مستحاثات إنسان
زمهريرُ العواصفِ في الخارج لاتعني لي شيئاً ، لقد تجاوزتُ مرحلة الإهتمام ... خنقتُ بيدي كُل محاولاتِ النجاةِ إلى الأمل ، سرقني العمرُ وحيداً في هذهِ الزاوية .
اليوم عمري خمسونَ عامٍ من العُزلة وثلاثة أشهر ونيّف .
لا أدري حقاً إن كانت قدماي تمسكُ بالأرض ، أم إنّها ذهبت مُتعثرةً بالأوشاكِ التي داستها خطوةً خطوة كطفلٍ يتعلمُ المشي.
المساء أو الصباح بتوقيت العذاب لستُ أدري بالضبط تماماً ، التفاصيلُ الصغيرة تستيقظُ في هذه اللحظة .
التهمتُ مشاهدَ الذكرى مضغةً مضغة على مهل أذكُرها حتى مثلاً أقولُ لك :
حصىً زرقاء كانت أثناء حدوث الذكرى على رصيفٍ قذر .
كدرسٍ أحفظهُ تعيدني ذاكرتي لكل شيء ..التفاصيل ، التفاصيل التي ترهقني.
لطالما نجوتها أن تبقى خامدة للأبد لكن دونَ جدوى .
ولمّا أتت الحرب قتلتني وراكمتني ذكرى فوق ذكرى ، حتى باتت دماغي مطعونةً من كل الجهات.
الندبات امتلأت لم أعد أُحصيها.
أرى بعيني وراء رأسي لا أعرفُ حقاً كيفَ تنتحِلُني الأشياء ، تُبقيني جثةً هامدة وتُنعيني ذكرى غدرٍ وألم .
الأيامُ عصيبةٌ ما أقساها.
التفكيرُ مؤلم أركدُ على كُرسيٍ خشبيةٍ هشّة لربما لو هبت عليها رياحٌ لحطّمتها أشلاءُ ضحايا تبغٍ أو بقايا طعامٍ مُعفن .
لا شيء يسندني الآن سوى يديَّ المُلتَفّتينِ على بعضهما لكأنهما أشبهُ بأخٍ أو أُخت يساندُ بعضهما وبدورهما يُسانداني.
أقرأُ كتاباً اهترت صفحاتهِ من كثرة التمعن بالكلمات ..الكلمةُ عندي قضية والثانية ذكرى إذاً أنا أتوحدُ مع الكلمة ما يقارب السنين أكتبُ عنها آلاف المجلدات لذا هي صفراء مهترئة وكأنها تناديني لأرحم ماتبقى من أثرِ الكتابةِ عليها.
لا بُدَّ أنكَ تلمحُ أيضاً رماد السجائر الوحيدة التي تتطاولُ أصابعي على حملها ، أبتلعُ معها حكايةَ العمرِ كله .
أنا إنسانٌ متمرسٌ بالعذاب ، لمستني ريح الهمومِ فاندثرت ، اختبأُ خلفَ الأسرار مُلتفاً بشعر الخيبة ، أعتصرُ مرارةَ الوسائد ليلاً من ثقل الأيام .
رمادُ السجائرِ الذي ينزلُ أرضاً يمرُّ على ركبتي ليحرقني بلا رحمةٍ منهُ ودونَ شعورٍ مني ، ليكتُبني من جديد ...مستحاثات إنسان .
زمهريرُ العواصفِ في الخارج لاتعني لي شيئاً ، لقد تجاوزتُ مرحلة الإهتمام ... خنقتُ بيدي كُل محاولاتِ النجاةِ إلى الأمل ، سرقني العمرُ وحيداً في هذهِ الزاوية .
اليوم عمري خمسونَ عامٍ من العُزلة وثلاثة أشهر ونيّف .
لا أدري حقاً إن كانت قدماي تمسكُ بالأرض ، أم إنّها ذهبت مُتعثرةً بالأوشاكِ التي داستها خطوةً خطوة كطفلٍ يتعلمُ المشي.
المساء أو الصباح بتوقيت العذاب لستُ أدري بالضبط تماماً ، التفاصيلُ الصغيرة تستيقظُ في هذه اللحظة .
التهمتُ مشاهدَ الذكرى مضغةً مضغة على مهل أذكُرها حتى مثلاً أقولُ لك :
حصىً زرقاء كانت أثناء حدوث الذكرى على رصيفٍ قذر .
كدرسٍ أحفظهُ تعيدني ذاكرتي لكل شيء ..التفاصيل ، التفاصيل التي ترهقني.
لطالما نجوتها أن تبقى خامدة للأبد لكن دونَ جدوى .
ولمّا أتت الحرب قتلتني وراكمتني ذكرى فوق ذكرى ، حتى باتت دماغي مطعونةً من كل الجهات.
الندبات امتلأت لم أعد أُحصيها.
أرى بعيني وراء رأسي لا أعرفُ حقاً كيفَ تنتحِلُني الأشياء ، تُبقيني جثةً هامدة وتُنعيني ذكرى غدرٍ وألم .
الأيامُ عصيبةٌ ما أقساها.
التفكيرُ مؤلم أركدُ على كُرسيٍ خشبيةٍ هشّة لربما لو هبت عليها رياحٌ لحطّمتها أشلاءُ ضحايا تبغٍ أو بقايا طعامٍ مُعفن .
لا شيء يسندني الآن سوى يديَّ المُلتَفّتينِ على بعضهما لكأنهما أشبهُ بأخٍ أو أُخت يساندُ بعضهما وبدورهما يُسانداني.
أقرأُ كتاباً اهترت صفحاتهِ من كثرة التمعن بالكلمات ..الكلمةُ عندي قضية والثانية ذكرى إذاً أنا أتوحدُ مع الكلمة ما يقارب السنين أكتبُ عنها آلاف المجلدات لذا هي صفراء مهترئة وكأنها تناديني لأرحم ماتبقى من أثرِ الكتابةِ عليها.
لا بُدَّ أنكَ تلمحُ أيضاً رماد السجائر الوحيدة التي تتطاولُ أصابعي على حملها ، أبتلعُ معها حكايةَ العمرِ كله .
أنا إنسانٌ متمرسٌ بالعذاب ، لمستني ريح الهمومِ فاندثرت ، اختبأُ خلفَ الأسرار مُلتفاً بشعر الخيبة ، أعتصرُ مرارةَ الوسائد ليلاً من ثقل الأيام .
رمادُ السجائرِ الذي ينزلُ أرضاً يمرُّ على ركبتي ليحرقني بلا رحمةٍ منهُ ودونَ شعورٍ مني ، ليكتُبني من جديد ...مستحاثات إنسان .