قراءة فنية في خاطرة الكاتب الأردني سامر المعاني
"عليك أن تواجه بضراوة"
أيمن دراوشة - قطر
نص مخاتل تنعكس عليه الألوان، والتي لن نجد صعوبة في تخمينها.
"عليك أنْ تواجهه بضراوة ...
فإن صُلبت أحلامك وأنت تمضي ستبقيك رسائل الخلود عنوانًا في فهرسة الحياة ... وإن أجهدك الموت على يقينك فمت مسرعًا، ولا تقرأ حرفًـــــــا من خلفك وانتصر لمشيئته
فلا تترك جسدك المسجى مكشوفًا وتبحث عن جلل لحضورك؛ كي تبقى وأنت تعلو بموتك سيدًا، فكم من عظيم رجموه بألسنتهم وكانوا يتمنون تقبيل ثرى خطواته"
للوهلة الأولى يبدو لنا النص عاديًا وبسيطًا، لكنه ليس بعادٍ حينما تشعر أن الكاتب يخاطبك أنت القارئ الإنسان ولا يخاطب النقاد ولا المختصين، هي فلسفة حياتية مرتبطة برؤيا شاملة في الكون والحياة.
ليس من السهل أن تقتل أحلامك، فالموت أرحم لك من التحسر على مجد كنت تنتظره، وتنازلت عن أشياء كثيرة ربما كانت مذلة كي تصل إلى هدفك أو تحقيق حلمك الذي قد يكون قد ذبح بقسوة ، فموتك راحة لك، لكن لن يفيدك الأحياء سواء كرموك أو أهانوك.
عملية الصياغة اللغوية التي نسجها كاتبنا سامر المعاني تستلزم خبرة عليا في الممارسة الكتابية، والاستفزاز الاندهاشي، فالألفاظ بسيطة تكثف حالة الشعور الكلي للنص، وتجعل منه نصًّا يؤدي فعله بمفرده كجزء مستقل ، ومع غيره داخلًا في السياق اللغوي.
إنه نص ينطق بكل المعاني والدلالات ، ورمز بعيد وطاقة متفجرة وعنصرًا جماليًا على الرغم من ألمه وحزنه.
لقد أيقظت الألفاظ التراجيدية أرواحنا ، فالتراجيديا تستمد عظمتها من سر الإنسانية وغموض مصائرها وأحوالها مثلما تتجسد في تصاعد الأزمة في أشخاص يمثلون الإنسانية كلها.
ولعل من جماليات هذا النص أنه يتجاوز الخنوع للامعنى، وتتأبى الاستسلام لمواضعات الأشياء.
إن المعاناة تظل تشير إلينا وتقترح، وأننا عزل أمام أسلحة مصوبة اتجاهنا.
ليس الموت أمرًا مستحبًا، إلا أنَّ المأساة تكسبه جمالًا فنيًا عندما يشعر القارئ أنَّ شخصية النص الرئيسة قد تجاوز حد الألم والظلم ، وأنه لم تعد هناك طاقة أمام آلامه النفسية، فتكون نهايته الموت كما رأينا في النص، وهنا نتقبل سيكولوجيًا ووجدانيًا هذه النهاية المأساوية التي كأنها الخلاص الوحيد للبطل من مأساته الحياتية.
"عليك أن تواجه بضراوة"
أيمن دراوشة - قطر
نص مخاتل تنعكس عليه الألوان، والتي لن نجد صعوبة في تخمينها.
"عليك أنْ تواجهه بضراوة ...
فإن صُلبت أحلامك وأنت تمضي ستبقيك رسائل الخلود عنوانًا في فهرسة الحياة ... وإن أجهدك الموت على يقينك فمت مسرعًا، ولا تقرأ حرفًـــــــا من خلفك وانتصر لمشيئته
فلا تترك جسدك المسجى مكشوفًا وتبحث عن جلل لحضورك؛ كي تبقى وأنت تعلو بموتك سيدًا، فكم من عظيم رجموه بألسنتهم وكانوا يتمنون تقبيل ثرى خطواته"
للوهلة الأولى يبدو لنا النص عاديًا وبسيطًا، لكنه ليس بعادٍ حينما تشعر أن الكاتب يخاطبك أنت القارئ الإنسان ولا يخاطب النقاد ولا المختصين، هي فلسفة حياتية مرتبطة برؤيا شاملة في الكون والحياة.
ليس من السهل أن تقتل أحلامك، فالموت أرحم لك من التحسر على مجد كنت تنتظره، وتنازلت عن أشياء كثيرة ربما كانت مذلة كي تصل إلى هدفك أو تحقيق حلمك الذي قد يكون قد ذبح بقسوة ، فموتك راحة لك، لكن لن يفيدك الأحياء سواء كرموك أو أهانوك.
عملية الصياغة اللغوية التي نسجها كاتبنا سامر المعاني تستلزم خبرة عليا في الممارسة الكتابية، والاستفزاز الاندهاشي، فالألفاظ بسيطة تكثف حالة الشعور الكلي للنص، وتجعل منه نصًّا يؤدي فعله بمفرده كجزء مستقل ، ومع غيره داخلًا في السياق اللغوي.
إنه نص ينطق بكل المعاني والدلالات ، ورمز بعيد وطاقة متفجرة وعنصرًا جماليًا على الرغم من ألمه وحزنه.
لقد أيقظت الألفاظ التراجيدية أرواحنا ، فالتراجيديا تستمد عظمتها من سر الإنسانية وغموض مصائرها وأحوالها مثلما تتجسد في تصاعد الأزمة في أشخاص يمثلون الإنسانية كلها.
ولعل من جماليات هذا النص أنه يتجاوز الخنوع للامعنى، وتتأبى الاستسلام لمواضعات الأشياء.
إن المعاناة تظل تشير إلينا وتقترح، وأننا عزل أمام أسلحة مصوبة اتجاهنا.
ليس الموت أمرًا مستحبًا، إلا أنَّ المأساة تكسبه جمالًا فنيًا عندما يشعر القارئ أنَّ شخصية النص الرئيسة قد تجاوز حد الألم والظلم ، وأنه لم تعد هناك طاقة أمام آلامه النفسية، فتكون نهايته الموت كما رأينا في النص، وهنا نتقبل سيكولوجيًا ووجدانيًا هذه النهاية المأساوية التي كأنها الخلاص الوحيد للبطل من مأساته الحياتية.