الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الكلمات السبعة بقلم:جاسم محمد كاظم

تاريخ النشر : 2019-07-13
الكلمات السبعة بقلم:جاسم محمد كاظم
الكلمات  السبعة........... قصة قصيرة

جاسم محمد كاظم   

في  لجة الصباح يتزاحم  الموظفون  لتدوين توقيعهم اليومي  في  السجل  المتهرئ أمام  نظرات  العيون القاسية لموظف الاستعلامات وكأنة يؤدي  دور مخبر   للأمن  لكنة  سرعان  ما يغير  تقاطيع  وجهة الكالحة  بابتسامة مفتعلة  لو كان الموقع  من الجنس الآخر.

     رفع  يده  بتثاقل  ليرد التحية    ليد يحيى الملوحة     ومط شفتيه  بسرعة  وأشار  مع   نبرات  صوته  الخشنة  ....   يحيى  .... توقف

ودفع  بورقة  صغيرة   مختومة  بختم  المكتب تناولتها  يد  يحيى  بسرعة   وما أن تلقتها  نظرات عينية   حرك شفتيه   بهمس خفيف .

ماذا يريد  هذا   ؟

لكنة اعتصر ذهنه حين تداخلت فيه حروف نداء عهدها تتكسر في مسامعه وأكملت له السكرتيرة الجميلة حيرته وهي تقلد أعتصارات وجه جرسون قبض رشوته أن المدير العام يطلبه شخصيا للمثول داخل  قلعته الحصينة  بدون دعوة رسمية مسبقة .

و سرعان ما  أعادت ذاكرته أيام عذاب الأمس .. اللعنة .... سأتوقف أمامه كصنم أصم بلا حراك أو كلمة .

وبددت له ابتسامة ذلك المتخندق وراء الكراسي والطاولات جزئا من حيرته وزادة إرباكا أنة وقف  منتصبا  و صافحة بحرارة و قدم له سيكارة أردفها بظرف مفتوح وهذا لك أيضا.... يا أستاذ.......

تناوله بيد مرتجفة...جحظت عيناه وسقطت سيكارته الغير مشتعله و تغيرت في ذهنه تفاصيل مداخل الغرفة ومخارجها حين فض الورقة المطوية داخل الظرف ...

أين الباب ... وقادته قدماه بلا إذن غير عابئ حتى بأولئك الواقفين أمام ذلك الباب المغلق على الدوام وتحولت نداءات الأصوات الصائحة باسمة إلى لغط غير مفهوم الصوت.

أنهم يطلبونك هذه المرة على الهاتف .

أين ...تناوله بأصابع واهنة.... آه ....ما هذا خرخشه أصوات غير مفهومة وتدارك شيئا من وعيه وصاح بصوت مسموع .

 وأنت أيضا يا رافع..

جلسا عند المساء استذكرا كلمات أمس مضى بكل أماكنه الكثيرة ..ماذا قالا في سطور تلاشت.. وأيام رحلت . وعاودت مخيلتهما  صور وعيون ابتلعها التراب..ماذا قالت  ألسنتها .

وضعا الورقتين معا .. أنها نفس الكلمات .. الأمر  وبين أقواسه حصرت الأسماء في زمن لم يمهلهما سوى شروق وغروب واحد للشمس.

آه .... سنكون غدا عند المحطة .

صباح مشرق جلسا كيتيمين في لجة الأصوات القادمة من هنا وهناك حركات آلات الحديد حين تدب فيها لحظات حياة صاخبة .... كذبا وهما يصطنعان لحظة فرح شجاع أمام عيون براءة مودعة ... سنعود أليكم يا صغار .

حتى رفيقة العمر لم تعرف إلى أين ستكون تفاصيل هذه الرحلة الطارئة في لحظة رزم الأمتعة.

أنة .... بريد الدائرة . كما تعرفين ... إلى العاصمة .

حدقا في بعضهما البعض حين دوت في سماء القاطرة حروف اسميهما من بعيد في لحظة صياح منفلتة ...وأكملا لغط الهتاف ... يوسف ... سلام ... صباح .. وانتم أيضا.

حلقة قتال  و فصيل حرب  لزمن تلاشى  اكتملت دخان علا  حفلة  أمس مضى داخل مواضع مظلمة ضحكوا كثيرا الكلمات نفسها أيضا .

مجموعة جمعها الرصاص يوما في خنادق الوغى ربما استذكرها الرصاص الآن على نداء كلمة فضفاضة خرجت من فم لم يستطع تحمل لسعات الم حين حرقت ظهره لسعات سوط الجلاد ... آه ...ربما أستذكرهم ذلك الجلاد الآن.... لكن كيف؟

لأنهم  من قاتل دفاعا عنة يوما حين فارقت أرواحا جسدا ذوى تاركا أصابعه على زناد البنادق.

آه.. لكن الجلاد لا يرحم أحدا حتى أولئك الذين تنافذ الرصاص في لحمهم الطري ضحكوا بثمالة في لحظة لم يرسمها الزمن في حروفه المبعثرة  .

 تلاشت غيوم الدخان أشبة بإطباق طائرة تتكسر على سقف القاطرة تناسوا نداء الجلاد .. استذكروا كل شقاوات الأمس حتى الغانيات .... آه .... الغانيات ........ ما أجملهن....

جلسوا متراصفين كأموات في القاعة الكبيرة  بعد عناء  رحلة   شاقة في  مديرية  الأمن .

 هناك  الكثير غيرهم مع سكون مطبق حيث لا  كلام  وبين كل واحد وآخر وقف رجل بزي سواد كامل حسبوه  مارد موت قد ينقض على أجسادهم  بسكين حادة .

وقطع السكون دوي حروف الأسماء مع ألوان غمرت لحظة الصمت المميت . واندفع بعض الجالسين بسرعة نحو حائط صلد انفتح بسرعة وابتلعهم .

وابتلعوا جزئا من ا نفاسهم .... يا الهي ما هذا .... لكل مجموعة أسماء لون محدد الألوان هنا تحدد شكل الموت.

تنفست دواخلهم بصعوبة . ودوت في الظلام أسماء يحيى .. رافع .....يوسف... دفعهم ذلك الملاك الأسود نحو الحائط الذي انفتح ليبتلعهم نحو ممر مظلم ضيق ...مع  اصوات  منادية . بسرعة ..أسرعوا .. بسرعة إلى  الأمام  .

خف الظلام شيئا فشيئا بنور قليل حين لاحت قضبان حديدية  سوداء  ودارت مقصورة عالية أمام فضاء فسيح في قاعة عريضة أشبة بملعب  لكرة الطائرة بشخص تجلجل بالسواد رفع أصبعه بسرعة وأشار نحو واحد من أولئك الذين خنقتهم ظل القضبان المتشابكة .

هل هم هؤلاء .

لا.. لا ..لا .أجاب بصعوبة . بعد برهة تعرف .. لا اعرفهم.

وأدار القاضي يدا ارتدت معها القضبان نحو الدهليز مع أصوات الأشباح السوداء الصائحة وراء ظهورهم .... بسرعة... هيا.. إلى الوراء ... بسرعة نحو الحائط.

وبدا لعيونهم الفزعة بصيص ضياء  يقضم سواد الظلمة ليندفعوا نحو فضاء أشجار خضراء مع أصوات كائنات حقيقة تتحرك في لجة شوارع صاخبة .. وضوضاء عمل يومي.

ظلت عيون.. يحيى.. معلقة إلى الوراء نحو الحائط الصلد ..كيف خرجنا ... أراد الرجوع إلية ليلمسه لكن الآخرين اندفعوا بسرعة نحو الشارع العريض .

أطبقوا جفونهم مع (كونشرتو ) عجلات القاطرة الدائرة فتح يحيى عيونه على ضوء نور قليل دار بذهنه ماذا سيقول لرفيقة العمر إن سألته يوما عن هدايا رحلة العودة.

فكر طويلا هل ستصدقه أن قال لها يوما إن هناك حائط أسمنتي كبير ابتلعه يوما ثم تقيأه من جديد نحو فضاء حياة أخرى على كلمات بريد مستعجل لم يعرف ا بدا مغزاه حين كان سطر الموت يطلبه للحضور   لدائرة  اللا عودة بكلمات تقول  .

.( توجب حضورك يوم الخميس أمام محكمة الثورة .).
.............................
جاسم محمد كاظم
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف