الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أنا أناي بقلم:مأمون أحمد زيدان

تاريخ النشر : 2019-06-29
أنا أناي بقلم:مأمون أحمد زيدان
أنا أناي
مأمون أحمد زيدان



 أقف الآن هنا

بين زاويتينِ باردتين

جليد، ثلج، هواء يعوي

يجوح، يهز ويهتز

بين رمانتين وحنظلتين

بين زهرِ لوز

زهر شوك وصبار

أقف

لأرقبَ المدى

يتسع ويضيق

يصفو ويتعكر

أرى السحب

تتبادل مواقعها، تتداخل

تتشكل، تتكتل

تنسحب وتنفصم

سوداء أحيانًا

كحزن وردةٍ يتيمة

بيضاء في أحيان

كفرحة ذئب

في فمه فريسة

تتلوَّى، تطفح عيناها

برعب وفجيعة

♦ ♦ ♦

أنا الآن

بين ذاتي وذاتي، وذاتي

أبحث عني

عن ذاتي التي كانت ذاتي

عن ذاتي التي بين يدي

عن ذاتي التي هاجرت

هجرتني فهجرتها

عن ذاتي التي تنتظر خلف السنين

عن ذاتي الملوِّحة

بالغربة والاغتراب

♦ ♦ ♦

خطوة هنا

لأمي

خطوة هناك

لأبي

رابية يفتتها الوقتُ

يسحقها الدهر

خطوة لأختي

لأخي

يأكلها شفق نهم جائع

خطوة لي

لي أنا

مرصوفة فوق موج من شذا

فوق بحرٍ من مدى

تتقدم

تحثُّ خطاها نحو هاوية

ترتفع فوق هامة جبل

تسقط في دائرة من هلام

كثيف

كضباب يتكالب على ذاته

يتحول دخانًا

بلا نارٍ أو نور

خفيف

مثل ريشة نعام أو طاووس

تتمزق من ريح صحراء مغبرة

♦ ♦ ♦

كم بحثت عن الموت

في قواميس النهاية

في أسرار بلاغة الزوال

في أدغال العتمة

وغابات الضياء

مدفوعًا برغبة الاندماج

في مفردات الغامض المجهول

بلونِ فراشة كحلية

مهروسة الجناح

بشوق المتيم

كنت أبحث

عن رؤيتي ورؤاي

عن ينبوعي المغلق

عن خطوتي وخطاي

عن هجرتي من ذاتي

إلى ذاتي

من وطني المتخم بالطين

والحمأ والصلصال

من زهرة الأقحوان في ظل زيتونة

إلى زهر حنون ودحنون

يلتقط الشمس

من مغربها

مشرقها

من مغاربها

مشارقها

ليحشرها

في صياح ديكٍ مخضل بالندى

هديل حمام يتنفس الصبح

حقل شعير

ينام في الفضاء

يلتحف الليلَ

يتدثر الأسحار

غزالة حبلى

سليلها يشي بها[1]

♦ ♦ ♦

لم أكن أعلم يومًا

كيف أبدأ

وكيف أنتهي

البدايات تتداخل

في النهايات

ظل أو ظل لظل

شبح في مرآة لا تطيق ذاتها

ولا تعشق الأشباح

بيداء تغطس في بيداء

رمل بيدِ ريح هوجاء

ماء في منخل أو غربال

صدأ على أسنان الزمن

ألم في رأس المكان

هروب من ناي حزين

يشدو لخراف السهول

فتثغو

فرحًا أو حزنًا

♦ ♦ ♦

قيل:

كنت يومًا عدمًا من عدم

غيبًا مخبأ في جرة طين

مجهولًا أكلته النار

تحول نثارًا

ابتلعته عواصف وهج

فتلاشى كتلاشي التلاشي في التلاشي

كائن أو شبه كائن

ذوبته شموس

شيء من شيء يتشيأ

ومتشيئ لا يعلم عن تشيئه شيئًا

كشيء خارج من اللاشيء

شيء يسأل عن شيء في اللاشيء

والشيء يعوي، يجوح

يبحث عن شيء في الشيء

♦ ♦ ♦

بحث في البحث

عن بحث

كنت فيه يومًا

صليل سيف

أو ركوة بئر

شعاع جديلة

يحملني إلى ذاتي

إلى أنا

إلى أناي.



[1] السليل: صوت الغزال.

21/2/2017 ميلادي - 24/5/1438 هجري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف