الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

(الرهائن السياسيون في الأندلس في عصري المرابطين والموحدين (484-668هـ/1091- 1269م)

تاريخ النشر : 2019-07-04
(الرهائن السياسيون في الأندلس في عصري المرابطين والموحدين (484-668هـ/1091- 1269م)
(الرهائن السياسيون في الأندلس في عصري المرابطين والموحدين (484-668هـ/1091- 1269م). للباحثة مِنة الله صُبحي.

عرض ودراسة/ أبوالحسن الجمال – كاتب ومؤرخ مصري

   سوف تظل مدرسة جامعة الإسكندرية التاريخية وخصوصاً في الأندلسيات المنبع الصافي لهذا المجال منذ أول كتاب وضعه مؤسس هذه المدرسة الأستاذ عبدالحميد بك العبادي وحتى اليوم، وقد صارت معيناً لا ينضب وقبلة كل بحث يريد الأصالة والجديد في هذا المجال.

     وقد نوقشت مؤخراً رسالة الباحثة مِنة الله صبحي بعنوان (الرهائن السياسيون في الأندلس في عصري المرابطين والموحدين (484-668هـ/1091- 1269م)، وهي بُرعم جديد في شجرة هذه المدرسة الوارفة الظلال، وقد أشرف عليها الأستاذ الدكتور حمدي عبدالمنعم محمد حسين، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، والأستاذة الدكتورة شاهندة سعيد محمد منصور أستاذ مساعد التاريخ والحضارة الإسلامية في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، وتكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالمنعم سلامة أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية ورئيس قسم التاريخ في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، والأستاذ الدكتور عوض حسان عواد أبو شيخة أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية في كلية التربية جامعة عين شمس.

   وقد عانت الباحثة كثيراً أثناء جمعها لمواد هذه الرسالة الهامة، والتي بذلت فيها جهداً ملموساً لولا بعض الهنات التي لازمتها، ومن الصعوبات تناثر المادة العلمية الخاصة بموضوع الدراسة (الرهائن السياسيون في الأندلس)، كما يعد هذا الموضوع من الموضوعات الصعبة التي يتطلب البحث فيها الاعتماد على كم كبير من المصادر والمراجع التاريخية والجغرافية والأدبية والفقهية،  وقد واجهت الباحثة في هذا البحث الكثير من الصعاب، لعل أهمها ندرة المصادر الأصلية خاصة عصر دولة المرابطين الذي تعرض لعداء شديد من الموحدين، فعملوا على الإساءة إليهم، وقاموا بتشويه تاريخهم إضافة إلى عدم وجود معلومات كافيه من قبل المؤرخين عن موضوع الدراسة، وتحصيل المادة العلمية  وتصنيفها فهي متناثرة في بطون المصادر الأندلسية فلم تجد سوى إشارات للرهائن في ضوء إغفال عدد كبير منهم . 

     وبالرغم من ذلك قد بذلت الباحثة أقصى جهدها في هذه الدراسة، واعتمدت على كل ما توفر لديها من المصادر العربية التاريخية، وأيضا اعتمدت على المراجع العربية الحديثة والمعربة التي تناولت الحديث عن تاريخ الأندلس السياسي في عصري المرابطين والموحدين واتخاذ الرهائن لفرض السيطرة السياسية على جميع أراضي الأندلس. وكنا نتمنى من جانبنا أن تتوفر الباحثة على المصادر الإسبانية القديمة ومنها مدونة الفونسو العاشر (العالم)، وكذلك المراجع الإسبانية المعاصرة، لذا يجب على كل من يلج هذا المجال الدقيق أن يتوافر على دراسة اللغة الإسبانية لكي تساعده على مطالة المصادر والمراجع لتتسع الرؤية لديه وتكون أكثر دقة وشمولية...

   وفيما يتعلق موضوع البحث "الرهائن السياسيون في الأندلس في عصري المرابطين والموحدين (484-668هـ/1091- 1269م" فقد أكدت الباحثة أن ظاهرة اتخاذ الرهائن ظاهرةٌ تاريخيةٌ قديمة فرضتها الظروف السياسية فقد تعددت وسائل اتخاذ الرهائن التي تتلخص في فرض الهيمنة والسيطرة السياسية والعسكرية فإن دولتي المرابطين والموحدين خاضتا العديد من المعارك مع الممالك النصرانية وأيضاً مع الممالك الإسلامية في الأندلس التي أسفر عنها أخذ رهائن لتنفيذ مطالب سياسية معينه أو للخضوع والولاء.

     وهذا الموضوع بكر في حقل الدراسات الأندلسية لم يتطرق له أحد من قبل إلا في رسالة واحدة أعدها الباحث مدحت محمد عبد الحارث إبراهيم  وعنوانها "الرهائن السياسيون في الأندلس منذ الفتح الإسلامي حتى نهاية عصر ملوك الطوائف"(92- 479هـ/711-1086م )؛ وهي رسالته لنيل درجة الماجستير من كلية الآداب جامعه جنوب الوادي بمدينة قنا سنة 2012، وقد تناول فيها الرهائن السياسيين بشكل مباشر، أما باقي الباحثين تحدثوا عن الجوانب السياسية والحضارية وتعرضوا للرهائن في شذرات متفرقة في مصنفات بحثهم دون إلقاء الضوء عليها بصفه مباشرة. وقد استكملت الباحثة هذه الرحلة حتى عصر الموحدين، ونأمل أن تواصل المسيرة حتى انتهاء دولة الإسلام في الأندلس بسقوط غرناطة سنة 897هـ .

فقد قسمت الباحثة إلى مقدمة وتمهيد وبابين وخاتمة، وقد تناولت في المقدمة أهمية موضوع الدراسة، والدراسات السابقة ومناهج المعالجة وتقسيم الدراسة ثم دراسة تحليلية لأهم مصادر الدراسة ومراجعها.

    أما الدراسة التمهيدية فقد تضمنت الرهينة لغة واصطلاحا  والفرق بين الرهينة والأسير، ثم موجز عن الرهائن السياسيين في الأندلس من الفتح الإسلامي حتى نهاية عصر ملوك الطوائف.  

أما الباب الأول فقد خصصته الباحثة لدراسة (الرهائن السياسيون في عصر دولة المرابطين) الذي يتكون من فصلين، وقد بدأت هذا الباب بموجز عن التاريخ السياسي لدولة المرابطين ثم بعد ذلك  الفصل الاْول بعنوان "الرهائن السياسيون في عهد الاْمير يوسف بن تاشفين" وقد ذكرت فيه حالة الاندلس واستنجاد ملوك الطوائف بيوسف بن تاشفين وعبوره الأول إلى الأندلس 479هـ/1086م، وموقعة الزلاقة ثم العبور الثاني ليوسف بن تاشفين 481هـ/1088م، ثم عبوره الثالث 483هـ/1090م  الذي قرر فيه القضاء على ملوك الطوائف، وقام بوضعهم رَهْن الإقامةِ الجبرية ثم عبوره الرابع والأخير 496هـ/1102م لتثبيت دعائم مٌلكهِ واعطاء بيعة ولاية العهد لابنه على بن يوسف ثم وفاته 500هـ/1106م.  

    والفصل الثاني بعنوان "الرهائن السياسيون في عهد الأمير على بن يوسف بن تاشفين وحتى نهاية دولة المرابطين"، وقد ذكرت فيه تولى الأمير على بن يوسف الحكم بعد وفاة والده الأمير يوسف بن تاشفين (500هـ/ 1106م) .وحاله الأندلس السياسية التي أدت الى اتخاذ رهائن بالإضافة إلى توتر العلاقات مع عماد الدولة بن هود ثم بعد ذلك جهاد تاشفين بن على ودوره في الصراع المرابطي القشتالي ثم توليته الحكم بعد وفاة والده على بن يوسف 537هـ/1143م  ومواجهتهٌ الكثير من الصعاب خاصة صراعه مع الموحدين الذى انتهى بمقتله في وهران 539هـ/1145م واندلاع الثورات المناوئة  لحكم المرابطين في الأندلس تلك الثورات التي كان لها أثرٌ على أوضاع الأندلس السياسية ونتج عنها اتخاذ رهائن من الثوار والخارجين  ثم سقوط دولة المرابطين في سنه 541هـ/1146م وقيام دولة أخرى ألا وهى دولة الموحدين.

    أما الباب الثاني فقد خصصته الباحثة لدراسة "الرهائن السياسيون في عصر دولة الموحدين " الذي يتكون من فصلين وقد بدأت هذا الباب بموجز عن التاريخ السياسي للأندلس في عصر دولة الموحدين تم بعد ذلك الفصل الأول بعنوان "الرهائن السياسيون في عهد الخليفة عبد المؤمن بن على وابنه يوسف بن عبد المؤمن" وقد تحدثت في هذا الفصل عن  حالة الأندلس السياسية وسيطرة عبد المؤمن بن على وجيشه على جميع أراضي الأندلس وإحكام السيطرة عليها الأمر الذى نتج عنه اتخاذ رهائن كدليل على الخضوع والولاء  ثم بعد ذلك تولى الخليفة يوسف بن عبد المؤمن الحكم بعد وفاة والده 558هـ /1163م وقيام الصراعات في عهده، وقد وضحت الباحثة الصراع القائم بينه وبين محمد بن مردنيش في شرق الأندلس، ثم بعد ذلك تحدثت بعد ذلك عن رهائن الصراعات الخارجية مع مملكة البرتغال ثم بعد ذلك توتر العلاقات بين الموحدين وبنى غانية. 

     وفي الفصل الثاني بعنوان "الرهائن السياسيون في عهد الخليفة يعقوب المنصور حتى نهاية دولة الموحدين". وقد ذكرت فيه أخذ رهائن من بنى غانية ثم الصراع الموحدي القشتالي  وانتصار الموحدين في موقعه الأرك وأخذ رهائن من النصارى في هذه المعركة، ثم الخليفة محمد الناصر وهزيمة العِقَاب 609هـ /1212م التي تعتبر بداية النهاية لدولة الموحدين وتولى الحكم بعد الخليفة الناصر خلفاء ضعاف  قدموا الرهائن لحكام الممالك النصرانية سواء كانت هذه الرهائن أشخاصاً كرمز للخضوع أو الحصون والقلاع ضماناً لتنفيذ الاتفاقيات ثم سقوط قواعد الأندلس واحدة تلو الأخرى في أيدى النصارى الأمر الذى انتهى بسقوط دولة الموحدين 668هـ/1269م.

      وقد اعتمدت الباحثة على المنهج التاريخي ودوره في الدراسة؛ حيت تم عرض الرهينة حسب التسلسل التاريخي للأحداث، كما اعتمدت على المنهج الاستقرائي التحليلي القائم على جمع المادة العلمية اعتمادا على النظر في الماضي وتحليله وتفسيره وجمع المعلومات المتعلقة بموضوع البحث من المصادر الأصلية بهدف الوصول إلى نتائج حيث تقوم الدراسة في البحث على قراءه النصوص وتتبعها في المصادر الأندلسية والمغربية بوجه خاص  بالإضافة إلى المصادر الجغرافية وقد تم رصد التطورات التاريخية التي مر بها الرهائن بداية من دولة المرابطين وحتى نهاية دولة الموحدين .

   كما اتبعت المنهج الوصفي لوصف بعض الكيفيات والحالات كما وجدت في الواقع وتحليلها وتفسيرها بشكل يساعد على فهم  سياسة اتخاذ الرهائن في الأندلس، واعتمدت أيضاً على المنهج المقارن خاصة عند معالجة أسلوب معاملة الرهائن والمقارنة بين تلك الأساليب.

  وفي النهاية منحت اللجنة المناقشة الباحثة درجة الماجستير بامتياز مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها مع الجامعات الأخرى.


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف