .

ولكن ما الحل ؟؟ بعدما شب الفرد وقد تشكلت شخصيته وتكونت وتم برمجته من خلال بيئته وانتهى الأمر ؟؟
هنا يلعب الاِختيار الدور الأساسى فى الحل او على وجه التحديد عميلة التغيير فإذا كان للفرد رغبة قوية وعزيمة فى ان يتغير ويصبح شخص آخر أكثر تكيفاً سوف يلجأ لمتخصص يساعده على ذلك ويرشده نـحو الطريق السليم الذى ينتهى بتحقيق رغبته فى التغيير ولكن من المؤسف ان اؤكد وإن صح التعبير الواقع هو الذى أَكَدَ على ان مثل هؤلاء الافراد ليس لديهم رغبة فى التغير لان عملية التغير تتطلب الاتى :
-مواجهة الذات بموضوعية
-تقيم الذات بموضوعية
-مواجهة الحقيقة بشجاعة
-عدم إلقاء اللوم على الأخرين
-الرغبة فى التغيير
-تحمل مسئولية اِتخاذ القرار
-التغيير الفعلى وتحمل مسئولية التغيير .
ورغم أنها تبدو اشياء وخطوات عادية وبسيطة إلا أنها فى الحقيقة وفى الواقع صعبة وبشدة وخاصة على تلك النوعية التى تربت ونشأت على اِنعدام الشخصية والتابعية العقلية والفكرية وضعف الثقة بالنفس والصورة المشوهه عن الذات والسلبية سواء فى تكوينها او فى تكوين الوالدين والخوف من تحمل المسئولية لان تحمل المسئولية فى حالة القرارات الخاطئة سيعقبه توبيخ واِهانة وسخرية من المحيطين ولذلك فكرة اتخاذ قرار و تحمل مسئوليته شىء خطير جدا بالنسبة لهم واذا وُضع الفرد فى هذه الحالة بين اختيارين أحدهما ان يظل كما هو والأخر ان يأخذ قرار التغيير سيختار وكما اخبرنا الواقع انه سيختار ان يظل كما هو يعانى وبشدة وجدير بالذكر ان الفرد الذى نشأ فى بيئة قائمة على السلبية فى التعامل مع السلبيات وتصرفاتهم لا يعقبها مراجعة وتقييم من قبل الوالدين واعتادوا على ذلك ليس لديهم اى دافع للتغيير رغم المعاناة النفسية التى تؤرقهم والأفضل لديهم هى الألاعيب النفسية التى تغطى على الحقيقة لكن التغيير شىء مُرهق وغير مرغوب فيه بالنسبة لهم ! لذلك اُكرر السؤال الذى طرحته فى البداية , هل انت مُعوق ؟
كاتبة المقال / إيمى الأشقر / باحثة فى علم نفس إرشادى .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف