الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صدِّقوا أسماء عزايزة حين تُحدِّثُكم عن الحرب

صدِّقوا أسماء عزايزة حين تُحدِّثُكم عن الحرب
تاريخ النشر : 2019-07-10
صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط - إيطاليا، الطبعة العربية لمجموعةٍ شعرية جديدة للشاعرة الفلسطينية أسماء عزايزة، حملت عنوان: "لا تصدِّقوني إن حدَّثتكم عن الحرب"، تزامناً مع طبعة المتوسط الفلسطينية "الأدب أقوى" والتي توزعها الدار الرقمية في الداخل الفلسطيني، والأدب أقوى هو مشروع أطلقته المتوسط لإصدار طبعة فلسطينية لعدد من كتبها بالتزامن مع صدور طبعتها في العالم العربي، لتكون كتب الدار جزءًا من العمل المقاوم لسلطات الاحتلال، وكسراً للحصار الثقافي المُمارس على القارئ الفلسطيني.

مجموعةُ أسماء عزايزة الجديدة، تُقرأ أولاً من عنوانها، فبالرُّغم من صيغة النَّفي والدعوة إلى عدم التصديق، يبدو العنوان مفخخاً كشيفرة تستدعي منَّا قراءة الكتاب، والبحث في قصائده الطويلة عن سببٍ ما، يجعلنا نكفُّ عن تصديق الشاعرة وهي تحدِّثنا منذ البداية عن الحرب، بل عن إلهام الحرب في كيفية قتلنا وتناغم إيقاع الأغاني مع إيقاع القصف وكيف نجدُ أنفسنا وجهاً لوجه مع هولاكو، ودراكولا الذي يركض في القطار والدكتاتوريات والحربُ التي تحقن خيال المقابر.

تعترف الشاعرة أسماء عزايزة بذلك، في "سايكو" أولى قصائد الكتاب:

أكتبُ قصائدَ عن الإنسانيّة وبشاعة الحروب

وعن العزلة من منظورها الوجوديّ

وعن الحب المجرور بعربة موتى.

في جوٍّ نفسي مشحون، تتبرَّأ عزايزة من كلِّ ما تكتبه عن الحرب، أو تدَّعي ذلك، وهي التي ترشُّ الملحَ على الجرحِ الإنساني المفتوح في وجه العالم. تتنصَّلُ لسببٍ لن نكتشفه إلا بفكِّ خيوط القصائد المتشابكة، كما المشاعر والانفعالات واليأس المتراكمِ خلف جدرانٍ شبه آمنة، وكيف تفقدُ الأغاني ألحانها، والناس أسماءهم، ويضيقُ بنا المشهد في مسرحية الحياة العبثية، ونحاصَر ونغضب، ويكون غضبناً أحياناً منسياً "مثل زقاقٍ في القدس القديمة".

نقرأ لـ أسماء في قصيدة عنوان الكتاب:

حُوصرتُ في أكثر بقع العالم قداسةً. انهال عليّ رصاصٌ، كما انهالت كلمات الرّبّ على الأنبياء

قبضتُ على حجرٍ، فسال من يدي. سبقتُ الجنود، فسبقني الزمن

وحيثما غفا المسيح قبل أن يكبر ويحملنا على ظهره، انكمشتُ
كقطّةٍ خائفة.

تجزم أسماء عزايزة، شعرياً بأنَّه لم يتبعها أحد من الغاوين وتقول: "كلّ ما في الأمر أنّي تسرَّبتُ من حفلتكم المُدوِّية دون أن تلحظوني/ تسرَّبتُ كخيطٍ رفيعٍ لا يُرى من الأثواب المُطرَّزة التي علَّقتُمُوها في صدور المتاحف"، كما أنَّ الشاعرة هنا تؤكد مرَّة بعد أخرى أنَّ العالم يحتاج إلى فضيحةٍ كبرى، أن نمضي معها في حشدِ التفاصيل التي تُنجِّينا من التصنيف، ومن أين أتينا؟ وكيف نشرب قهوتنا تحت سماءٍ ملغَّمة وأرضٍ تصعدُ منها القنابل بدلَ الأشجار، وأنَّنا لسنا ضحايا، بل لنا أسماؤنا، وذكرياتنا وقصصنا الصغيرة التي نرويها كلَّ صباحٍ فتزهر أشجار اللوز في حقول بعيدة.

نقرأ:

ظننتُ أنّي أدخل الغابة وحدي

أنا التي أشفاني شرّ الحُبّ من بشريّتي

أصبح حيوانةً. ألمّع أنيابي أمام المرآة، لكنّي لا أنتظر فريسةً. أزيد نظراتي حدّةً، لأكون أقدر على البكاء. أُدرِّب الشّمّ على رائحة الموت،لأتهجّى الأخبار، وأحزن على ضحاياها كالبشر.

تكتبُ الشاعرة أسماء عزايزة، انطلاقاً من معرفةٍ شعرية وحميمة بقصائدها، مزيجٌ من الصور المُكثَّفة والمشاهد البصرية، والاعترافات الخاصة، والحكايات القديمة، والذكريات والأصدقاء والآباء والأنبياء والمدن المنكوبة وتلك المستحيلة، بين حلمٍ جريء وواقعٍ عنيد، لا تغادرنا الدهشة ونحن نمضي من قصيدة إلى أخرى ونحاول فعلاً أن لا نصدِّق أسماء وهي تضيف أيضاً أنَّ "الطريق إلى الفرح تمرُّ حتماً بجهنَّم".

"لا تصدقوني إن حدثتكم عن الحرب" مجموعة شعرية جديدة للشاعرة أسماء عزايزة، جاءت في 96 صفحة من القطع الوسط، ضمن سلسلة "براءات" لسنة 2019، التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.

أسماء عزايزة: 

شاعرة فلسطينيّة ولدت في قرية دبورية في الجليل الأسفل وتعيش في مدينة حيفا. حصل ديوانها الشعريّ الأوّل "ليوا" على جائزة الكاتب الشاب في حقل الشعر من مؤسسة عبد المحسن القطان عام 2010 . صدر لها: المجموعة الشعرية "كما ولدتني اللديةّ" الأهلية/ 2015 و"حجر لم يُقلب"؛ أنطولوجيا شعريّة لشعراء فلسطينيين وألمان. ترجمت مجموعة من قصائدها إلى الإنجليزيّة والألمانيّة والفرنسيّة والسويديّة والإسبانيْة والهولنديّة واليونانيّة والتركيّة وغيرها. وسوف تصدر هذه المجموعة قريبًا باللغتن السويديّة والهولنديّة. عملت لسنوات في الصحافة المكتوبة ككاتبة ومحرّرة، وفي التلفزة كمقدّمة برامج تلفزيونيّة. حاليًا، تعمل أسماء كمديرة فنيّة لمتجر فتوش للكتب والفنون وبار وجالري فتّوش في حيفا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف