الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مواءمة بقلم:لطيف عبد سالم

تاريخ النشر : 2019-07-06
مواءمة

قصة قصيرة

لطيف عبد سالم

ذاتَ لَيْلَةٍ مُطَيْرة في مطلع العقد الثامن من القرن الماضي، إستفاق مِنْ شروده عَلَى صوت صغيرته المدللة، فوثب مذعوراً قبل أنْ يهرعَ حافي القدمين وقلبه يسبق أوسع خُطُوَاتِه صوب حجرة والدته الَّتِي تَعِدها كُلّ ما ورثته عَنْ أبيه. 

أصابه الذهول لفترةٍ من الزمن وهو يحاول لملمة أفكاره خلال انشغاله بعقدِ ذيل دشداشته العتيقة بوساطةِ حزامٍ متهرئ وهبه إياه قبل أعوام عدة جده لأمه، بعد أنْ جعل من بابِ حُجْرَتها المتهالك سندَاً لظهرِه، أطرقَ للأرضِ قبل أنْ يترك لعينيه النظر إليها وهي تكور جسمها محولة إياه لما يشبه كرة غير منتظمة الأبعاد بفعلِ احتضانها وسادة تحتفظ بها منذ ليلة زفافها لأجل التخفيف من ثقل امراضها. 

كان جل اهتمامه منصباً علَى الظفر بمحاولةِ إبعاد كل ما يثبط عزيمته حول التعامل معها بطريقة مِنْ شأنها خلخلة وجدانها المعبأ غيظاً وألما. 

وهي ترخي عينيها في إغماضهٍ خفيفة أعادت إليه ذكرى حزنها يوم مات أصغر أبنائها غرقاً، حدق في صغيرته وأشار بيده إليها أن تتقدم منه، تحركت ببطء شديـد، وقفت أمامه، انحنى قليلاً، رفعت رأسها نحوه، همس في أذنها وهو يداعب شعرها بإصبعه، ذهبت لحجرته راكضة، ثم عادت إليه تحمل حقيبتها المدرسية، احتضن الحقيبة وافترش الأرض، أخرج منها دفتراً صغيرا وقلم رصاص، أمسك القلم من المنتصف وانحنى به على الدفتر، ممرّراً إياه في الورق بالاتجاهات كافة. 

كانت والدته حيرى فيما بوسعها فعله، ووسط ذهولها نظرت نحوه ثم قالت: 

- ماذا تفعل يا ولدي؟ 

رفع رأســه نحوها مبتسماً وقال:

- أكتب رساله إلى أخي.

قالت له والذعــر بائن في نظراتها:

- كيف تكتب رسالة وأنت لا تقرأ ولا تكتب؟

أشار إليها بيده قائلاً:

- وما الضير في ذلك؟ ما دام هو أيضاً لا يجيد القراءة والكتابة!. 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف