الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تقديم كتاب "عالم غريب عسقلاني الروائي الرؤية والأداة" بقلم:د.سهام أبو العمرين

تاريخ النشر : 2019-06-29
تقديم كتاب "عالم غريب عسقلاني الروائي الرؤية والأداة" بقلم:د.سهام أبو العمرين
كتاب عالم غريب عسقلاني الروائي الرؤية والأداة

تقديم بقلم الدكتورة سهام أبو العمرين

الرواية ملحمة برجوازية ولدت من قلب الصراعات الأيديولوجية للبرجوزية الصاعدة على أنقاض الرأسمالية المنهارة, هي أداة تشكيل وعي ووسيلة من وسائل تثوير المجتمع وتغييره, جنس ادبي انبثق من الواقع ويسعى للتأثير في هذا الواقع بالتحريض عليه بكشف بنبة المسكوت عنه ومحاولة تفكيكه من اجل إعادة بنائه من جديد بوعي الروائي الثائر المحرض الذي يسائل التاريخ ويتشاكل معه, ويثير أسئلة الوجود والهوية, لا بوعي الروائي الناسخ الذي يكتفي بالرصد والتوثيق, فالروائي الحقيقي لا يؤرخ الوجود, إنما يعيد تشكيل هذا الوجود بوعي نافذ ورؤيى استشرافية حكيمة, لتترافق القيمة الجمالية للأدب مع القيمة النفعية ولتحقيق الوظيفة الأساسية للإبداع, الذي يضع الواقع نصب عينيه لتغييره ومجاوزة عثراته.

يمتلك غريب عسقلاني, الروائي المسكون بإرق الكتابة وأسئلتها مشروعاً ادبيا معمقا بقدرته المدهشة على مقاربة الواقع الفلسطيني المشظى ورسم أبعاد الإنسان المفجوع منذ نكبته بتغريبته, مازجاً الواقع بالأسطورة, والحقيقة بالحلم, رابطا الزمان بالمكان, مستلاً شخصياته من رحم المعاناة, مجسداً انهزامهم وانتصارهم, راصداً تناقضات واقعه وتبدلاته بلغة تحاكي الواقع برمزية شفيفةتارة وشاعرية تارة اخرى, موظفا تقنيات السرد وطاقات اللغة لإبراز الدلالة التي يقتنصها القارئ المتمهل, الذي يضع قدمه على أرض رواياته, فيجد الجمال الذي تظافر بالمعاناة والألم.

من المفارقات القدرية أن العام الذي ولد فيه غريب عسقلاني الذي حدثت فيه النكبة, حيث تشتت الذات الفلسطينية وتشرذمها, ليكون حضوره لهذا العالم حضوراً شاهداً على المأساة ومثقلا بالدلالة على الفجيعة, هذا المكان الطارئ والهاجس المؤرق الشاهد على تشرذم الهوية وتأزم الذات في ارتحالاتها عبر الزمان والمكان, هي التيمة البارزة في رواياته.

غريب عسقلانب روائي غير عادي, تجاوز في ممارسته الروائية مفهوم الرواية باعتبارها حكايةلمفهوم الرواية متعددة المستويات ذات المعمار الحداثي, حيث كسْر كرنولوجية الزمن التعاقبي, واعتماد السرد على تعدية الأصوات والمنظورات,في ظل التعالق النصوصي مع عوالم الأسطورة والرمز واساليب القص الشعبي في ظل التوظيف للغة المكثفة المختزلة, التي تجبر المتلقي على الإسهام في انتاج الدلالة ليصبح منتجا إيجابيا مشاركا في صناعة المعنى.

***

اثرى غريب عسقلاني المكتبة الأدبيةباثنتي عسرة رواية أولها " الطوق" التي صدرت1979, تلتها رواية "زمن الانتباه" 1982, ورواية "زمن دحموس الأغبر"2001, ورواية "ليالي الأشهر القمرية"2001, ورواية "عودة منصور اللداوي" 2002, ورواية "أزمنة بيصاء" 2005, ورواية "صفاف البوح"2006, ورواية " مزيونة"2009, ورواية " هل رأيتِ ظل موتي"2011,  ورواية "المنسي" 2016. وقد تفاعلت هذه النصوض مع بعضها البعض لنكوَّن عالما ذا خصوصية وتجربة روائية فريدة, وظف فيها عبر تاريخ كتابته تقنيات سردية عدة ومستويات لغوية ترافقت مع الدلالة النصية,زاوج لبن الرمز والشاعرية, ومتح من عوالم الخرافة والأسطورة ما رسم عواله الروائية التي تنبض جمالاً ودلالة,لتكون بمثابة إضافة متميزة للرواية الفلسطينية وحلفة من حلقاتها التي لا يمكن تجاوزها. 

***

وتسهيلا على الباحثين جاء هذا الكتاب الذي عنونته ب" عالم غريب عسقلاني الروائي: الرؤية  والأداة" ليقلي الضوء على الدراسات البحثية التي تناولت نصوص غريب عسقلاني الروائية, بمنظورات مختلفة ومعالجات متمايزة, فكان لكل باحث مبضعه الخاص ألذي شَرَّح به نصوص الكاتب خاضها إياها للدراسة والتحليل بمناحج مختلفة, لذلك آثرت أن اقوم بتجميعها وتقديمها للباحثين الجادين لتكون بذرة لدراسات متتالية لنصوص قابلة للفراءة عبر الزمان بروؤيات متعددة. وقد قدمتها بشهادة "غريب عسقلاني" ورؤيته لمفهوم الكتابة, ومتحدثا عن تجربته الروائية, وقد راعيت تقديم الدراسات وفق زمن صدور الرواية المتناولة لا زمن الدراسة النقدية.

وهذه الدراسات جاءت على النحو التالي:

1- حول رواية الطوق للدكتور خليل حسونة

2- العلاقة مع الآخر في رواية زمن الانتباه للدكتور على عودة.

3- ثنائية الأصوات في رواية نجمو النواتي للدكتور على عودة

4- رواية البحر "نجمة النواتي دكتور حماد أبوشاويش والدكتور سعد العزايوة

5- " نجمة النواتي" الحياة سردا,للكاتب والناقد محمد ضمره

6- رواية نجمة المواتي, الحلم ما زال ناصعا للفاص زكي العيلة

7- سيميائية العنوان في رواية "زمن دحموي الأغبر" دكتوره سهام ابو العمرين

8- تقانات السرد الحديثة في رواية "جفاف الحلق" اللاحثة أمل المصري.

9- غريب عسقلاني وجفاف الحلق بقلم الشاعر المصري أخمد فضل سبلول

10- ليالي الأشهر القمرية وأسئلة العودة بقلم الباخث رائد حواري

    11- ليالي الأشهر القمرية الكاتب علي الخليلي

    12-  خطاب المقاومة في الأدب الفلسطيني "رواية عودة منصور اللداوي", انموذجا  للدكتورة سهام ابو العمري

     13- اللغة الشعرية وتجلياتها في رواية " ازمنة بيضاء" لغريب عسقلاني, للدكتور عبد الرحيم حمدان

      14- البحث عن (غريب) في رواية في رواية أزمنة بيضاء للكاتب توفيق أبو شومر.

      15- تجليات التناص الذاتي في رواية ضفاف البوح للروائي غريب عسقلاني, دكتور عبد الرحيم حمدان.

      16- توظيف الموروث الشعبي في رواية أولاد مزيونة لغريب عسقلاني, للدكتور عبد الرحيم حمدان

    17- صورة المرأة في رواية اولاد مويونة قراءة نسوية, للدكتوره سهام أبو العمرين

    18-  أولاد مزيونة والعزف على وتر الحكاية, بقلم الكاتي الروائي محمد نصار

     19- جرأة التجريب والخروج من عباءة الرواية التقليدية في "هل رأيتِ ظل موتي لغريب عسقلاني:  بقلم الدكتورة نجمة خليل ابراهيم- استراليا

     20- المنسي والهبوط من كوة الحلم دراسة تحليلية  لرواية المنسي بقلم الاستاذ الكتور عاطف ابو حمادة

      21- نثوش على رقعة المنسي للأستاذ اللدكتور زاهر حنني

       22- ما قاله الغريب عن المنسي قراءة انطباعية في رواية المنسي للكاتب غريب عسقلاني بقلم الكاتب سامح عودة

***

وبذلك يقدم الكتاب أرضية بحثية جادة ينطلق منها الباحثون في علم غريب عسقلاني الرولئي, ومنطلق لدراسات متتالية لنصوص الكاتب الروائية لأنها وحتى اللحظة صالحة لقراءات عدة, وبمنظورات مختبفة لاستلال الدلالة التي تترافق مع التغيرات الاجتماعية والسياسية, تحتاج  روايات عسقلاني القراءة المتأنية التي لا تكتفي بملامسة ظاهر النص إنما تغوص في اعماقه لاغتراف دلالة بكر مع كل قراءة. 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف